المساعدات تتدفق إلى لبنان.. الحكومة تقرر تعويض عائلات القتلى وتفرض الإقامة الجبرية على مسؤولين

اتخذت الحكومة اللبنانية الأربعاء عدة قرارات للتعامل مع تداعيات تفجير بيروت الذي خلّف 135 قتيلا و5 آلاف جريح، في حين بدأت المساعدات الخارجية بالتدفق إلى البلاد وتتابعت بيانات المواساة والتضامن من مختلف أنحاء العالم.
وقررت الحكومة اللبنانية دفع تعويضات لعائلات القتلى وفرضت الإقامة الجبرية على المسؤولين عن ملف تخزين نترات "الأمونيوم" في مرفأ بيروت منذ 2014. وأمرت بتشكيل لجنة تحقيق إدارية للكشف عن أسباب الانفجار، ورفع النتائج خلال خمسة أيام.
وأقرت الحكومة اللبنانية حالة الطوارئ في مدينة بيروت لمدة أسبوعين. وقالت وزيرة الإعلام منال عبد الصمد "تتولى السلطة العسكرية العليا فورا صلاحية المحافظة على الأمن، وتوضع تحت تصرفها جميع القوى المسلحة" لمدة أسبوعين.
وكلفت الحكومة الجيش بإجراء مسح فوري وشامل للأماكن المتضررة، واستحداث أربعة مستشفيات ميدانية.
وأعلن المجلس الأعلى للدفاع في لبنان، فتح المدارس لإيواء مشردي الانفجار، وأوصى بالتواصل مع جميع الدول وسفاراتها لتأمين المساعدات والهبات اللازمة.

كما قررت الحكومة تشكيل خلية أزمة لمتابعة تداعيات انفجار مرفأ بيروت، وتخصيص اعتماد مالي للمستشفيات لتغطية نفقات علاج الجرحى.
وتضمنت قرارات الحكومة تأمين عمليات الاستيراد عبر موانئ أخرى في الداخل اللبناني، ووضع آلية جديدة لبيع القمح، وإنشاء صندوق خاص للمساعدات، فضلا عن اتخاذ التدابير اللازمة لإعادة إعمار بيروت.
وشهد مرفأ بيروت مساء أمس الثلاثاء انفجارا ضخما أدى لمقتل 135 شخصا على الأقل وإصابة 5 آلاف إضافة إلى عشرات المفقودين، وحوّل أجزاءً من المدينة إلى ركام.
وتشير التحقيقات الأولية إلى أن مصدر التفجير مواد شديدة الانفجار كانت مخزنة في مستودع بالمرفأ منذ عام 2014.
وقد أطلقت السلطات القضائية اليوم الأربعاء تحقيقا في ملابسات الانفجار، وكلف النائب العام لدى محكمة التمييز سان عويدات الأجهزة الأمنية كافة القيام بالاستقصاءات والتحريات، وإجراء التحقيقات الفورية لمعرفة كافة المعلومات والملابسات المتعلقة بالانفجار.
وطلب عويدات من هذه الأجهزة تزويده بكل التقارير المتوفرة لديها وأي مراسلات متعلقة بتخزين المواد المتفجرة، وتحديد أسماء المسؤولين عن حفظها وحمايتها والقائمين بأعمال الصيانة في المستودع الذي حصل فيه الانفجار.
العالم يتحرك لنجدة لبنان
وقد بدأت المساعدات الطبية العاجلة والمستشفيات الميدانية بالوصول إلى لبنان. ووصلت المساعدات التي أرسلتها الكويت إلى بيروت صباح الأربعاء.
وأعلنت قطر عن جسر جوي من المساعدات للبنان، بدأته بإرسال مستشفيات ميدانية للتخفيف من الضغط على النظام الصحي المنهك فعلا هناك.
وقامت فرق في قاعدة العديد الجوية بتحميل أَسِرة قابلة للطي ومولدات بالإضافة إلى معدات طبية أخرى على متن طائرة شحن قطرية، وهي واحدة من أصل أربع طائرات تقرر إرسالها إلى لبنان.
كما يشمل الجسر الجوي من المساعدات القطرية للبنان أجهزة تنفس ومعدات ومستلزمات طبية ضرورية. كما يشمل إرسال فريق كامل للبحث والإنقاذ يتمتع بكفاءة عالية وخبرة واسعة في مجال الإنقاذ والبحث عن المفقودين.
وأرسلت بغداد طائرة خاصة محملة بمساعدات طبية عاجلة لمواجهة آثار انفجار مرفأ بيروت.
وأعلنت سفارة طهران لدى بيروت، إرسال طائرة مساعدات من جمعية الهلال الأحمر الإيرانية، على متنها مستشفى ميداني، وطاقم طبي من الجراحين والمختصين، وكمية أدوية ومساعدات إنسانية.
وقالت مصر إنها أرسلت طائرتي مساعدات طبية إلى لبنان بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأعلنت الرئاسة التونسية إرسال طائرتين عسكريتين تحملان مساعدات غذائية وأدوية ومستلزمات طبية إلى لبنان.
كما أمر الرئيس التونسي قيس سعيد باستقبال 100 جريح لبناني لعلاجهم في المستشفيات التونسية.
وذكرت وزارة الطوارئ الروسية أنها أرسلت خمس طائرات للمساعدة في إزالة أنقاض انفجار مرفأ بيروت.
ومن تركيا، أعلن المتحدث باسم الخارجية حامي أقصوي، أن وزارة الصحة التركية تعمل على إرسال فرق إنقاذ إلى لبنان عبر إدارة الكوارث والطوارئ والهلال الأحمر، للمساعدة في عمليات البحث والإنقاذ إلى جانب موظفي إسعاف.
وأضاف أقصوي، أن الوزارة تخطط أيضا لإرسال مستشفيات ميدانية، ومستلزمات طبية، وأدوية، ومواد إغاثية، وأن بلاده ستواصل تقديم كافة أشكال الدعم إلى لبنان الصديق والشقيق.
ومن المقرر أن تصل منتصف الليل إلى مطار رفيق الحريري طائرة محملة بالمساعدات مقدمة من الحكومة الصينية إلى الطاقم الطبي في لبنان.
من أوروبا
وأعلنت فرنسا عن إرسال طائرتين عسكريتين تقلان فريقا من الأمن المدني وعدة أطنان من المعدات الطبية ومركزا صحيا نقالا. وفي وقت لاحق أعلنت عن إرسال طائرة مساعدات ثالثة.
وقرر الاتحاد الأوروبي إرسال نحو 100 إطفائي مختص إلى بيروت للمساعدة في عمليات البحث في المدينة وأعرب عن استعداده لتحريك مساعدة إضافية للبنان.
وأعلنت السلطات الهولندية أنها أرسلت 67 عامل إغاثة إلى بيروت من بينهم أطباء ورجال شرطة ورجال إطفاء.
وقال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب اليوم الأربعاء إن بريطانيا ستقدم حزمة مساعدات لبيروت بقيمة خمسة ملايين جنيه إسترليني (6.6 ملايين دولار)، تشمل المساهمة في عمليات البحث والإنقاذ والدعم الطبي.
ووصلت إلى القاعدة الجوية في مطار بيروت، مروحيتان من قبرص الرومية (اليونانية) على متنهما فرق إنقاذ.
وأعلنت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، وصول طائرة مساعدات يونانية إلى القاعدة الجوية في مطار رفيق الحريري الدولي ببيروت، دون ذكر محتوياتها.