معارك الانتخابات وهواجس المؤامرة.. قانون البريد الأميركي يمر بمجلس النواب ويصطدم بالشيوخ
صوّت مجلس النواب الأميركي في وقت متأخر من مساء السبت لصالح مشروع قانون لإعانة هيئة خدمات البريد التي باتت محور خلاف انتخابي حاد؛ لكن الجمهوريين الذين يملكون الأغلبية في مجلس الشيوخ أكدوا أنهم لن يجيزوا هذا التشريع.
ويقضي التشريع الذي قدمه الديمقراطيون بمنح إعانة مالية لهيئة البريد قدرها 25 مليار دولار، ويمنع إدارتها من إجراء أي تغييرات في طريقة عملها حتى موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة، كما يلزمها بالتعامل مع بطاقات التصويت عبر البريد ضمن خدمة التوصيل السريع.
وجاءت هذه الخطوة بعدما انتشرت المخاوف في أوساط الحزب الديمقراطي من احتمال سعي مدير هيئة البريد لويس ديجوي -المقرب من الرئيس الجمهوري دونالد ترامب وأحد أكبر المتبرعين لحملته الرئاسية- لتقويض قدرة الهيئة على توصيل بطاقات التصويت عبر البريد في موعدها المحدد، خدمة لمصلحة ترامب الانتخابية.
وطالما شكك ترامب في نزاهة التصويت عبر البريد ورأى فيه مخاطر التزوير، بالرغم من تأكيد هيئات حماية الانتخابات أن العملية آمنة ومحكمة.
وقالت نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الذي يسيطر عليه الديمقراطيون إن ما يجعل هذا التشريع مهما أنه "أثناء محادثاتي مع مدير البريد وعندما اقترحت عليه التعامل مع بطاقات التصويت بخدمة التوصيل السريع رفض ذلك… وقد عاد أثناء شهادته (أمام المجلس) وقبل المقترح؛ لكن علينا ضمان ذلك بالتشريع لأن تصريحاته وأفعاله أمران مختلفان".
نظرية المؤامرة
في المقابل أكد زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ السيناتور ميتش ماكونل أن المجلس لن يجيز هذا التشريع. ويتهم الجمهوريون خصومهم الديمقراطيين بالترويج لنظرية مؤامرة لا أساس لها حسب قولهم.
ويفترض أن يستخدم التصويت بالبريد على نطاق واسع في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل من أجل خفض المخاطر المرتبطة بانتشار وباء كورونا الذي يضرب الولايات المتحدة بقوة.
ويقوم مدير هيئة البريد لويس ديجوي منذ توليه منصبه في الربيع بتنفيذ إصلاحات يفترض أن تحسن مالية هذه الخدمة العامة التي تعاني من عجز هائل.
لكن تحت ضغط من الجمهور وأعضاء الكونغرس قرر ديجوي يوم الثلاثاء الماضي تعليق جميع التغييرات الإجرائية في خدمة البريد إلى ما بعد الانتخابات بعد أن أدت إلى تأخيرات واسعة النطاق في الخدمة.
المخاوف والحسابات السياسية
وأثارت هذه التأخيرات المخاوف من عدم احتساب ملايين الأصوات في الانتخابات التي قد يصوت فيها حوالي نصف الناخبين عن طريق البريد.
لكن ديجوي أكد أن عمال البريد سيسلمون 95% من البريد الانتخابي خلال 3 أيام مثلما فعلوا في انتخابات الكونغرس عام 2018، وأوضح أنه سيصوت شخصيا عن طريق البريد.
وقال ديجوي -الذي تبرع بملايين الدولارات لترامب وغيره من الجمهوريين- إنه لم يتحدث مع حملة ترامب أو كبير موظفي البيت الأبيض مارك ميدوز بشأن أعمال الخدمات البريدية.
من جهة أخرى، قال بروس فاين مساعد وزير العدل الأميركي السابق في حديث للجزيرة إن "الديمقراطيين يعتقدون أنه كلما تم تسهيل عمليه التصويت عبر البريد كلما زادت حظوظهم. والجمهوريون يعتقدون العكس، لأن ناخبيهم أكثر التزاما بالتصويت بالحضور الشخصي… هذا هو الحساب السياسي بين الطرفين، ولولاه لما اهتم أحد بهيئة البريد وموازنتها".