بين الإعجاب والسخرية..هل يستحق ترامب الترشيح لجائزة نوبل للسلام؟

U.S. President Trump delivers remarks on judicial appointments at the White House in Washington
ترشيح ترامب لجائزة نوبل للسلام كان محل ترحيب من البيت الأبيض (رويترز)

جاء ترشيح الرئيس الأميركي دونالد ترامب لنيل جائزة نوبل للسلام لعام 2021 مثير للإعجاب والسخرية في الوقت ذاته.

الترشيح، الذي جاء من كريستيان تيبرينغ نائب رئيس لجنة الخارجية والدفاع بالبرلمان النرويجي، لم يكن المرة الأولى من نوعه، إذ سبق ورشح نفس السياسي النرويجي الرئيس ترامب لجائزة العام 2018، والتي اشترك في الفوز بها كل من اليزيدية نادية مراد، والطبيب الكونغولي دينيس ماكويغي.

وبرر تيبرينغ ترشيحه لترامب بالنظر إلى "دوره في الاتفاق التاريخي بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة".

وتبنى ترامب منذ وصوله للحكم خطابا معاديا للحروب والتورط العسكري الأميركي في الخارج، وتعهد بإنهاء "الحروب التي لا تنتهي" في الشرق الأوسط.

وبالفعل خفض ترامب عدد القوات الأميركية في العراق وأفغانستان وسوريا؛ لكنه في الوقت ذاته أرسل آلاف الجنود الأميركيين "لحماية المملكة السعودية من أي هجمات إيرانية".

وسعى ترامب إلى إغلاق الملف النووي مع كوريا الشمالية، وهو ما يحسب له، وفي الوقت ذاته انسحب من الاتفاق النووي الذي وقعته بلاده وعدد من الدول الغربية مع إيران في العام 2015، وهو ما يحسب عليه كمرشح لجائزة سلام عالمية مرموقة.

دور ترامب في الاتفاق بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة مثل أحد أسباب الترشيح (رويترز)
ترامب (يسار) أدى دورا كبيرا في الاتفاق بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة، وهو ما مثل أحد أسباب الترشيح (رويترز)

احتفاء وترحيب

وقد رحب البيت الأبيض في بيان رسمي بترشيح ترامب لجائزة نوبل للسلام، وقال في بيان "إن الاتفاق هو شهادة على الدبلوماسية والرؤية الجريئة التي يتبعها الرئيس ترامب، الذي يتشرف بتسميته للحصول على الجائزة".

وعدّ البيان الاتفاق بين إسرائيل والإمارات، والذي يعرف بـ"اتفاق أبراهام"، "خطوة مهمة نحو شرق أوسط أكثر سلما وأمنا وازدهارا، وهو أهم خطوة نحو السلام في المنطقة لأكثر من ربع قرن".

ورأى الكثير من أنصار ترامب أن الرئيس الأميركي "تأخر كثيرا للحصول على جائزة نوبل للسلام".

من ناحيته، روج ترامب بقوة لخبر ترشيحه للجائزة، حيث غرد 17 مرة على الأقل في أقل من نصف ساعة عن ترشيحه، وأعاد نشر تغريدات الإشادة بالترشيح. ومن أبرز ما أعاد ترامب التغريد به خبر صحيفة "واشنطن إيكزامنر" (Washington Examiner).

ترويج ومبررات

وقالت الصحيفة المقربة من الحزب الجمهوري "بلا شك يستحق ترامب الجائزة، فهو الرئيس الأميركي الوحيد خلال 39 عاما الماضية الذي لم يبدأ حربا جديدة أو يدخل في صراع مسلح".

وغرد المعلق مارك ليفين بالقول "لقد ذكرت منذ أيام أن الرئيس ترامب يستحق جائزة نوبل للسلام، وها هو يترشح لها".

وفي تغريدة لاحقة أشار ليفين إلى استحقاق ترامب الجائزة مقارنة بالرئيس السابق باراك أوباما الذي حصل عليها في العام 2009.  وغرد ليفين يقول "الحقيقة أن ترامب يستحق الجائزة أكثر مما كان يستحقها الرئيس أوباما، لقد منحوها لأوباما بلا أي سبب".

من جانبه يرى المعلق الجمهوري مات كوتش أن ترشيح ترامب لجائزة نوبل أصاب الديمقراطيين واليساريين بالصدمة، وغرد يقول "هل لك أن تتخيل أعمال الشعب ونوبات الغضب من الغوغاء اليساريين عندما يعاد انتخاب ترامب ثم يفوز بجائزة نوبل للسلام في العام نفسه.. سيكون ذلك شيئا مجيدا".

وفي لقاء مع شبكة "فوكس" الإخبارية، رحب رئيس مجلس النواب السابق نيوت غينغريتش، بترشيح ترامب.

وقال غينغريتش "أعتقد أن حجم الإنجاز كبير جدا، وأنه يغير بشكل كبير إيقاع الصراع في الشرق الأوسط، لا سيما إذا تبع ذلك بلد أو بلدان آخران. أعتقد أنه في تلك المرحلة من الصعب جدا حرمان ترامب من حقيقة أنه كان سيحصل على جائزة نوبل للسلام من خلال اتباع دبلوماسية قوية للغاية على الرغم من آراء الكثيرين -ممن يسمون خبراء- الذين عارضوا طريقته".

انتقاد وسخرية

في المقابل، انتقد سالا ريزو المعلق بصحيفة واشنطن بوست في تغريدة له أن يأتي ترشيح ترامب للمرة الثانية لنيل جائزة نوبل للسلام من طرف المُشرع النرويجي اليميني المتطرف كريستيان تيبرينغ الذي سبق وأن رشحه في العام 2018 عن محاولة ترامب حل التوترات النووية مع كوريا الشمالية".

كما سخرت الناشطة الديمقراطية يوجين جيو من الموضوع وغردت تقول "إن ترشيح ترامب لجائزة نوبل من قبل متطرف نرويجي معاد للمهاجرين يعادل الحصول على خطاب توصية لوظيفة رجل إطفاء من شخص تسبب في إشعال حرائق، لا أستغرب ذلك ولنتذكر أن نورا، ابنة شقيق أسامة بن لادن، تؤيد ترامب".

وذكرت يوجين القراء بأن "قواعد جائزة نوبل تحظر نشر أسماء من يقومون بترشيح أشخاص للجائزة لمدة 50 عاما، لا توجد فرصة لترامب للفوز على الإطلاق، كل ما هنالك أن شخصا عنصريا يريد التقرب والتكامل مع شخص عنصري آخر".

وتحدث مات بلاك، وهو مدرس يصوت للديمقراطيين من مقاطعة مونتغومري بولاية ميريلاند للجزيرة نت عن ترشيح ترامب لجائزة نوبل للسلام.

وقال بلاك "لا يستحق ترامب الجائزة، انظر لتشجيعه العنف في العديد من مدن البلاد؛ بسبب تأييده للعنصريين من أنصار سمو الجنس الأبيض، من يستحق الجائزة هم هؤلاء الذين سينقذون حياة الملايين بتوصلهم للقاح فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)".

المصدر : الجزيرة