قررت تجاوز خط السيسي.. قوات الوفاق تحشد على أسوار سرت وأردوغان يحذر حلفاء حفتر

Libyan Army's preparations at Sirte front line
قوات الوفاق أعلنت استعدادها لمعركة سرت وتنتظر الأوامر من الحكومة بطرابلس (الأناضول)

دعا مجلس النواب الليبي المنعقد في العاصمة طرابلس حكومة الوفاق الشرعية للاستعداد عسكريا وسياسيا لأي تهديد مصري بالتدخل عسكريًا في البلاد، في وقت واصلت فيه قوات الوفاق تعزيز حشودها في محيط مدينة سرت.

وقال جلال الشويهدي النائب الثاني لرئيس مجلس النواب إن "ما صدر عن البرلمان المصري تهديد مباشر باستخدام القوة ونية المساس بسيادة ليبيا".

واعتبر الشويهدي في مؤتمر صحفي عقب جلسة برلمانية أن ما حصل من قبل البرلمان المصري يشكل خرقًا للقانون الدولي ومخالفة للشرعية الدولية وميثاقي الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية.

وأوضح أن "ما صدر عن البرلمان المصري لا يعد دفاعًا عن الأمن القومي المصري، فليبيا لا تشكل أي تهديد لأمن مصر".

وجاءت جلسة البرلمان الليبي ردًا على قرار البرلمان المصري تفويض الرئيس عبد الفتاح السيسي بإرسال قوات إلى الأراضي الليبية حماية للجبهة الغربية، حسب تعبير البيان الرسمي للبرلمان المصري.

وفي تغريدة على تويتر، كتب وزير الداخلية الليبي فتحي باشاغا "إعلان حرب على ليبيا"، وقال إن أي قوات أجنبية داخل الحدود الليبية تعد "قوات معادية"، وإن بلاده "لن تتردد في الدفاع عن سيادة أمتنا وأمنها وحريتها".

وكانت قوات الوفاق قد أرسلت تعزيزات عسكرية كبيرة لمنطقتي أبو قرين والشوكة شرق مدينة مصراتة بداية الأسبوع الحالي، لتعزيز محاور القتال بالأسلحة والعتاد والمقاتلين.

واستعرضت أمام وسائل الإعلام حجم العربات العسكرية التي تجمعت من المنطقة الغربية كافة باتجاه مشارف مدينة سرت.

في انتظار أمر الهجوم
وقال المتحدث باسم غرفة عمليات سرت الجفرة العميد عبد الهادي دراه للجزيرة إن قوات الوفاق في انتظار قرار القائد الأعلى للجيش الليبي فايز السراج.

ويعتقد دراه أن حكومة الوفاق تجري اتصالات سياسية مع أطراف عدة "دون أن يسميها"، وأضاف "سنعطي مجالًا للسياسيين للتفاوض لندخل سرت من دون إراقة دماء وعدم دمار المدينة، وإلا فالدخول عسكريًا هو قرارنا".

وتؤكد مصادر عسكرية في قوات الوفاق أن مقاتلي حفتر زرعوا ألغامًا في أغلب مداخل مدينة سرت، ونشروا مرتزقة من سوريا وآخرين من الجنجويد في محور وادي جارف في جنوب المدينة.

وفي السياق نفسه، واصلت طائرات شحن عسكرية تابعة لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر ولمرتزقة شركة فاغنر الروسية الهبوط في قاعدتي الجفرة العسكرية وسط ليبيا وقاعدة القرضابية جنوب سرت.

وتعتقد قوات الوفاق أن الطائرات القادمة من مطار حميميم قرب اللاذقية تحمل أسلحة وذخائر، بالإضافة إلى مرتزقة من روسيا وسوريا.

وكانت اشتباكات عنيفة قد وقعت قرب ميناء البريقة النفطي، واستمرت لمدة يومين بسبب خلافات على الصلاحيات بين مجموعتين مسلحتين تتبعان لقوات حفتر، بعدها بساعات صدرت تسريبات حول رغبة أميركية بأن تكون الحقول النفطية الليبية تحت الحماية الدولية.

وتطالب المؤسسة الوطنية للنفط حفتر بإخراج القوات الأجنبية ومرتزقة فاغنر من حقل الشرارة وميناء السدرة.

وتؤكد مصادر في حكومة الوفاق تحويل الهلال النفطي إلى قواعد انطلاق عسكرية بعد إدخال عديد الأسلحة والذخائر إليه.

لا تراجع عن المعركة
ويقول محللون سياسيون إن التعزيزات العسكرية الأخيرة من قبل قوات الوفاق قد تكون رسالة للقيادة المصرية أولا، وبعد التلميح الأميركي ثانيًا.

ويرى هؤلاء أن معركتي سرت والجفرة قادمتان لا محالة، دون أي اكتراث بالخط الأحمر الذي تحدث عنه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

وكان السيسي قال إن سرت خط أحمر لن يسمح لقوات الوفاق بتجاوزه باتجاه معاقل اللواء المتقاعد خليفة حفتر.

وتعتبر قوات الوفاق أن لقاء السيسي الأخير بزعماء قبائل من شرق ليبيا في القاهرة تحريضٌ غير مقبول ولا يسكت عنه.

من جانبه، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن دعم بلاده لحكومة الوفاق في ليبيا مكّنها من "دحر الانقلابيين الذين كانوا يهددون العاصمة طرابلس".

وتابع "نتابع التطورات (بشأن ليبيا) خلال الفترة الأخيرة، فلا يتهور أحد، لأننا لن نسمح بذلك".

وتأتي تصريحات الرئيس التركي بعدما أعلن البرلمان المصري يوم الاثنين موافقته على إرسال قوات من الجيش في مهام قتالية خارج الحدود في "الاتجاه الإستراتيجي الغربي"، وذلك في سياق تدخل عسكري محتمل في ليبيا.

أما المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن فشدد على أن بلاده ترفض قطعيا تقسم ليبيا، واصفا ذلك بالسيناريو الكارثي.

وقال "نرفض قطعيا تقسيم ليبيا سياسيا أو جغرافيا، هذا سيناريو كارثي، رأينا أمثلة على ذلك في العراق وسوريا وأماكن أخرى، وعلينا استخلاص الدروس منها".

المصدر : الجزيرة