قوات حفتر تواصل القصف العشوائي.. مقتل أسرة أثناء الإفطار والأمم المتحدة تدين

أفاد مراسل الجزيرة بأن عائلة من أربعة أفراد قتلوا جراء سقوط قذائف بمنطقة جنوبي طرابلس. وقد اعتبرت الأمم المتحدة هذه الهجمات المنسوبة في الغالب لحفتر قد ترقى إلى جرائم حرب.

وقال المستشار الإعلامي لوزارة الصحة الليبية أمين الهاشمي في تصريح للأناضول، إن عائلة كاملة لقيت حتفها، بينهم امرأة، جراء سقوط قذيفة على منزلهم بمنطقة عين زارة. وأضاف الهاشمي أن القذيفة سقطت على منزل العائلة أثناء جلوسها إلى مائدة الإفطار.

وفي وقت سابق الجمعة، أعلنت القوات الحكومية أن مليشيا حفتر قصفت مطار معيتيقة الدولي في غرب طرابلس ومنطقة سكنية محيطة بالمطار. 

وكانت قوات حفتر قد استهدفت مساء الخميس بصواريخ غراد محيط إقامة السفيريْن الإيطالي والتركي في منطقة زاوية الدهماني بطرابلس، مما أسفر عن مقتل عنصرين من القوات الأمنية المكلفة بحماية المقرات الدبلوماسية.

وأفاد مراسل الجزيرة بأن وزير الخارجية الليبي محمد الطاهر سيالة أجرى اتصالا مع السفيرين الإيطالي جوزيبي بوتشيني والتركي سرهات أكسين للاطمئنان عليهما.

وقالت الخارجية الليبية إن قصف قوات حفتر كان قريبا من مقري إقامة السفيرين الإيطالي والتركي، وهو ما يخالف القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، اللذين يدعوان لحماية البعثات الدبلوماسية.

إعلان

أما السفير التركي فقال في رسالة لرويترز إن صاروخ غراد سقط على مبنى المحكمة العليا المجاور لسفارة بلاده، وإن صاروخا آخر سقط قرب وزارة الخارجية الليبية.

من جهتها، نددت الخارجية الإيطالية أمس الجمعة بالهجوم الصاروخي الذي شنته قوات حفتر على عدد من المناطق في طرابلس. وأضافت أن الهجوم تسبب في مقتل شخصين على الأقل في المنطقة التي يوجد فيها مقر إقامة السفير الإيطالي.

كما ندد الاتحاد الأوروبي بشدة باستهداف المدنيين ومقار البعثات الدبلوماسية في ليبيا، ووصف ذلك بغير المقبول.

تطورات ميدانية
وفي تطورات ميدانية متصلة، أكدت قوات الجيش الليبي والقوة المساندة التابعة لحكومة الوفاق الوطني الليبية، استمرار المعارك حول قاعدة الوطية العسكرية جنوب غرب العاصمة طرابلس.

وتعتبر قاعدة الوطية أكثر القواعد العسكرية تحصينا في ليبيا، وداخلها تتجمع حشود قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، ومنها تنطلق مقاتلاته لتدك أحياء طرابلس.

وتقول قوات حكومة الوفاق إنها لن تعود عن هجومها على قاعدة الوطية حتى تنتزعها من قوات حفتر، فخروج القاعدة الجوية عن سيطرة حفتر يعني تفكيك بؤرة لتجمع المليشيات والمرتزقة الذين يقاتلون في صفوف قوات اللواء المتقاعد.

يشار إلى أنه منذ 4 أبريل/نيسان 2019 تشن قوات حفتر المدعومة من دول إقليمية وأوروبية هجوما متعثرا للسيطرة على طرابلس.

ورغم موافقته على هدنة إنسانية لمواجهة جائحة كورونا، فإن حفتر واصل هجومه، مما اضطر قوات حكومة الوفاق إلى إطلاق عملية عسكرية باسم "عاصفة السلام" سيطرت على إثرها على مدن عدة في الساحل الغربي.

إدانة أممية
وقد أدانت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا هذه الهجمات العشوائية على الأحياء السكنية بطرابلس والتي أدت لسقوط مدنيين. وقالت البعثة إن هذه الهجمات المنسوبة في الغالب إلى قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، قد ترقى إلى جرائم حرب. وأوضحت البعثة الأممية أنها ستواصل توثيق الانتهاكات بليبيا لمشاركتها عند الاقتضاء مع الخبراء والمحكمة الجنائية الدولية.

إعلان

وطالبت ستيفاني وليامز الممثلة الخاصة للأمين العام ورئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بالإنابة، بمحاسبة المسؤولين عن عرقلة اتفاق برلين، وحملتهم مسؤولية تدفق المرتزِقة إلى البلاد.

ستيفاني وليامز قالت إن البعثة الأممية في ليبيا ستوثق الانتهاكات وقد تتشاركها لاحقا مع المحكمة الجنائية (وكالة الأناضول)
ستيفاني وليامز قالت إن البعثة الأممية في ليبيا ستوثق الانتهاكات وقد تتشاركها لاحقا مع المحكمة الجنائية (وكالة الأناضول)

وفي تصريحات للجزيرة، انتقدت وليامز تدفق المرتزقة من روسيا والسودان وتشاد وسوريا نحو ليبيا، مشددة على ضرورة وقف كل أنواع التدخل في البلاد والالتزام بالاتفاق الموقع في برلين، وإلا فيجب إخضاع الأطراف المسؤولة عن الخروق للمساءلة، على حد قولها.

وبيّنت أن الليبيين يعانون بسبب التدخل الأجنبي غير المقبول، والطريقة الأسهل لمساعدتهم تكمن في وقف التدخل من كل الأطراف، وأن يكون هناك التزام بالاتفاقية الموقعة في برلين.

وفي سياق متصل، اعتبرت وليامز أن انفراجا لاح في الأزمة الليبية من خلال بيانات إيجابية يمكن البناء عليها.

وأضافت وليامز للجزيرة أن مسار الحل السياسي في ليبيا ليس غامضا، وأن الليبيين يريدون حكومة ً ومؤسسات موحدة، وخريطة طريق واضحة للحل في بلادهم.

يأتي ذلك في وقت أدانت فيه السفارة البريطانية في طرابلس بتغريدة على تويتر قصف وسط مدينة طرابلس والذي أودى بحياة مدنيين.

وقالت السفارة إن القصف مخالف للقوانين الدولية، إذ لم يكن هناك أي هدف عسكري واضح، كما دعت إلى وقف مثل هذه الانتهاكات وعودة جميع الأطراف إلى الحوار واحترام الهدنة.

المصدر : الجزيرة + وكالات

إعلان