ليبيا.. قتلى من قوات الوفاق بقصف طائرات إماراتية والخلافات تعيق تحرك مجلس الأمن
تراجعت حدة الاشتباكات في ليبيا، وتكثّف القصف المتبادل بين قوات حكومة الوفاق وقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، يأتي ذلك في وقت كشفت فيه فرنسا وألمانيا عن وجود خلافات بمجلس الأمن تجعله عاجزا عن التحرك إزاء الأزمة الليبية.
وتشير آخر التطورات إلى مقتل سبعة من عناصر قوات حكومة الوفاق الوطني، وأصيب عدد آخر في قصف جوي بطائرة مسيرة إماراتية تابعة لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر في مدينة غريان (جنوب غربي العاصمة طرابلس).
كما قصفت قوات حفتر مطار معيتيقة الدولي (شرقي العاصمة طرابلس) بصواريخ غراد، أطلقتها من ضواحي العاصمة الجنوبية، دون وقوع إصابات بشرية.
من جانبها، ردّت طائرة مسيرة تابعة لحكومة الوفاق الوطني بقصف تجمع لقوات حفتر وآلية مسلحة في منطقة القضامة (جنوب شرقي مدينة غريان).
كما قصفت قوات حكومة الوفاق الوطني بالمدفعية الثقيلة الموجهة مواقع قوات حفتر في منطقة سوق الأحد وقصر بن غشير (جنوبي طرابلس).
وقال مراسل الجزيرة في طرابلس إن الاشتباكات على الأرض تراجعت مقابل احتدام القصف بالطائرات المسيرة أو صواريخ غراد أو مدافع هاوتزر.
وبيّن أن قوات حفتر قصفت بـ18 صاروخ غراد منطقة المطار، إلا أن قوات الوفاق لم تعلن عن وقوع ضحايا، مشيرا إلى أن سلاح الهندسة التابع لحكومة الوفاق يفكك بحذر وكثير من البطء ألغاما زرعها مرتزقة شركة "فاغنر" الروسية في محاور القتال، قبل انسحابِهم من جنوب العاصمة طرابلس.
جهود سياسية
وتأتي هذه التطورات الميدانية، في وقت تتواصل فيه الجهود السياسية، حيث أعلنت الأمم المتحدة قبول أطراف الصراع في ليبيا استئناف مباحثات اللجنة العسكرية المشتركة (خمسة زائد خمسة)، ورحبت بذلك.
وقالت البعثة الأممية في ليبيا -في بيان- إن استئناف المباحثات سيكون وفق مسودة الاتفاق بين الطرفين، في محادثات اللجنة العسكرية المشتركة في شباط/ فبراير الماضي.
وذكر البيان أن البعثة تأمل أن يرافق العودة للمباحثات وقفٌ للأعمال القتالية، والحد من خطاب الكراهية.
وشدد البيان على ضرورة التزام الطرفين بتفويض ممثليهم في المفاوضات بشكل كامل، بما يمكنهم من استكمال اتفاق وقف إطلاق النار.
كما طالبت البعثة -في بيانها- الدول الداعمة لطرفي النزاع بالتقيد باحترام قرار حظر السلاح، ومخرجات مؤتمر برلين، وقرارات مجلس الأمن.
كما دعا البيان إلى تمكين السلطات المختصة لمواجهة تداعيات جائحة كورونا، وتسهيل الاستجابة للاحتياجات الإنسانية الملحة.
وفي شأن ليبي آخر، أكد ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أن أنطونيو غوتيريش تلقى اتصالا هاتفيا من وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف، وأنهما ناقشا الأوضاع في ليبيا وسوريا.
وذكر أن ما يمكن قوله بمعزل عن الاتصال أن هناك قلقا بسبب تكثف القتال خلال اليومين الماضيين جنوب طرابلس، وحول ترهونة في جنوب غرب العاصمة، فضلا عن استمرار إيصال شحنات الأسلحة والمعدات العسكرية والمرتزقة لكلا الطرفين من الخارج جوا وبرا وبحرا بلا هوادة، وهذا انتهاك صارخ لحظر الأسلحة الأممي.
وأوضح أن الأمم المتحدة على استعداد لاستئناف تيسير الحوار بين الليبيين، بما في ذلك وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق وقف إطلاق النار في إطار اللجنة العسكرية المشتركة.
خلافات وعجز
في هذه الأثناء، قالت فرنسا وألمانيا إن خلافات متواصلة في مجلس الأمن تجعله عاجزا عن التحرك إزاء الأزمة الليبية، مشيرين إلى أن تلك الخلافات تعرقل تعيين مبعوث أممي جديد خلفا لغسان سلامة.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقده مندوبا البلدين لدى الأمم المتحدة؛ السفير الألماني كريستوف هويسغن ونظيره الفرنسي نيكولاس دي ريفيير، مساء الإثنين، بمناسبة تولي بلديهما رئاسة أعمال مجلس الأمن لشهري يونيو/حزيران ويوليو/تموز على التوالي.
وقال السفير الفرنسي -في المؤتمر الذي انعقد عبر الفيديو- إن مجلس الأمن عاجز عن التحرك بسبب الخلافات بين الدول الأعضاء حول سبل معالجة ملف الأزمة الليبية.
كما كشف السفير عن توقف عملية إيجاد مبعوث أممي جديد إلى ليبيا خلفا لغسان سلامة، الذي تقدم باستقالته من منصبه أوائل مارس/آذار الماضي لأسباب صحية.
وأكد السفير الألماني أنه يتفق تماما مع ما قاله نظيره الفرنسي.
ولم يكشف السفيران عن أي من الاسمين اللذين كانا مرشحين لخلافة سلامة، واكتفيا بالإعراب عن أملهما أن يتمكن المجلس من إيجاد شخص بديل يتولى المهمة الأممية في أقرب وقت ممكن.
وتعاني ليبيا من صراع مسلح، حيث تنازع قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر الحكومة الليبية المعترف بها دوليا برئاسة فائز السراج على الشرعية والسلطة، وتشن منذ 4 أبريل/نيسان 2019 هجومًا للسيطرة على العاصمة طرابلس(غرب)، مقر الحكومة.