عشاءات دبلوماسية.. اتهامات لبومبيو بالسعي للبيت الأبيض بأموال عامة

يواجه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو اتهامات باستخدام عشاءات دبلوماسية ممولة من أموال دافعي الضرائب لجذب الأغنياء والمؤثرين الأميركيين، وذلك لبناء قاعدة سلطته السياسية الخاصة سعيا للوصول إلى البيت الأبيض.
وقالت صحيفة تايمز البريطانية إن بومبيو -الذي ينظر إليه على أنه أحد أكثر الوزراء ولاء للرئيس دونالد ترامب- ربما لديه طموحات في الترشح للبيت الأبيض، وإنه يتعرض لرقابة حكومية منذ الأسبوع الماضي على خلفية إقالة مسؤول حكومي كان يفحص بعض ممارساته.
وقد أثار مسؤولو في وزارة الخارجية الأميركية مخاوف بشأن الأهداف الحقيقية وراء "وجبات العشاء ماديسون" التي ينظمها بومبيو في جانب فخم من مبنى هاري ترومان، مقر الدبلوماسية الأميركية في واشنطن.
وأشارت الصحيفة إلى أنه على عكس الفعاليات التي نظمها الرئيس الأميركي الـ19 جيمس ماديسون حيث كانت تحضرها شخصيات أجنبية بارزة، فإن بومبيو يدعو لتلك المناسبات سياسيين محليين ورجال أعمال وإعلاميين ووجوها من عالم الترفيه وأباطرة الأعمال وكبار القضاة، ولم تشكل الشخصيات الأجنبية سوى 14% من المدعوين.
ودعت شخصيات من الحزب الديمقراطي إلى إجراء تحقيق في تلك المآدب الخاصة، زاعمة أنها "لم تخدم سوى القليل من أهداف السياسة الخارجية"، وكان الهدف منها هو أن يعزز بوميبو علاقاته العامة.
وكانت قناة "إن بي سي" الأميركية أول من كشف عن تلك التفاصيل في وقت يتعرض بومبيو لموجة من الانتقادات على خلفية إقالته المفتش العام لوزارة الخارجية ستيف لينيك الذي كان يحقق فيما إذا كان بومبيو قد استخدم أحد مساعديه للقيام بمهام شخصية، مثل المشي مع كلبه.
وأرسل كبير الديمقراطيين في لجنة العلاقات الخارجية بوب مينينديز خطابا إلى وزارة الخارجية مطالبا بـ"محاسبة كاملة" بشأن تمويل تلك العشاءات، ونسخ من الخطابات التي ألقاها بومبيو في تلك المناسبات.
وحضر حوالي 500 ضيف ما مجموعه عشرين عشاء، حيث حظوا بترفيه فني خاص وقاموا بجولة في غرف الاستقبال الدبلوماسية وحضروا كوكتيلات قبل العشاء بنحو ساعة. وتلقى الضيوف الدعوات من البريد الإلكتروني الشخصي لسوزان زوجة بومبيو، ومن بين الضيوف الذين حضروا المغنية ريبا ماكنتاير.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية مورغان أورتاغوس إن تلك العشاءات تعتبر "فرصة عالمية لمناقشة مهمة وزارة الخارجية ومسائل السياسة الخارجية المعقدة التي تواجه الولايات المتحدة".
ويعتقد أن المفتش العام لوزارة الخارجية ستيف لينيك كان يدقق أيضا في حيثيات اتفاق لبيع أسلحة للسعودية ضد إرادة الكونغرس تبلغ قيمتها عدة مليارات من الدولارات.
ودافع بومبيو عن قرار إقالة لينيك، وقال "أوصيت الرئيس ترامب بإنهاء خدمات ستيف لينيك، بصراحة كان يجب أن أفعل ذلك منذ فترة، هناك ادعاءات بأن هذا كان انتقاما بسبب بعض التحقيقات التي شارك فيها مكتب المفتش العام، إن ذلك غير صحيح". كما نفى بومبيو الاتهامات بشأن استخدام أحد مساعديه لمرافقة كلبه في حصة مشي.