كورونا تترصد.. المخاطر تحدق بالتعليم في القدس
حذرت دراسة أجرتها مؤسسة تدعم قطاع التعليم في القدس المحتلة من مخاطر عديدة تتهدده في حالة تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) والعودة إلى الحجر المنزلي خوفا من موجة جديدة.
وعبرت مؤسسة فيصل الحسيني بناء على ما طوّرته من دراسات خلال فترة الجائحة، عن قلقها حول مستقبل الطلبة التعليمي إذا استمر الحال على ما هو عليه ولم تؤخذ التدابير المناسبة في الحالتين: حالة الاستمرار في التعليم عن بعد أو حالة إعادة فتح المدارس.
وفي لقاء مع فدوى الحسيني المديرة التنفيذية لمؤسسة فيصل الحسيني، أشارت إلى أن هناك خطران رئيسان أشارت لهما دراسات المؤسسة في حال استمر الوضع على ما هو عليه.
وأوضحت الحسيني أن الخطر الأول يكمن في عدم تمكن المدارس من الوصول لما يقارب 35 % من الطلبة بالشكل المناسب لأسباب تتعلق إما بعدم توفر الأجهزة أو ضعف الأجهزة المستخدمة أو عدم رغبة الطلبة بالتواصل.
وأضافت أن الخطورة الثانية تتمثل في الخشية من تراجع جودة التعليم المقدم للطلبة بسبب تركيز غالبيته على التعليم التلقيني أو استخدام الأنشطة البسيطة بعيدا عن الحوار والتفكير الناقد والبحث العلمي.
كما أشارت إلى مخاطر العودة للمدارس في ظل الجائحة وخاصة مدارس القدس المحتلة التي لا تتوفر فيها المساحات الكافية لتحقيق شرط التباعد، ولا يتوفر فيها ما يكفي من مرافق صحية أو نقاط مشربيات، الأمر الذي يتطلب تطوير البدائل وإيجاد حلول مناسبة.
جهوزية وتفاعل
وحول مدى الجهوزية التقنية للمعلمين والمعلمات، قدرت المؤسسة بناء على دراستها التي تضمنت عينة من 17 مدرسة ، حاجة ما نسبته 54% من المعلمات والمعلمين إلى تدريبات على استخدام التكنولوجيا في التعليم، و45% إلى مهارات أخرى خاصة بالتعليم عن بعد، ما يعني الحاجة إلى ما لايقل عن 150 دورة تدريبية لتغطية المجالين.
وأشارت دراسة مؤسسة فيصل الحسيني إلى عدم توفر الأدوات والألعاب والقرطاسية الكافية لدى الطلبة، مما صعّب تنفيذ فعاليات مع الطلبة بشكل عام ومع الطلبة الذين يعانون من عسر تعلم بشكل خاص.
وعن الخسائر المادية، بيّنت الدراسة معاناة المدارس الخاصة من خسائر في الدخل وصلت بالمعدل إلى ما نسبته 28 % من الدخل السنوي للمدارس الخاصة، وترتفع هذه النسبة في بعض المدارس الخاصة لتصل لما يقارب 50%. وبلغ معدل الخسائر المتوقعة حوالي 166 ألف دولار للمدرسة الواحدة.
وتضمنت أبرز توصيات مؤسسة فيصل الحسيني ضرورة تطوير نظام يحكم التعليم عن بعد، ويوفّر له ما يلزم من احتياجات تدريبية وأجهزة، ويطور آليات لمراقبته وتقييمه.
هذا إضافة إلى ضرورة تطوير المدارس لنظام دوام ملائم يضمن عدم تجمع الطلبة في حال افتتاح المدارس مثل تقسيم ساعات اليوم إلى دوام صباحي وآخر مسائي، وتوفير كل ما تطلبة البنية التحتية من تطويرات تضمن حماية الطلبة والطواقم التعليمية، والتي تم سردها ضمن دليل إجراءات الحماية الذي طورته لأغراض استخدام المدارس.