انفجار بيروت.. واشنطن تربط مساعداتها بالإصلاحات وعون لا يستبعد أي فرضية

قال ديفيد هيل مساعد وزير الخارجية الأميركي إن انفجار مرفأ بيروت هو نتيجة أمراض استمرت لوقت طويل في لبنان، مشيرا إلى أن لبنان سيتلقى الدعم المالي عندما ينفذ قادته إصلاحات، في حين قال الرئيس اللبناني ميشال عون إن كل الفرضيات قائمة في الأسباب التي أدت إلى انفجار المرفأ.
وأضاف هيل في ختام زيارة له إلى بيروت -بعد أن شهدت انفجارا كارثيا في المرفأ هذا الشهر- أن من في السلطة يتحملون جزءا من تلك النتيجة، وأن قادة لبنان أخفقوا في إجراء إصلاحات مستدامة، وذلك بسبب ما قال إنها عقود من سوء الإدارة والفساد والفشل المتكرر.
ودعا المسؤول الأميركي القادة اللبنانيين إلى الاستجابة لما سماها المطالب المشروعة للشعب اللبناني، ووضع رؤية لبنانية للحل، مشيرا إلى أن بلاده وشركاءها الدوليين سيستجيبون للإصلاحات عندما يلتزم القادة اللبنانيون بإجراء تغيير حقيقي، وقال "لكننا لا نستطيع ولن نحاول إملاء أي نتيجة".
وكشف هيل أن الإدارة الأميركية ستعمل مع الكونغرس لتخصيص 30 مليون دولار لتدفق الحبوب للبنان.
وتأتي زيارة المسؤول الأميركي بعد زيارة مسؤولين إقليميين ودوليين، بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في حين نقلت وكالة رويترز عن الرئيس اللبناني ميشال عون قوله إنه لا يرى تدخلا في الشأن اللبناني من قبل الرئيس الفرنسي.
وتُجرى مشاورات محلية ودولية لاختيار حكومة لبنانية تحل مؤقتا محل حكومة رئيس الوزراء حسان دياب المستقيلة، والذي قال مبررا استقالته إن الفساد أكبر من الدولة.
ويخضع تشكيل الحكومة في لبنان لمباحثات معقدة في بلد يموج بالانقسامات السياسية ويحكمه نظام لتقاسم السلطة على أساس طائفي، وغالبا ما يكون تشكيل الحكومات في لبنان مرتبطا بتفاهمات إقليمية ودولية.
فرضيات متعددة
بدوره، قال الرئيس اللبناني ميشال عون في مقابلة تلفزيونية إنه "ليس هناك تأخير في التحقيق بشأن انفجار مرفأ بيروت، لكن لبنان بحاجة إلى الوقت لمعرفة الحقيقة لأنها متشعبة، وكل الفرضيات لا تزال قائمة ولا يمكن التهاون بأي منها".
وشدد عون على أن المساعدات الدولية المقدمة لبلاده عقب الانفجار الهائل بمرفأ بيروت ستذهب إلى مستحقيها.
وأضاف أن ما يريده من الحكومة الجديدة هو أن تباشر أولا بالإصلاحات، وأن تلمس البلاد نتائج سريعة لذلك لأن الإصلاح تأخر كثيرا.
وأشار الرئيس اللبناني إلى أن زيارة نظيره الفرنسي لبيروت كانت موضع تقدير من جميع اللبنانيين، مؤكدا أنه (أي ماكرون) قام بجهد كبير مع معظم الدول كي ينعقد المؤتمر الدولي في باريس ويحدد المساعدات اللازمة.
بدوره، أعلن الجيش اللبناني عن انتشال جثتين وأشلاء لأحد ضحايا الانفجار الذي وقع في بيروت قبل 11 يوما.
تمكنت فرق البحث والإنقاذ التابعة للجيش بالتعاون مع فرق فوج الإطفاء والصليب الأحمر اللبناني من انتشال جثتين وأشلاء لأحد ضحايا الانفجار من تحت الأنقاض في البقعة الواقعة بالقرب من إهراءات القمح. كما تواصل فرق البحث والإنقاذ عملياتها بحثا عن مزيد من المفقودينhttps://t.co/1GSDTeXHIM
— الجيش اللبناني (@LebarmyOfficial) August 15, 2020
اتهام مسؤولين
وعلى صعيد آخر، اتهم النائب العام التمييزي في لبنان القاضي غسان عويدات 25 شخصا -منهم 19 موقوفا- في ملف انفجار مرفأ بيروت.
وقد تسلم المحقق العدلي في الملف القاضي فادي صوان ادعاء عويدات مع محاضر التحقيقات الأولية، وباشر دراستها تمهيدا لبدء استجواباته الاثنين المقبل.
ومن أبرز المدعى عليهم مدير مرفأ بيروت حسن قريطم، والمديران العامان للجمارك الحالي بدري ضاهر، والسابق شفيق مرعي، باتهامات تشمل جرائم الإهمال والتقصير والتسبب في وفاة أكثر من 177 شخصا وجرح آلاف، إضافة إلى تدمير منشآت مرفأ بيروت وممتلكات عامة وخاصة.