إسرائيل وحزب الله.. نحو التصعيد أم تضع التهديدات أوزارها؟
حالة من القلق تشهدها الحدود اللبنانية الإسرائيلية منذ أيام، وتحديدا بعد مقتل أحد عناصر حزب الله في هجوم إسرائيلي على محيط مطار دمشق الدولي في 22 يوليو/تموز الجاري.
وتصاعد منسوب التوتر في أعقاب قصف المدفعية الإسرائيلية مناطق حدودية لبنانية يوم الاثنين الماضي، ردا على ما وصفته تل أبيب بعملية تسلل في جبل روس بمنطقة مزارع شبعا المحتلة.
وترافقت هذه التطورات مع ارتفاع مستوى تهديدات إسرائيل بالرد على أي هجوم يستهدفها، مقابل تأكيد حزب الله أن رده على مقتل أحد عناصره في سوريا آت حتما.
وحول الاتجاه الذي يمكن أن تسلكه الأحداث عقب التطورات الأخيرة، قال الخبير الإستراتيجي خالد حماده للجزيرة نت إن القصف الإسرائيلي على الأراضي اللبنانية يدل على إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على التعامل بجدية مع أي تهديد يطال إسرائيل.
واعتبر حماده أن ما حصل مؤخرا في الجنوب يشير إلى وجود عمل أمني ما من جانب حزب الله وربما كشفه الإسرائيليون مبكرا، ورأى أن الطرفين لا يسعيان للحرب لكن نتنياهو يريد إظهار قوته كونه لا يحتمل أي صفعة جديدة تضاف إلى مشكلاته التي يعاني منها بالداخل.
وقال إن وضع حزب الله في الداخل اللبناني مربك أيضا نتيجة الأزمات الكبيرة التي تعصف بلبنان، ولا سيما المشكلات الاقتصادية وتحميل بعض اللبنانيين الحزب جزءا من المسؤولية عن هذه الأزمة.
وأبدى الخبير الإستراتيجي اعتقاده بأن يكون رد حزب الله المقبل من سوريا لتجنيب لبنان أي تداعيات محتملة، مؤكدا أن حزب الله لن يهاجم من منطقة عمل قوات اليونيفيل بسبب اقتراب مناقشة التجديد لها في مجلس الأمن الدولي.
رد حزب الله
وتعليقا على القصف الإسرائيلي على بلدات حدودية، قال الكاتب الصحفي واصف عواضه إن إسرائيل ربما قامت بمسرحية، معتبرا أن هذا السيناريو فشل لأن حزب الله نفى قيامه بأي هجوم.
وأضاف عواضه للجزيرة نت أن هناك احتمالا ثانيا بأن يكون حزب الله قد خدع الإسرائيليين بطريقة معينة، مما أوحى لهم أن هناك خلية تجاوزت الحدود.
وأبدى اعتقاده بأن رد حزب الله آت، مشيرا إلى أن هذا الرد سيكون موضعيا من خلال الحدود اللبنانية أو في مزارع شبعا المحتلة، لافتا إلى أنه سيكون متوازنا بحيث لا يجر إلى حرب شاملة في المنطقة.
واستبعد الصحفي أن يهاجم حزب الله من سوريا لأن قرار دمشق حتى الآن هو تجنب الدخول بحرب مع إسرائيل، مؤكدا أن تل أبيب وحزب الله لا يريدان حربا في هذه المرحلة الدقيقة بتاريخ المنطقة وفي لبنان أيضا الذي يشهد أزمات مختلفة.
لبنان يدين
وردا على القصف الإسرائيلي لمناطق جنوبية قررت الحكومة اللبنانية تقديم شكوى لمجلس الأمن الدولي ضد إسرائيل، وأعربت الحكومة اللبنانية عن إدانتها الاعتداءات الإسرائيلية معتبرة أنها استهدفت سيادة لبنان.
ورأى الكاتب الصحفي أمين قمورية أن التوتر السائد على الحدود يعود إلى المعادلة القائمة منذ عام 2006 وتتمثل برد حزب الله على أي استهداف إسرائيلي.
ولفت قمورية في حديثه للجزيرة نت إلى أن نتنياهو معني بتوتير الأوضاع لكنه غير معني بالتصعيد، مؤكدا أن لا أحد في المنطقة لديه الرغبة بالانجرار وراء الحرب.
وأوضح أن الحرب بين الأطراف المتنازعة في المنطقة تأخذ أشكالا مختلفة كالحرب السيبرانية والضغوطات السياسية والعقوبات الاقتصادية، معتبرا أنه ليس بالضرورة الذهاب إلى حرب مفتوحة.
واستبعد قمورية وجود مؤشرات للتصعيد إلى الآن، لكنه تساءل عن نية الإسرائيليين بأخذ الأمور في اتجاهات تصعيدية.
في الأثناء، تبقى الأنظار موجهة جنوبا في ضوء تبادل التهديدات المستمر بين إسرائيل وحزب الله، في وقت تزداد فيه التوترات في الإقليم، لا سيما بين الولايات المتحدة وإيران، الأمر الذي يزيد الاحتقان.