اليمن.. طيران التحالف يقصف أهدافا للحوثيين وألمانيا تحدد حجم التورط السعودي
شن التحالف السعودي الإماراتي غارات جوية مكثفة على مواقع للحوثيين في تصعيد جديد للصراع رغم تفاقم الأزمة الإنسانية باليمن وسط تفش متسارع للأوبئة. يأتي ذلك بينما حمّلت ألمانيا السعودية جانبا كبيرا من المسؤولية عما يجري في هذا البلد الذي أنهكته الحرب.
فقد قالت مصادر محلية إن طائرات التحالف قصفت في وقت متأخر من مساء الاثنين معسكرا لجماعة الحوثي في محافظة البيضاء وسط اليمن.
وكانت جماعة الحوثي أعلنت قبل ذلك بساعات أن التحالف نفذ 24 غارة على مواقعها في مديرية مجزر بمحافظة مأرب شرق العاصمة صنعاء.
بدوره، أعلن التحالف السعودي الإماراتي أمس الاثنين أنه اعترض وأسقط طائرتين مسيرتين أطلقهما الحوثيون من اليمن باتجاه السعودية.
وقال المتحدث باسم التحالف تركي المالكي إن الحوثيين أطلقوا الطائرتين باتجاه مدينة خميس مشيط في منطقة عسير جنوب غربي السعودية.
وأضاف المالكي أن الحوثيين مستمرون في انتهاك القانون الدولي الإنساني بإطلاق الطائرات المسيرة واستهدافهم المتعمد للمدنيين وكذلك التجمعات السكانية، وفق تعبيره.
واعتبر أن ما قامت به جماعة الحوثي تأكيد على رفضها لمبادرة وقف إطلاق النار التي أعلنها التحالف من جانب واحد يوم 9 أبريل/نيسان الماضي، والتي قال الحوثيون إنها كانت حبرا على ورق، مؤكدين أن استمرار الحصار يعني استمرار الحرب القائمة منذ أكثر من خمس سنوات.
مسؤولية السعودية
سياسيا، قال مندوب ألمانيا لدى الأمم المتحدة كريستوف هيوسغن إن السعودية تتحمل الكثير من المسؤولية عما يجري في اليمن من حرب وأزمات إنسانية، في وقت تؤكد فيه المنظمات الدولية أن المنظومة الصحية في البلد انهارت وسط تفشي فيروس كورونا وأوبئة أخرى.
وأضاف هيوسغن في تصريحات للجزيرة أن بلاده لا تبيع أسلحة للسعودية، وتعتقد أنه لا يوجد حل عسكري للصراع في اليمن.
وتابع أنه سيعقد اليوم الثلاثاء مؤتمر للمانحين بشأن اليمن، وقال إنه يجب على السعودية أن تساهم بشكل كبير في ما سيقدمه المؤتمر لمساعدة اليمنيين.
احتجاجات عدن
من جهة أخرى، أعلنت مصادر طبية أمس الاثنين وفاة 61 شخصا في محافظة عدن خلال يوم واحد جراء انتشار أوبئة، منها حمى الضنك والملاريا وفيروس كورونا.
وكانت دائرة الاحتجاجات على تردي الخدمات في المحافظة الخاضعة لسيطرة ما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا، قد اتسعت لتشمل مناطق عدة شهدت مظاهرات احتجاجية على تردي الخدمات والانقطاع المستمر للتيار الكهربائي.
وقال شهود عيان إن المئات خرجوا في مظاهرات متواصلة في مدن المنصورة وكريتر والشيخ عثمان. وهتف المتظاهرون ضد الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الذي يسيطر على المدينة.
وتعاني عدن من تردي الخدمات، والانقطاع المستمر للتيار الكهربائي لمدة تصل إلى 18 ساعة يوميا، في ظل ارتفاع درجات الحرارة وانتشار الأوبئة والأمراض.
كما شهدت خلال الأسابيع الماضية احتجاجات على تردي الخدمات، وسيطرة المجلس الانتقالي على المدينة، وعدم سماحه بعودة الحكومة لمواجهة الوضع الكارثي الناتج عن انتشار الأوبئة، عقب السيول التي ضربت المنطقة في أبريل/نيسان الماضي، إضافة إلى تفشي كورونا.
وأعلن المجلس الانتقالي الجنوبي يوم 26 أبريل/نيسان الماضي ما سماها إدارة ذاتية في محافظات الجنوب، وهو ما قوبل برفض إقليمي ودولي.