طالبت بالالتزام باتفاق برلين.. مسؤولة أممية تنتقد تدفق المرتزقة على ليبيا

طالبت ستيفاني وليامز الممثلة الخاصة للأمين العام ورئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بالإنابة، بمحاسبة المسؤولين عن عرقلة اتفاق برلين، وحملتهم مسؤولية تدفق المرتزِقة إلى البلاد، يأتي ذلك وسط إدانات دولية لقصف حفتر محيط مقار دبلوماسية بالعاصمة طرابلس.
وفي تصريحات للجزيرة، انتقدت وليامز تدفق المرتزقة من روسيا والسودان وتشاد وسوريا نحو ليبيا، مشددة على ضرورة وقف كل أنواع التدخل في البلاد والالتزام بالاتفاق الموقع في برلين، وإلا فيجب إخضاع الأطراف المسؤولة عن الخروق للمساءلة، على حد قولها.
وبيّنت أن الليبيين يعانون بسبب التدخل الأجنبي غير المقبول، والطريقة الأسهل لمساعدتهم تكمن في وقف التدخل من كل الأطراف، وأن يكون هناك التزام بالاتفاقية الموقعة في برلين.
وفي سياق متصل، اعتبرت وليامز أن انفراجا لاح في الأزمة الليبية من خلال بيانات إيجابية يمكن البناء عليها.
وأضافت وليامز للجزيرة أن مسار الحل السياسي في ليبيا ليس غامضا، وأن الليبيين يريدون حكومة ً ومؤسسات موحدة، وخريطة طريق واضحة للحل في بلادهم.
يأتي ذلك في وقت أدانت فيه السفارة البريطانية في طرابلس بتغريدة على تويتر قصف وسط مدينة طرابلس الذي أودى بحياة مدنيين.
وقالت السفارة إن القصف مخالف للقوانين الدولية، إذ لم يكن هناك أي هدف عسكري واضح، كما دعت إلى وقف مثل هذه الانتهاكات وعودة جميع الأطراف إلى الحوار واحترام الهدنة.

قوات تابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر ببنغازي في أبريل/نيسان 2019 (رويترز)
استهداف وتنديد
وكانت قوات حفتر قد استهدفت مساء أمس الخميس بصواريخ غراد محيط إقامة السفيريْن الإيطالي والتركي في منطقة زاوية الدهماني بطرابلس، مما أسفر عن مقتل عنصرين من القوات الأمنية المكلفة بحماية المقرات الدبلوماسية.
وأفاد مراسل الجزيرة بأن وزير الخارجية الليبي محمد الطاهر سيالة أجرى اتصالا مع السفيرين الإيطالي جوزيبي بوتشيني والتركي سرهات أكسين للاطمئنان عليهما.
وقالت الخارجية الليبية إن قصف قوات حفتر كان قريبا من مقري إقامة السفيرين الإيطالي والتركي، وهو ما يخالف القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، اللذين يدعوان لحماية البعثات الدبلوماسية.
أما السفير التركي فقال في رسالة لرويترز إن صاروخ غراد سقط على مبنى المحكمة العليا المجاور لسفارة بلاده، وإن صاروخا آخر سقط قرب وزارة الخارجية الليبية.
من جهتها، نددت الخارجية الإيطالية فجر اليوم الجمعة بالهجوم الصاروخي الذي شنته قوات حفتر على عدد من المناطق في طرابلس. وأضافت أن الهجوم تسبب في مقتل شخصين على الأقل في المنطقة التي يوجد فيها مقر إقامة السفير الإيطالي.
كما ندد الاتحاد الأوروبي بشدة باستهداف المدنيين ومقار البعثات الدبلوماسية في ليبيا، ووصف ذلك بغير المقبول.
وكان قصف قوات حفتر استهدفت قبل ذلك مناطق قرب مطار معيتيقة الدولي بطرابلس، وكذلك ميناء طرابلس البحري، ولم يتسبب قصف تلك المناطق في أي خسائر بشرية.
كما قصفت بصواريخ غراد مناطق سكنية في ضاحيتي أبو سليم وتاجوراء، مما أسفر عن قتلى وجرحى بين المدنيين.
معارك وأهمية
وفي تطورات ميدانية متصلة، أكدت قوات الجيش الليبي والقوة المساندة التابعة لحكومة الوفاق الوطني الليبية، استمرار المعارك حول قاعدة الوطية العسكرية جنوب غرب العاصمة طرابلس.
وتعتبر قاعدة الوطية أكثر القواعد العسكرية تحصينا في ليبيا، وداخلها تتجمع حشود قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، ومنها تنطلق مقاتلاته لتدك أحياء طرابلس.
وتقول قوات حكومة الوفاق إنها لن تعود عن هجومها على قاعدة الوطية حتى تنتزعها من قوات حفتر، فخروج القاعدة الجوية عن سيطرة حفتر يعني تفكيك بؤرة لتجمع المليشيات والمرتزقة الذين يقاتلون في صفوف قوات اللواء المتقاعد.
يشار إلى أنه منذ 4 أبريل/نيسان 2019 تشن قوات حفتر المدعومة من دول إقليمية وأوروبية هجوما متعثرا للسيطرة على طرابلس.
ورغم موافقته على هدنة إنسانية لمواجهة جائحة كورونا، فإن حفتر واصل هجومه، مما اضطر قوات حكومة الوفاق إلى إطلاق عملية عسكرية باسم "عاصفة السلام" سيطرت على إثرها على مدن عدة في الساحل الغربي.