هل يشتعل غضب الجيش الأبيض؟ أطباء مصر لا يجدون مكانا للعلاج من كورونا

اشتعل غضب الأطباء في مصر بعد تزايد حالات الإصابة بفيروس كورونا في صفوفهم في ظل ضعف واضح للقدرات الصحية، وعدم توفر أماكن لهم في مستشفيات العزل، في وقت طالبت فيه نقابة الأطباء بزيادة عدد مستشفيات العزل نظرا لارتفاع أعداد المصابين.
وطالبت نقابة الأطباء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسى بضرورة تخصيص مستشفى لعزل الأطباء وأعضاء الفريق الطبي بعدما تفاقمت في الآونة الأخيرة مشكلة التأخير في نقل أعضاء الفريق الطبي المصابين بفيروس كورونا إلى مستشفيات العزل.
وفي بيان لها اليوم الأربعاء، أوضحت نقابة الأطباء أنها تلقت ملاحظات من الأطباء العاملين بمختلف الجهات، تفيد بأن هناك تكدسا للمرضى في مستشفيات العزل، مما يترتب عليه أحيانا تأخير في نقل المصابين بكورونا إلى مستشفيات العزل حال الاحتياج لذلك، وأحيانا التأخير في نقل المصابين منهم بأعراض بسيطة لأماكن الحجر الأخرى المقررة بخلاف المستشفيات، مثل المدن الجامعية.
وطالبت النقابة بسرعة فتح مستشفيات عزل جديدة بمختلف المحافظات طبقا لمؤشر الإصابات بكل محافظة، كما طالبت بزيادة أماكن الحجر غير العلاجية مثل المدن الجامعية (مبان مخصصة لسكن طلاب الجامعات) والتعاقد مع بعض الفنادق في حال عدم كفاية المدن الجامعية.
وفي تصريحات صحفية، أوضح الزيات أن من بين المصابين 45 طبيبا و4 أطباء امتياز، وأن بعض التحاليل لم تظهر نتائجها، ومن بينهم قادة كلية الطب بجامعة الأزهر والمستشفى، وعميدة كلية الطب بالأزهر بنات، ومدير الشؤون العلاجية، ومديرة العيادات.
وقبل يومين، قرر رئيس جامعة الأزهر محمد المحرصاوي غلق مستشفى الزهراء الجامعي بصفة مؤقتة بعد ثبوت حالات إيجابية بفيروس كورونا في مختلف الأقسام الداخلية.
وأكد الزيات أن مستشفى الأزهر التخصصي المخصص للعزل لم يعد يوجد به أماكن لاستقبال المصابين، وأنهم يبحثون عن أماكن لعزل باقي المصابين، لافتا إلى أن عدد من يبحثون عن أماكن غير معلوم، وأن هناك اتصالات مع وزارة الصحة لحل الأزمة.
كما أكد عضو مجلس نقابة الأطباء أحمد صفوت أن "أغلب الحالات المصابة تم عزلها بمستشفى الأزهر التخصصي، لكن حاليا امتلأ المستشفى بالمرضى ولم يعد هناك مكان، وبعض الحالات لا تجد أماكن ولم تُعزل حتى الآن، وهم نحو 20 طبيبا، بسبب تأخر وزارة الصحة في التنسيق لعزلهم"، بحسب تصريحات صحفية.
وأضافت اللجنة أن باقي الفرق الطبية في انتظار عمل المسحات وتحليل "بي سي آر" (PCR)، حيث يوجد مماطلة وتأخير غير مبرر في عملها حتى الآن وما زال العدد في ازدياد، وفقا للصحافة المحلية.
والأسبوع الماضي حذرت نقابة الأطباء وزارة الصحة من مغبة الاعتماد على إجراء التحليل السريع فقط للاطمئنان على سلامة أعضاء الفرق الطبية في المستشفيات المخصصة لعلاج حالات الإصابة بكورونا.
وقالت نقابة الأطباء إن التحليل السريع لم تثبت فاعليته ولا جدواه، ويهدد بنتائج خطيرة بزيادة انتشار العدوى وسط الفرق الطبية والمجتمع، موضحة أن إرشادات منظمة الصحة العالمية تؤكد أن هذا التحليل لا يمكن الاعتماد عليه للتشخيص، ويستخدم فقط للأغراض البحثية، وأن التحليل الوحيد المعتمد هو تحليل "بي سي آر" (PCR).
ولفت آخرون إلى أن هناك العديد من المرضى المصابين بالأمراض الصدرية يعانون بشدة بسبب عدم استقبالهم في المستشفيات.
وكانت صحيفة لاكروا الفرنسية قد لفتت في تقرير لها إلى وجود شعور بالغضب يتقاسمه جزء كبير من العاملين في مهنة الطب الذين يشعرون أن السلطات تخلت عنهم وتركتهم وحدهم في المعركة ضد فيروس كورونا.
|
|