تحركات دبلوماسية كثيفة.. الخرطوم ترسم ملامح علاقاتها الخارجية

تحالف "الحرية والتغيير" يرى أن التطبيع من القضايا التي تقرر فيها حكومة منتخبة (مواقع التواصل)

تستقبل العاصمة السودانية اليوم الثلاثاء وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بعد زيارته لإسرائيل، في خضم تحركات دبلوماسية تشهدها الخرطوم لتحديد ملامح علاقاتها الإقليمية والدولية.

وقبيل الإعلان عن زيارة الوزير الأميركي اجتمع السفير الإماراتي لدى الخرطوم حمد محمد الجنيبي بعضو مجلس السيادة الفريق أول ركن ياسر العطا، وبحثا العلاقات الثنائية والعديد من الملفات المشتركة طبقا لتصريح صحفي.

كما ترقب الخرطوم وصول وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان.

يأتي ذلك بعد أن التقى رئيس الوزراء عبد الله حمدوك الأحد الماضي القطري مطلق القحطاني المبعوث الخاص لوزير الخارجية لتسوية المنازعات، وبحثا سير مفاوضات السلام السودانية في جوبا، كما قدم حمدوك شكره للمبعوث القطري وأكد على تعزيز أواصر الصداقة والإخاء بين البلدين.

وبدا أن التقارب الإماراتي الإسرائيلي الأخير فتح الباب واسعا ليتحرك السودان ولو من وراء حجاب لنفض الغبار عن خطوته الأولى التي ابتدرها رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان مطلع فبراير/شباط الماضي حين التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في عنتيبي الأوغندية بتشجيع من وزير الخارجية الأميركي الذي كان هاتف البرهان قبل هذا اللقاء بأيام.

واليوم، يحط بومبيو في الخرطوم محطته الثانية مباشرة بعد تل أبيب، في سياق جولة تشمل البحرين والإمارات، بعد أن وقعت الأخيرة اتفاقية أبراهام مع تل أبيب برعاية الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، التي بموجبها سيتم إنشاء علاقة علنية بين الطرفين.

وقالت الخارجية الأميركية في بيان يوم الأحد إن وزيرها سيناقش مع قادة السودان دعم بلاده للحكومة الانتقالية بقيادة المدنيين، بالإضافة للإعراب عن دعم واشنطن لتعميق العلاقة بين الخرطوم وتل أبيب.

كما يتوقع أن تناقش المباحثات تسريع رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، إلى جانب دعم أميركا للسلام في هذا البلد.

التطبيع مع إسرائيل

غير أن ملف التطبيع بين الخرطوم وتل أبيب يصطدم حاليا برفض واسع تبنته الحاضنة السياسية للحكومة (تحالف قوى الحرية والتغيير) الذي عقد ليل الاثنين اجتماعا طارئا برئيس الوزراء، ونقل إليه موقفه الرافض لأي تقارب مع إسرائيل.

وأوضح بيان صدر عن التحالف -عقب الاجتماع- أن التطبيع من بين القضايا التي ينبغي أن تقرر فيها حكومة منتخبة، وأنه ليس من مهام حكومة الفترة الانتقالية.

ويرى المحلل السياسي عمار عوض شريف أن ملف العلاقات مع إسرائيل ليس هو الأساسي في زيارة بومبيو للخرطوم، خاصة أن مسار التطبيع يمكن مناقشته في أماكن كثيرة ليس بينها لقاء بومبيو البرهان، ويردف "لكن ربما إذا سمع بومبيو إشارات جيدة من الخرطوم عن التطبيع فإنه يمكن أن يساهم في الدفع بقضايا أخرى تهم السودان خطوات متقدمة".

ويؤكد -في حديثه للجزيرة نت- أن زيارة بومبيو تمهد لعلاقة جديدة ومتينة بين الخرطوم وواشنطن خاصة أنها تأتي بعد مباحثات للوزير في عواصم تعد حليفة لأميركا، بما يعني -كما يقول- أن الخرطوم أيضا باتت في مصاف الحليف المهم للولايات المتحدة.

ويشير المحلل السياسي إلى أن المباحثات مع بومبيو ستتيح للخرطوم مناقشة ملف استمرار بقاء السودان بقائمة الدول الراعية للإرهاب، حيث تتصدر هذا الملف تعويضات ضخمة ينبغي أن تفي بها الخرطوم لضحايا تفجير سفارتي الولايات المتحدة في كل من نيروبي ودار السلام خلال عام 1998، حيث يتهم السودان بتوفير غطاء لتنظيم القاعدة الذي تبنى تلك الهجمات.

ويؤكد أن واشنطن تريد كذلك إخراج الصين من المضمار السوداني وتوسعة أنشطتها التجارية بأفريقيا بعد أن فتح النظام السابق الباب أمام بكين للتغلغل أفريقيا على حساب الولايات المتحدة، ويضيف "هذا ملف مهم وسيتم تداوله بهذه المباحثات".

المصدر : الجزيرة