ليبيا.. البعثة الأممية تتحدث عن استئناف مباحثات الهدنة و"الوفاق" تحشد لاستعادة بلدة الأصابعة
تحدثت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا عن قبول حكومة الوفاق الوطني الليبية وقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر استئناف محادثات وقف إطلاق النار والترتيبات الأمنية المرتبطة بها، والتي توقفت قبل أشهر. يأتي ذلك بينما تواصل قوات الوفاق الاحتشاد لاستعادة بلدة الأصابعة جنوب غرب طرابلس، وسط اشتباكات وقصف متبادل.
ففي بيان أصدرته مساء أمس الاثنين، رحبت البعثة الأممية بقبول الطرفين العودة إلى محادثات اللجنة العسكرية المشتركة (5+5)، وقالت إن استئنافها سيكون عبر الاتصال المرئي، ووفق مسودة الاتفاق التي عرضتها على الطرفين في لقاءات اللجنة خلال فبراير/شباط الماضي في جنيف برعاية المبعوث الأممي المستقيل غسان سلامة، والتي انتهت دون التوصل إلى هدنة رسمية.
وذكر البيان أن البعثة تأمل أن يصاحب العودة إلى المحادثات وقف الأعمال القتالية والحد من خطاب الكراهية، مشددا على ضرورة التزام الطرفين بتفويض ممثليهم في الاجتماعات المقبلة بشكل كامل، بما يمكّنهم من استكمال اتفاق وقف إطلاق النار.
وطالبت البعثة الأممية الدول الداعمة لطرفي النزاع بالتقيد باحترام قرار حظر السلاح، ومخرجات مؤتمر برلين، وقرارات مجلس الأمن، وتمكين السلطات المختصة في ليبيا من مواجهة تفشي فيروس كورونا، وتسهيل الاستجابة للاحتياجات الإنسانية الملحة.
ولم تؤكد حكومة الوفاق ولا قوات حفتر الموافقة على استئناف المحادثات الرامية إلى وقف القتال، وتؤكد الحكومة سعيها إلى حل سلمي للأزمة، لكنها تؤكد على حقها في صد الهجوم الذي تتعرض له من قبل مسلحي حفتر في طرابلس ومناطق أخرى.
وبالتزامن مع تصريحات البعثة الأممية، ندد ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة باستمرار تدفق المرتزقة والأسلحة على ليبيا، وجدد الدعوة إلى وقف القتال فيها.
من جهته، قال مندوب ألمانيا لدى الأمم المتحدة كريستوف هويسغن للجزيرة إن بلاده ستتابع في مجلس الأمن الدولي تطبيق حظر تصدير السلاح إلى ليبيا، وعبّر عن أسفه لأن دولا شاركت في مؤتمر برلين حول الأزمة الليبية وتخرق هذا الحظر، مشددا على أن استقرار ليبيا أولوية لألمانيا ولشركائها الأوروبيين.
معركة الأصابعة
ميدانيا، أرسلت قوات حكومة الوفاق تعزيزات إلى بلدة الأصابعة (100 كلم جنوب غرب طرابلس)، في محاولة لاستعادتها مجددا بعدما سيطر عليها موالون لحفتر أمس الاثنين. وقد خاص الطرفان أمس اشتباكات في مناطق قريبة من البلدة.
وقال ناشطون إن طائرة مسيرة لقوات حفتر نفذت في وقت متأخر من مساء أمس غارات على مدينة غريان المجاورة للأصابعة، مما أسفرعن إصابة عدد من المدنيين.
وقبل ذلك، أغارت طائرات لحكومة الوفاق على أهداف في الأصابعة، مما أسفرعن تدمير آليات ومقتل عدد من المسلحين الموالين لحفتر.
وكان مصدر عسكري من قوات الوفاق قال لمراسل الجزيرة إن قوات حفتر استعادت السيطرة على الأصابعة تحت غطاء جوي من طائرات مسيرة إماراتية، مما اضطر قوات الوفاق إلى الانسحاب. وأكد المصدر أن قوات الوفاق عززت مواقعها بآليات مسلحة وقوات في غريان.
وفي محاور القتال جنوبي طرابلس، أحرزت قوات الوفاق تقدما في محيط مطار طرابلس الدولي الذي تتحصن داخلَه قوات حفتر التي قصفت في وقت سابق حيا سكنيا في العاصمة مما أسفر عن مقتل خمسة مدنيين.
تدخل الإمارات
من جهة أخرى، قال رئيس البرلمان الليبي في طرابلس حمودة سيالة إنه قد يتفهم بعض التدخلات في الشأن الليبي المبنية على هواجس الأمن القومي.
لكنه أوضح في المقابل أنه لا يفهم لماذا تتدخل الإمارات في الشأن الليبي وتمد اللواء المتقاعد خليفة حفتر بالمال والعتاد، واعتبر هذا التدخل غير مبرر وغير أخلاقي.
وتأتي تصريحات سيالة وسط تقارير متواترة عن حجم الدعم الإماراتي لحفتر، ودعوات من أطراف موالية لحكومة الوفاق إلى قطع العلاقات مع أبو ظبي.