سد النهضة.. آبي أحمد يتمسك بملء الخزان والسيسي يطالب باتفاق شامل وقمة أفريقية مصغرة سعيا لحل الأزمة

أعلنت إثيوبيا تمسكها بملء خزان سد النهضة وفق جدول مقرر سلفا، وفي حين طالب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي باتفاق شامل، تواصل انخفاض منسوب النيل الأزرق بالسودان، ودعيت الأطراف لقمة أفريقية مصغرة سعيا لحل الأزمة.

فقد قال رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد اليوم الجمعة في بيان، إن ملء خزان سد النهضة سيتم وفقا للجدول المقرر.

وأضاف أنه سيتم زراعة 4 مليارات شجرة على المستوى الوطني قبل الموعد المحدد للالتزام بالاحتياطات الموضوعة لمواجهة وباء كورونا.

وتأتي تصريحات أحمد بعد ساعات من تأكيد الرئيس المصري على حتمية بلورة اتفاق قانوني شامل بين كل الأطراف المعنية بشأن قواعد ملء وتشغيل سد النهضة الذي شيدته إثيوبيا على نهر النيل الأزرق قرب حدودها مع السودان، والذي ترى فيها مصر تهديدا خطيرا لأمنها القومي.

وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية بسام راضي إن السيسي رفض خلال اتصال هاتفي مع رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا اليوم الإجراءات المنفردة التي من شأنها إلحاق الضرر بحقوق البلاد في مياه النيل.

وأضاف راضي أن الرئيسين اتفقا على استمرار التنسيق المكثف بين البلدين بشأن تلك القضية الحيوية، حسب تعبيره.

ولاحقا اليوم، كشف وزير الري والموارد المائية السوداني ياسر عباس أن بلاده تلقت دعوة من جنوب أفريقيا، الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، للمشاركة في قمة مصغرة بشأن سد النهضة الثلاثاء المقبل.

وقال عباس في تغريدة على تويتر اليوم إن السودان يتطلع للمشاركة في القمة بغرض التوصل لاتفاق حول ملء وتشغيل سد النهضة.

إعلان فتراجع
وكانت وسائل إعلام إثيوبية نقلت الأربعاء الماضي عن وزير الري سيليشي بقلي أن بلاده شرعت في تعبئة بحيرة السد، وتعززت هذه التصريحات بصورة التقطها قمر اصطناعي أوروبي يظهر دخول كمية كبيرة من المياه إلى بحيرة السد بعد التاسع من الشهر الجاري.

وبناء على التصريحات المنسوبة لبقلي، سارعت القاهرة إلى مطالبة أديس أبابا بتوضيح عاجل بشأن مدى صحة التصريحات عن بدء ملء خزان سد النهضة بمياه النيل الأزرق، في وقت قالت وسائل مصرية إن القاهرة ستلجأ إلى مجلس الأمن.

لكن بقلي، وفي تصحيح لتصريحاته التي أدلى بها الأربعاء للتلفزيون الوطني (رسمي)، أوضح أنه كان يشير إلى "صحة صور الأقمار الاصطناعية للسد"، نافيا في الوقت ذاته أن تكون أديس أبابا بدأت فعليا عمليات الملء.

وأوضح أن الأمطار الغزيرة والتدفق الكبير للمياه الداخلة إلى السد مقارنة بالتدفق الخارج منه، هو ما تسبب في ارتفاع منسوب المياه خلف السد، وهو ما أظهرته صور الأقمار الاصطناعية.

وكانت إثيوبيا أكدت مرارا أنها ستمضي في خطة تعبئة بحيرة السد، وأن هذه الخطوة تستند إلى اتفاق سابق، في حين أكدت مصر والسودان رفض أي إجراء أحادي من قبل أديس أبابا التي وضعها موقفها بشأن تعبئة السد في مواجهة ثنائية مع القاهرة.

وتخشى مصر أن تؤدي تعبئة خزان سد النهضة قبل التوصل لاتفاق إلى الإضرار بحصتها من المياه التي تتجاوز 55 مليار متر مكعب سنويا، في حين تنفي إثيوبيا أي نية لديها للإضرار بحقوق القاهرة المائية، وتؤكد أن استكمال السد -الذي تصل كلفته لمليارات الدولارات والذي سينتج كمية كبيرة من الكهرباء- سيساهم في دفع مسيرة التنمية بالبلاد.

منسوب النيل
في الإطار نفسه، أفاد مراسل الجزيرة في السودان بأن منسوب النيل الأزرق واصل انخفاضه بعد يومين من التصريحات الإثيوبية عن بدء تعبئة خزان سد النهضة، والتي تم التراجع عنها.

ومباشرة بعد التصريحات الإثيوبية التي أثارت ضجة، ذكر المراسل أن منسوب النيل الأزرق سجل انخفاضا كبيرا عند أول نقطة قياس في محطة الديم خلف بحيرة سد الروصيرص التي تبعد 20 كيلومترا فقط عن سد النهضة.

ونقل عن الحكومة السودانية أن منسوب المياه بلغ 10.57 أمتار مقارنة بـ 11.96 مترا في الفترة نفسها من العام الماضي، أي بانخفاض بلغ 1.39 متر.

ووفقا لوزارة الري السودانية، فإن إيراد النيل الأزرق ليوم الأربعاء سجل نقصا بما يعادل 90 مليون متر مكعب، وأن هذا الانخفاض لم يحدث من قبل في مثل هذا التوقيت.

وتعليقا على التصريحات الإثيوبية التي تم نفيها، قالت الخارجية السودانية إن نظيرتها الإثيوبية أبلغتها بعدم صحة خبر شروع السلطات في ملء سد النهضة.

وقد دعا السودان بعد التطورات الأخيرة إلى استمرار المفاوضات للتوصل إلى اتفاق لحل أزمة السد.

وفشلت الدول الثلاث في التوصل لاتفاق في جولة جديدة من المحادثات التي يرعاها الاتحاد الأفريقي حول تنظيم تدفق المياه من هذا السد العملاق.

المصدر : الجزيرة + وكالات