إثر "هجوم" على الحدود.. الخرطوم تستدعي القائم بالأعمال الإثيوبي والجيش يحمل أديس أبابا المسؤولية

استدعت الخارجية السودانية اليوم القائم بالأعمال الإثيوبي في الخرطوم، وأبلغته رسميا احتجاج السودان على ما قال الجيش السوداني إنه توغل لمليشيا إثيوبية مسنودة من الجيش الإثيوبي في الأراضي السودانية، أدى إلى مقتل وإصابة عددٍ من ضباط وأفراد القوات المسلحة ومواطنين سودانيين من بينهم أطفال.
كما اتهم الجيش السوداني سلطات أديس أبابا بعرقلة تطبيق الاتفاقات بشأن قضايا الحدود بين البلدين و"افتعال" الأحداث الحالية.
ونقلت وزارة الخارجية السودانية للقائم بالأعمال الإثيوبي إدانة ورفض الحكومة السودانية لما قالت إنه "اعتداء آثم" يأتي في وقت كانت فيه الاستعدادات تجري في الخرطوم لعقد الاجتماع الثاني للجنة المشتركة لقضايا الحدود.
وطالبت باتخاذ الإجراءات الكفيلة بوقف مثل هذه الاعتداءات، ونبّهت إلى أن استدامة وتطوير التعاون بين البلدين "لا بد أن يُبنى على الاحترام المتبادل دون تغول أو اعتداء من أي طرف على الآخر".
وكانت صحيفة "أول النهار" السودانية الخاصة قد نقلت في وقت سابق عن مصادر دبلوماسية لم تسمها، أن الخارجية السودانية طلبت من القائم بالأعمال الإثيوبي نقل الاحتجاج لسلطات بلاده، وحرص الخرطوم على الحل السلمي لأزمة الحدود بما يحقق الاستقرار والسلام والتعايش السلمي بين سكان البلدين.
من ناحية أخرى، اعتبر المتحدث باسم الجيش السوداني العميد الركن عامر محمد الحسن أن قضايا الحدود مع إثيوبيا مفتعلة من الجانب الإثيوبي.
وأضاف المتحدث -خلال اتصال مع الجزيرة- أن الأزمة هي بسبب عدم تنفيذ الحلول التي توضع من الجانبين، وغياب التنسيق في كل ما يتم الاتفاق عليه بينهما.
وفي السياق ذاته، قال الناطق باسم الحكومة السودانية فيصل محمد صالح إن الخرطوم قدمت استفسارات لإثيوبيا بشأن الاعتداءات على الأراضي السودانية، مشيرا إلى أن بلاده تتوقع ردا من إثيوبيا على استفسارها في القريب العاجل.
أطماع إثيوبية
ونقلت وكالة الأنباء السودانية عن والي القضارف السودانية (شرق) المكلف نصر الدين عبد القيوم أحمد قوله اليوم إن "هناك أطماعا واضحة للجانب الإثيوبي في الأراضي السودانية.. ما يجري على الأرض عمل ممنهج".
كما لفت إلى أن مساحة الأراضي الزراعية التي تم الاعتداء عليها من المليشيا الإثيوبية منذ ستينيات القرن الماضي تبلغ 700 ألف فدان، معربا عن أمله في أن تفضي الاتصالات بين البلدين إلى نتائج تؤدي إلى حسم ملف التوتر الحدودي الحالي.
يشار إلى أن الجيش السوداني تعهد أمس الجمعة بحسم "التفلتات" على الحدود مع إثيوبيا، على خلفية مقتل أحد ضباطه وإصابة 7 جنود جراء هجمات شنتها مليشيا إثيوبية مسنودة من الجيش الإثيوبي، كما تقول الخرطوم. ولم يصدر حتى الآن أي تعليق من الجانب الإثيوبي بشأن اتهامات الجيش السوداني.