ليبيا.. السراج يشيد بمواقف سكان الجنوب ويبحث مع أردوغان المستجدات

أشاد رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج بمواقف سكان الجنوب الليبي الرافضة للحكم العسكري والعدوان على طرابلس، كما بحث مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مستجدات الوضع بليبيا.
وقال السراج في كلمة مكتوبة إلى أهالي جنوبي ليبيا، إن عدوان حفتر الغاشم عطّل مشاريع اقتصادية وترتيبات مالية استثنائية لتنمية مناطق الجنوب، مشيدا بمواقفهم الرافضة للحكم العسكري والمتمسكة بالشرعية والدولة المدنية الديمقراطية.
وأعرب السراج عن تفاؤله بقرب هزيمة المشروع الانقلابي والعودة القريبة لمسار التنمية والبناء وترسيخ السلم الاجتماعي بين المكونات الاجتماعية والثقافية والمدن المختلفة.
دعوة لتصحيح الأخطاء
من جهته، طالب المجلس العسكري في مدينة مُرزُق جنوب غرب ليبيا الدول الداعمة للواء المتقاعد خليفة حفتر بتصحيح أخطائها وعدم الاعتماد على الأشخاص.
وأعلن المجلس في بيان مصور، رفضه لأي انقلاب عسكري على السلطة الشرعية المتمثلة في حكومة الوفاق الوطني، المنبثقة عن اتفاق الصخيرات السياسي.
شكر الدعم الطبي الترك
وكان السراج قد بحث أمس مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال اتصال هاتفي مستجدات الأوضاع في ليبيا، وسبل تعزيز العلاقات الثنائية.

ووفقا لبيان نشرته الحكومة الليبية على فيسبوك أعرب السراج عن الشكر والامتنان لتركيا على تقديمها تجهيزات طبية مؤخرا لمساعدة الشعب الليبي في مواجهة فيروس كورونا.
وكانت وزارة الصحة الليبية قد تسلمت في 11 أبريل/نيسان الماضي شحنة مساعدات تشمل مستلزمات طبية وقائية وعلاجية ومعقمات من تركيا لمواجهة جائحة كورونا.
دعوة أممية لاستئناف المحادثات
من جهة أخرى، دعت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا طرفي النزاع في البلاد إلى استئناف المحادثات العسكرية المشتركة بهدف التوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار وفق الخريطة الأممية.
وأشارت البعثة إلى وجوب اغتنام الطرفين الفرصة لوقف جميع العمليات العسكرية فورا، واستئناف المحادثات السياسية، وذلك بالاستناد إلى الدعوات المختلفة لوقف إطلاق النار خلال شهر رمضان ولمواجهة تفشي وباء كوفيد-19.
وحثت البعثة جميع الأطراف على الامتناع عن أي أعمال أو تصريحات استفزازية تهدد احتمالات تحقيق هدنة حقيقية واستدامتها.
ولا تزال الاشتباكات قائمة في جنوب طرابلس بعد أكثر من عام على بدء هجوم حفتر للسيطرة على العاصمة الليبية.

كما دعا البيان المجتمع الدولي والدول التي تغذي النزاع بشكل مباشر بالأسلحة والمرتزقة إلى استخدام النفوذ لضمان الالتزام بحظر التسليح المفروض على ليبيا "وإنفاذه".
رفض الهدنة
وكانت حكومة الوفاق الوطني التي تعترف بها الأمم المتحدة أعلنت الخميس رفضها "الهدنة" التي دعا إليها حفتر.
وكانت قوات حفتر قد خسرت مواقع ميدانية جنوب طرابلس، وسط مؤشرات على تصدع صفوف أنصاره شرق البلاد، في حين كشف الرئيس الجزائري عن تفاصيل حول تسوية اقترحتها بلاده وتم تعطيلها في اللحظات الأخيرة "لحسابات سياسية".
وكان حفتر أعلن إلغاء اتفاق الصخيرات السياسي، ونصّب نفسه حاكما عسكريا لليبيا الاثنين الماضي، مما يعني تعطيل برلمان طبرق الذي يترأسه صالح.
الموقف الأميركي
من جانبها، قالت السفارة الأميركية في ليبيا إن السفير ريتشارد نورلاند ورئيس مجلس النواب في طبرق عقيلة صالح أجمعا على عدم وجود حل عسكري في ليبيا.
وحسب بيان للسفارة، فقد اتفق الجانبان خلال مكالمة هاتفية على أهمية استمرار المفاوضات برعاية الأمم المتحدة.
كما اتفقا على أهمية احترام العملية الديمقراطية، وضرورة تجنب المحاولات الفردية لإملاء مستقبل ليبيا من جانب واحد وبقوة السلاح.
وحذر نورلاند من خطر استمرار الصراع المسلح الذي من شأنه توفير مناخ لإعادة تجميع المنظمات الإرهابية في كل أنحاء ليبيا، مؤكدا أهمية مكافحة الإرهاب هناك.
رفض بمجلس الأمن
وقال المندوب الليبي لدى الأمم المتحدة طاهر السني إن المندوبة الأميركية كيلي كرافت أكدت رفض بلادها ما أعلنه حفتر من أنه في حِلّ من اتفاق الصخيرات.
وأضاف السني -في تغريدة على تويتر- أن السفيرة الأميركية أكدت له في محادثة هاتفية أن موقف بلادها هو رفض المواقف الأحادية ومحاولة فرضها بقوة السلاح، والحرص على السعي لإيجاد حلول سلمية لدعم المسار الديمقراطي واستقرار ليبيا.