هل يبيد رئيس البرازيل شعبه بفيروس كورونا؟

15/5/2020
أعرب الرئيس البرازيلي الأسبق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا عن تخوفه من "إبادة" في بلاده، بسبب المعارضة الشديدة التي يبديها الرئيس الحالي جايير بولسونارو لإجراءات الحجر من أجل الحد من انتشار فيروس كورونا المستجد.
وفي حوار مع وكالة الأنباء الفرنسية، قال لولا إنه يؤيد عزل الرئيس من منصبه، لكنه عبر عن قلقه من هيمنة العسكريين الذي يتمتعون "بنفوذ في الحكومة أكبر" منذ العهد الحكم الديكتاتوري (1964-1985).
والبرازيل واحدة من البلدان الأكثر تضررا بفيروس كورونا المستجد، وسجلت 14 ألف وفاة جراء الفيروس.
ويدعو بولسونارو يوميا إلى رفع إجراءات العزل متذرعا بأن حماية الاقتصاد والوظائف تشكلان أولوية لتجنب "الفوضى الاجتماعية".
وفيما يلي نص الحوار:
ما رأيكم في التوتر السياسي بشأن فيروس كورونا المستجد؟
الحكومة تقوم بتحويل الناس القلقين من الفيروس إلى أعداء، الأمور لا يمكن أن تسير بهذا الشكل. أنا كاثوليكي وأصلي من أجل إنقاذ الشعب من إبادة يسببها بولسونارو.
في مارس/آذار الماضي عبرتم عن معارضتكم لعزل بولسونارو. هل غيرتم رأيكم؟
ما كنت أريد قوله أنه لا يمكننا أن نطلب إقالة رئيس غداة انتخابه. أولا يجب أن يرتكب أخطاء فادحة. لكنني أعتقد حاليا أنه ارتكب العديد من الأخطاء الفادحة. أضر بالديمقراطية وبالمؤسسات وبالشعب. إنه لا يحترم حتى الناس الذين ماتوا بفيروس كورونا المستجد.
إعلان
في المقابل، أعتقد أن طلب الإقالة يجب أن يقدمه كيان غير سياسي، ليس من قبل حزب، لتجنب إسباغ أي طابع سياسي عليه.
كيف تقيمون موقع العسكريين داخل الحكومة؟
كمؤسسة، الجيش ضامن لسيادتنا. يمكنهم (العسكريون) المساهمة بشكل كبير في النظام والسلام في بلدنا لكن لا يمكنهم الانحياز لأي طرف. حزبهم هو البرازيل. لكن هنا نرى بولسونارو يضع العسكريين في مناصب عديدة.
كمؤسسة، الجيش ضامن لسيادتنا. يمكنهم (العسكريون) المساهمة بشكل كبير في النظام والسلام في بلدنا لكن لا يمكنهم الانحياز لأي طرف. حزبهم هو البرازيل. لكن هنا نرى بولسونارو يضع العسكريين في مناصب عديدة.
اليوم هناك عسكريون أكثر من المدنيين في القصر الرئاسي. العسكريون يتولون القيادة.. بلدنا ليس ثكنة عسكرية.. يجب أن يحكم بأكبر قدر ممكن من الديمقراطية. العسكريون لا يعرفون بالضرورة كيف يديرون الديمقراطية.

أي دور يلعب العسكريون لدى بولسونارو فعليا؟
أعتقد أن لديهم حصة كبيرة في عملية اتخاذ القرارات من قبل بولسونارو. كل مرة يقول أمرا غبيا، يحيط به العسكريون في اليوم التالي. إذا أجرى وزير الصحة مقابلة، يكون هناك جنرال إلى جانبه. العسكريون لديهم نفوذ في الحكومة اليوم أكثر من عهد الديكتاتورية عندما كان الجنرالات رؤساء.
لماذا لم يتمكن اليسار من لعب دور المعارضة في الصف الأول؟
اليسار يعارض الحكومة كل الأيام وفي الكونغرس (البرلمان) وفي الحركات الاجتماعية والنقابية. الفارق أننا لسنا في الشارع.
اليسار يعارض الحكومة كل الأيام وفي الكونغرس (البرلمان) وفي الحركات الاجتماعية والنقابية. الفارق أننا لسنا في الشارع.
كثيرون من الذين انتخبوا بولسونارو لم يدركوا إلا الآن أنه غير قادر على أن يكون رئيسا للجمهورية. أنا واثق من أن اليمين ليس معتادا على تحمل رئيس يفتقد إلى التحضر إلى هذا الحد.
هل يمكن لحزب العمال الذي تقودونه أن يكون جزءا من جبهة معارضة واسعة تضم حتى يمين الوسط؟
يصعب تصور ذلك. يجب أن نعرف الفرق بين بناء جبهة موسعة وتحالف انتخابي. إذا شارك حزب العمال في تحالف فسيكون تحالفا لليسار. هنا في البرازيل لدينا ثلاثون حزبا وأموال عامة لتمويل الحملات الانتخابية لكل حزب. قليلة هي الأحزاب المستعدة للتخلي عن ذلك، والأحزاب لا تريد أن تخسر استقلاليتها.
المصدر : الفرنسية