تطبيع البحرين وإسرائيل.. اتصال بين وزيري خارجية الجانبين وإيران تندد

جرى مساء السبت اتصال هاتفي بين وزير خارجية البحرين عبد اللطيف الزياني ونظيره الإسرائيلي غابي أشكنازي لتبادل التهنئة باتفاق التطبيع، في حين أدانت الخارجية الإيرانية قرار التطبيع، وحذر الحرس الثوري الإيراني البحرين من "انتقام البحرينيين والمجاهدين".
وذكرت وكالة الأنباء البحرينية أن الزياني وأشكنازي تبادلا التهاني والأحاديث الودية بمناسبة إعلان السلام بين البحرين وإسرائيل، الذي أُعلن الجمعة في اتصال هاتفي بين قادة البحرين وإسرائيل والولايات المتحدة.
وأوضحت أنه تم التأكيد على أهمية المضي قدما بهذه العلاقات في مختلف المجالات خدمة للمصالح المشتركة، وبما يسُهم في تعزيز الاستقرار والسلم في المنطقة.
مظاهرات ضد التطبيع
وقالت وسائل إعلامية تابعة للمعارضة البحرينية إن مظاهرات خرجت في البحرين تناهض التطبيع مع إسرائيل، حيث رفع المتظاهرون لافتات تعتبر التطبيع خيانة وجريمة، ورددوا هتافات داعمة للقضية الفلسطينية، ومنددة بالولايات المتحدة وإسرائيل.
وغادر السفير الفلسطيني لدى البحرين المنامة خالد العارف، وذلك بعدما أعلن وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي أنه تم استدعاء السفير للتشاور.
كما نظمت في غزة مسيرات للتنديد بالاتفاق البحريني الإسرائيلي، ففي دير البلح وسط قطاع غزة نظمت حركة حماس وقفة رفع فيها المتظاهرون لافتات تستنكر وترفض خطوة التطبيع من قبل المنامة.
وشارك عشرات في مسيرة بمدينة غزة، نظمتها الجبهة الديمقراطية واتجهت صوب مقر الأمم المتحدة، وسط هتافات وشعارات رافضة ومنددة بالتطبيع.
تنديد إيراني
من جهة أخرى، أدان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده قرار البحرين تطبيع العلاقات مع إسرائيل، ووصف الخطوة بأنها شائنة وخيانة للشعب الفلسطيني، معتبرا أنها تجعل من حكام المملكة الخليجية "شركاء في جرائم النظام الصهيوني".
وقال خطيب زاده إن البحرين تضحي بقضية ونضال الشعب الفلسطيني لعدة عقود، وستبقى هذه الخطوة في ذاكرة هذا الشعب والشعوب الحرة في العالم إلى الأبد، حسب تعبيره.
وأضاف أن لجوء البحرين إلى إسرائيل يعد "خطأ جوهريا، وتم بهدف التأثير على الانتخابات الأميركية".
وأكد أن حكام البحرين بعد التطبيع مع إسرائيل -التي يعتبرها تهديدا دائما لأمن المنطقة والعالم- "أصبحوا شركاء في جرائمها في المنطقة والعالم الإسلامي".
وحذر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية من أن على البحرين وباقي الدول التي طبعت مع تل أبيب إدراك أنها تتحمل تداعيات أي تحرك إسرائيلي يؤدي إلى زعزعة الأمن في المياه الخليجية.
بدوره، أدان الحرس الثوري الإيراني بشدة قرار البحرين تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وأعلن -في بيان- أنه على ملك البحرين أن يتوقع ردا قويا من الشعب البحريني الغيور ومن أسماهم "المجاهدين في سبيل القدس".
ووصف البيان قرار البحرين بأنه شائن ويتعارض مع إرادة الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أنه سيلَقى الرد المناسب.
وحذر الحرس الثوري من وصفهم بأيدي قوى الاستكبار من فتح أبواب مياه الخليج وبحر عمان لإسرائيل.
كما أصدر حزب الله اللبناني السبت بيانا قال فيه إنه يندد بقوة بتحرك البحرين لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.

اتفاق تاريخي
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن الجمعة الاتفاق بين البحرين وإسرائيل، متحدثا عن توصلهما إلى "اتفاق سلام"، وعن "اختراق تاريخي جديد".
وقال إن "البلدين سيتبادلان السفارات والسفراء، وسيباشران رحلات جوية مباشرة، وسيطلقان مبادرات تعاون في مجالات واسعة، بينها الصحة والتجارة والتكنولوجيا والتربية والأمن والزراعة".
من جانبها، قالت البحرين -في بيان مشترك مع إسرائيل والولايات المتحدة- إنها وافقت على توقيع الاتفاق مع تل أبيب بمراسم تقام الثلاثاء في البيت الأبيض بالتزامن مع توقيع الإمارات اتفاقا مماثلا.
مشروع ترامب
وفي القدس المحتلة، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -في بيان نُشر بالعبرية- "مواطني إسرائيل.. يسرّني أن أبلغكم بأنه هذا المساء توصلنا إلى اتفاق سلام آخر مع دولة عربية أخرى؛ البحرين. هذا الاتفاق يُضاف إلى السلام التاريخي مع دولة الإمارات العربية المتحدة".
ويُعد هذا التطور نجاحا دبلوماسيا لترامب على مشارف انتخابات رئاسية يتطلّع من خلالها للفوز بولاية ثانية، في مواجهة منافسه الديمقراطي جو بايدن.
ويعدّ تطبيع العلاقات بين إسرائيل وحلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط -بمن فيهم دول الخليج- هدفا رئيسيا ضمن الإستراتيجية الإقليمية لترامب.