رئيس الوزراء اللبناني: محاولة الانقلاب على الحكومة سقطت وندعو المواطنين لمزيد من الصبر

Lebanese PM Hassan Diab
رئيس الوزراء اللبناني حسان دياب قال إن حكومته تحظى بنسبة عالية من ثقة المواطنين (الأناضول)

اعتبر رئيس الوزراء اللبناني حسان دياب اليوم السبت أن الأحداث التي شهدتها بلاده مؤخرا هي بمثابة "محاولة انقلاب على الحكومة"، مؤكدا أنها "سقطت ولم تنجح في تعميق الأزمة".

وفي كلمة من السراي الحكومي بالعاصمة بيروت، بثتها وسائل إعلام محلية، قال دياب إن "الحكومة تحظى بنسبة عالية من ثقة المواطنين، الأمر الذي أزعج الكثيرين من الذين راهنوا على فشلها، لذلك انطلقت الشائعات وفبركة الأخبار واستمررنا في العمل"، دون أن يذكر أشخاصا أو جهات بعينها.

وشدد على أن "محاولة الانقلاب سقطت، وأن كل الاجتماعات السرية والعلنية وأوامر العمليات الداخلية والمشتركة، لم تنجح في الإطاحة بورشة (في إشارة إلى الحكومة) الكشف عن الفساد (..)، بل كشفوا مجددا أن حياة الناس لا تهمهم، وأن هدفهم حماية أنفسهم لا التعبير عن وجع الناس الحقيقي".

وحمّل دياب "مسؤولية الوضع على من أغرق البلد بالديون نتيجة سياسة الإهدار (للمال)، ولم يكونوا أمناء على ثقة الناس التي منحوها لهم".

وتابع "وسط هذا الهم المالي والمعيشي، حاول البعض الاستثمار عبر ضخ الأكاذيب والشائعات، وكان المطلوب منع الحكومة من إزالة الركام الذي يخفي تحته أسرار الفساد".

الانقضاض على الثورة

واستطرد رئيس الوزراء اللبناني قائلا "نحن أمام تحدي العودة إلى ما قبل 17 أكتوبر/تشرين الأول (الماضي)، لأن هناك من يعتقد أن الأوان آن للانقضاض على الثورة، ويريد استعادة مفاتيح هيكل الفساد وإعادة تحصين جدرانه كي تنطلي على الناس مرة جديدة حيلة التصرف بأموالهم التي أودعوها في خزينة المصارف".

ويشهد لبنان منذ 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي احتجاجات شعبية ترفع مطالب اقتصادية وسياسية، أجبرت حكومة سعد الحريري على الاستقالة يوم 29 من الشهر نفسه، وحلت محلها حكومة دياب يوم 11 فبراير/شباط الماضي.

ومضى دياب يقول "أما عن خطة التلاعب بسعر الدولار، فتكمن هنا خطة الانقلاب على الانتفاضة (..) والحكومة.. نحن لا نريد أن نبقى من دون فاعلية.. نحن لسنا مثلهم ولن نكون، لكن بكل ثقة أقول إننا لن نسمح بأن تضيع أموال الناس".

وأردف "أفقروا الدولة والمواطنين وتصرفوا بأموال الناس، لكن الدولة غير مفلسة.. هناك تعثر مالي، لكن البلد غني بالمواطنين وبموارده.. حقوقكم محفوظة عند المصارف ومصرف لبنان، والدولة هي الضامنة".

ودعا دياب اللبنانيين إلى "المزيد من الصبر لأن المعركة مع الفساد شرسة جدا، لأن الفاسدين لن يسلموا طوعا".

وطالب مواطنيه "بالامتناع عن تشويه الاحتجاجات كي نعبر المحنة ونحمي لبنان.. أنا واثق من تجاوز الأزمة".

احتجاجات

وشهد وسط العاصمة اللبنانية بيروت اليوم السبت مسيرة احتجاج على تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلاد، بينما ارتفع عدد المصابين خلال المواجهات في طرابلس منذ مساء أول أمس الخميس إلى 85، بينهم ثمانية عسكريين.

وجاءت مسيرة اليوم استجابة لدعوة من أحزاب يسارية وقومية ومجموعات من الحراك الشعبي، وندد المشاركون فيها بالانهيار المالي في البلاد، وطالبوا بتشكيل حكومة إنقاذ وطني بصلاحيات تشريعية، وإجراء انتخابات نيابية مبكرة.

ورفع المشاركون لافتات تطالب بمحاكمة من وصفوهم بالفاسدين، واستعادة الأموال المنهوبة، وعدم الخضوع لشروط صندوق النقد الدولي.

وجاءت هذه التطورات بعد اجتماع للحكومة اللبنانية قررت في أعقابه ضخ الدولار في السوق اعتبارا من بعد غد الاثنين.

وقال الرئيس اللبناني ميشال عون إن ارتفاع سعر صرف الدولار -الذي سجل أول أمس الخميس- يعتبر جزءا من مخطط مرسوم ينبغي مواجهته.

وتجاوز الدولار في لبنان عتبة الخمسة آلاف ليرة لبنانية، في واحدة من أسوأ أزمات انهيار العملة في البلاد.

ويشهد لبنان أسوأ انهيار اقتصادي منذ عقود، يتزامن مع أزمة سيولة وتوقف المصارف عن تزويد المودعين بأموالهم بالدولار.

وتسببت الأزمة في ارتفاع معدل التضخم وجعلت قرابة نصف السكان تحت خط الفقر، كما خسر عشرات الآلاف جزءا من رواتبهم أو وظائفهم، وأقفلت مؤسسات وفنادق عريقة أبوابها.

المصدر : الجزيرة + وكالة الأناضول