مقتل فلويد.. تنديد دولي وأممي بالعنصرية وعنف الشرطة الأميركية

Black Lives Matter demonstration in London
من المظاهرات التي شهدتها العاصمة البريطانية احتجاجا على مقتل فلويد

أثار مقتل المواطن الأميركي جورج فلوبد على يد الشرطة ردود فعل دولية منددة بالعنصرية، في حين تتواصل الاحتجاجات في عدة دول تنديدا بالجريمة التي أشعلت اضطرابات واسعة بالولايات المتحدة.

فقد أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون اليوم الأربعاء -خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب- أنه لا مكان للعنصرية سواء في بريطانيا أو الولايات المتحدة. وكان قد وصف في وقت سابق اليوم وفاة جورج فلويد بأنها أمر فاضح ولا يغتفر.

كما قال إن حياة السود مهمة، وأبدى تفهمه لحالة الغضب والحزن التي تسود منذ مقتل المواطن الأميركي خنقا عندما جثم شرطي على عنقه في 25 مايو/أيار الماضي.

كما أكد دعمه لحق التظاهر مع الالتزام بإجراءات التباعد الاجتماعي في ظل أزمة كورونا، لكنه قال إن المظاهرات يجب أن تجري بطريقة مشروعة وعقلانية. وتأتي تصريحاته في وقت تشهد فيه لندن مظاهرة للتنديد بمقتل فلويد.

وفي برلين، قال المتحدث باسم الحكومة الألمانية اليوم إن الحكومة شعرت بالصدمة من وفاة فلويد الأعزل على يد الشرطة، مضيفا أن بلاده لا بد أن تعمل على مكافحة العنصرية في الداخل، مثلما فعلت دول أخرى.

وقبل ذلك، أبدى وزير الخارجية الألماني هايكو ماس تفهمه للاحتجاجات التي تشهدها الولايات المتحدة منذ أيام، والتي تخللتها أعمال عنف سقط فيها قتلى.

وكان مسؤول السياسية الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل قال أمس إن هناك شعورا بالصدمة في أوروبا بسبب مقتل فلويد على يد الشرطة الأميركية.

وفي فرنسا، التي شهدت احتجاجات منددة بمقتل شاب من أصل أفريقي أثناء اعتقاله قبل نحو أربع سنوات، هدد وزير الداخلية كريستوف كاستانير اليوم بمعاقبة أي شخص تصدر عنه أفعال عنصرية.

U.N. High Commissioner for Human Rights Michelle Bachelet attends a news conference at the United Nations in Geneva, Switzerland, December 5, 2018. REUTERS/Denis Balibouse
باشليه دعت للإصغاء للأصوات المنادية بوقف الجرائم ضد الأميركيين من أصل أفريقي (رويترز)

العنصرية والعنف
بدورها، نددت اليوم المفوضة الأممية لحقوق الإنسان ميشيل باشليه بما سمتها العنصرية البنيوية، وبالاعتداء على الصحفيين في الولايات المتحدة خلال الاحتجاجات المستمرة منذ أيام.

وطالبت باشليه السلطات الأميركية بالإصغاء للأصوات التي تطالب بوقف الجرائم ضد المواطنين العزّل من أصل أفريقي. وكانت المسؤولة الأممية قالت أمس إن المظاهرات التي أثارها مقتل فلويد تظهر "التمييز العرقي المتجذر" في الولايات المتحدة. في حين دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قبل ذلك للتحقيق في عنف الشرطة الأميركية.

وفي الإطار نفسه، نددت الصين أمس بما سمته المرض المزمن للعنصرية في الولايات المتحدة، في حين عبرت روسيا عن صدمتها من العنف الذي تمارسه الشرطة الأميركية ضد الصحفيين.

كما ندد بابا الفاتيكان فرانسيس بكل أشكال العنصرية، وأدانت جنوب أفريقيا عنف الشرطة الأميركية، في حين قال رئيس وزراء كندا جاستن ترودو أمس إن الكنديين يتابعون "بهول" الوضع في الولايات المتحدة.

وفي إيران، اعتبر المرشد الأعلى علي خامنئي اليوم أن ما جرى في الولايات المتحدة يعبر عن أخلاق وطبيعة الحكومة الأميركية التي مارستها قبل ذلك في دول مثل أفغانستان والعراق وسوريا.

مظاهرات غاضبة
وفي سياق الغضب الذي أثاره مقتل فلويد، تظاهر اليوم آلاف الأشخاص في لندن مطالبين بتحقيق العدالة.

وفي البرتغال، دعا ناشطون للتظاهر اليوم أمام السفارة الأميركية في لشبونة دعما للمتظاهرين في الولايات المتحدة.

وأعلنت كانبيرا الثلاثاء أنها تحقق في قيام عناصر في الشرطة الأميركية بالاعتداء على مراسليْن أستراليين كانا يقومان بتغطية مظاهرة قرب البيت الأبيض، وأنها تفكر في احتمال تقديم احتجاج رسمي.

وكان نحو عشرين ألف شخص تظاهروا أمس في باريس، ورددوا شعارات حركة الاحتجاج الحالية في الولايات المتحدة، كما خرجت مظاهرات في مدن فرنسية أخرى، واعتقلت الشرطة خلالها نحو عشرين شخصا.