قوات الوفاق تتقدم جنوبي طرابلس والحكومة تحقق بشأن جثة مقاتل أجنبي

أعلنت عملية "بركان الغضب" التابعة لحكومة الوفاق الوطني في ليبيا تقدم قواتها بمحوري صلاح الدين ومشروع الهضبة جنوبي طرابلس، واقتحام مواقع لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر في هذين المحورين.
ونقل مراسل الجزيرة عن مصادر عسكرية قولها أمس الجمعة إن قوات الوفاق أحرزت تقدما في محور صلاح الدين، وسيطرت على جزيرة الشريف ومقار الجوازات والمالية والجمرك ومعسكر التكبالي.
وأضاف المصدر أن قوات الوفاق بسطت سيطرتها كذلك على محطة وقود السويحلي في محور عين زارة جنوبي طرابلس، وكلية الأسنان في منطقة صلاح الدين. وأكد المصدر أن مقاومة قوات حفتر تتركز في الطريق الرئيس الرابط بين منطقة صلاح الدين ومعسكر اليرموك.
في تلك الأثناء، نشر تلفزيون ليبي محلي ما قال إنه صورة مرتزق روسي بعد مقتله أثناء معارك منطقة صلاح الدين قرب طرابلس.
وأصدرت وزارة الخارجية في حكومة الوفاق الوطني بيانا قالت فيه إن تحقيقا يجري في هذا الفيديو، وإنها ستقوم بعد انتهاء التحقيق بإعداد ملف بخصوص الجثة لإحالته إلى مجلس الأمن الدولي كوثيقة إضافية بشأن المرتزقة الذين يقاتلون مع قوات حفتر في جبهة صلاح الدين جنوب طرابلس.
ألغام
في السياق نفسه، أعلنت عملية "بركان الغضب" أن قوات حكومة الوفاق عثرت على لغم أرضي روسي مضاد للأفراد.
وقال محمد القلاو آمر محور اليرموك (جنوب طرابلس) في قوات الوفاق إن قوات حفتر زرعت ألغاما في المواقع التي استعادتها قوات الوفاق في محور صلاح الدين.
وأوضح أنه سيجري تمشيط محور صلاح الدين خلال أيام، وهو من المحاور التي تغلغلت فيها قوات حفتر الأشهر الماضية وتمركز فيها مسلحون مرتزقة من شركة فاغنر الروسية.
تعزيزات حول ترهونة
وفي مدينة ترهونة جنوب شرق طرابلس، ضيّقت قوات الوفاق الخناق على المدينة، بمحاصرتها من أكثر من محور، ودعم هذه المحاور بقوات وآليات وأسلحة متوسطة وثقيلة، استعدادا للاشتباك مع قوات حفتر.
وكان الناطق باسم قوات الوفاق طالب المدنيين في هذه المناطق بالابتعاد عن مواقع قوات حفتر والخروج منها.
وفي وقت سابق، أعلنت قوات حكومة الوفاق سيطرتها على مدينة الأصابعة جنوب مدينة غريان. وأكد مصدر من قوات الوفاق لمراسل الجزيرة أن القوات شنت هجوما من عدة محاور باتجاه المدينة، دون مقاومة كبيرة من قوات حفتر.
ومنذ 4 أبريل/نيسان 2019، تشن قوات حفتر هجوما فاشلا للسيطرة على طرابلس مقر الحكومة، استهدفت خلاله أحياء سكنية ومواقع مدنية، مما أسقط قتلى وجرحى بين المدنيين، فضلا عن أضرار مادية واسعة.
وألحقت سنوات الصراع الدمار بمعظم أنحاء ليبيا، وشهد هجوم حفتر الرامي للسيطرة على طرابلس قصفا مكثفا في أغلب الأحيان للمناطق السكنية في العاصمة على مدى أشهر.
وساعد الدعم التركي حكومة الوفاق الوطني في انتزاع قاعدة جوية مهمة قرب طرابلس في الآونة الأخيرة، والسيطرة على بلدات في الغرب، وتدمير عدة أنظمة دفاع جوي روسية قدمتها الإمارات لقوات حفتر.
بومبيو يهاتف السراج
سياسيا، أجرى وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو اتصالا هاتفيا برئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية فايز السراج أوضح فيه أن واشنطن لا ترى حلا عسكريا للأزمة الليبية.
وقال بومبيو إن الحل الوحيد يكمن في العودة إلى المسار السياسي والالتزام بنتائج مؤتمر برلين، وأعرب عن حرص واشنطن على تحقيق الاستقرار في ليبيا.
من جانبه، عبر السراج عن تقديره للموقف الأميركي بشأن دعم جهود تحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا، لكنه قال إن حكومته تخوض حربا فرضت عليها وإنها تصد اعتداء أدى إلى نزوح مئات الآلاف من السكان، وخلف قتلى ودمارا في البنى التحتية والمناطق السكنية.