إنجيليون في أميركا يتحدّون الحجر الصحي: الرب يحفظنا من كورونا الشيطان

CENTRAL, LOUISIANA - APRIL 12: General view of Life Tabernacle Church before Easter church services on April 12, 2020 in Central, Louisiana. Pastor Tony Spell has been holding in-person services despite Louisiana Gov. John Bel Edwards' ban on gatherings of 50 or more people. Chris Graythen/Getty Images/AFP== FOR NEWSPAPERS, INTERNET, TELCOS & TELEVISION USE ONLY ==
القس توني سبيل أقام تجمعا بهذه الكنيسة في لويزيانا متحديا توجيهات السلطات (غيتي)
قال موقع "ميديابارت" إن بعض القساوسة الإنجيليين في الولايات المتحدة يمارسون طقوس العبادة بشكل غير قانوني، وبعضهم يقدم مشورات علاجية عبر شاشات التلفزيون، متحدّين بذلك السلطات والعلم، اعتقادا منهم بأن الرب سيحفظهم من جائحة كورونا.
 
وكمثال على ذلك، يقول مراسل الصحيفة في نيو أورليانز إن القس توني سبيل أقام تجمعا دينيا يوم 3 مايو/أيار الحالي للمرة السابعة بشكل غير قانوني منذ إقرار الحجر في الولاية، حيث يمنع تجمع أكثر من عشرة أشخاص.

ومع 100 من المصلين في كنيسة بضواحي العاصمة الإدارية للولاية، يقول هذا القس رافعا بيده العلم الأميركي "يجب علينا رعاية بلادنا، والعودة إلى قيمنا القائمة على الحرية" قبل أن يُظهر سوارا إلكترونيا برجله اليمنى، موضحا "يحاولون شنقي.. يريدون إسكاتي.. لكنني لن أتوقف عن الوعظ لأن العالم كله يعتمد علي".

مهمة إلهية

وفي هذا التجمع -وفق الصحيفة- لا أحد يرتدي أقنعة ولا قفازات، ولا يراعي المسافة الاجتماعية، وإنما يقف القس سبيل على مقعد وهو يسخر من السلطات المحلية، معلنا عدم خوفه منها بعدما أوقف مرتين، إحداهما بسبب عدم الالتزام بمنع التجمع، والثانية بسبب محاولته صدم خصمه بحافلة، ولكنه خرج في كلتا الحالتين من السجن بكفالة، قبل أن يوضع قيد الإقامة الجبرية.

ويقول أندريه غاني الأستاذ المساعد بالدراسات اللاهوتية في جامعة كونكورديا في مونتريال إن "هذا القس يرى أن السلطات قوى الشر، وأنه مكلف بمهمة إلهية، ويجب ألا يطيع سوى الرب".

إعلان
 
ورغم أن الغالبية العظمى من الإنجيليين بالولايات المتحدة قبلوا فكرة التعبد عبر الإنترنت -يقول غاني- فإن حالة هذا القس ليست فريدة، متسائلا: لماذا يقاومون؟ ليرد بأن القس "سبيل لم يكن معروفا على نطاق واسع، وإن هذه الأحداث نمّت شعبيته، إضافة إلى أن هؤلاء يعتقدون بضرورة تقديم تجارب روحية وحسية كخدمة أساسية لمساعدة الناس".

ويعتبر المال أيضا -حسب المراسل- حجة مهمة للقساوسة الذين تعتمد سبل عيشهم وصيانة كنائسهم الضخمة إلى حد كبير على التبرعات التي يقدمها أتباعهم، خاصة أن دراسة حديثة أظهرت أن 9% من الكنائس الإنجيلية بالولايات المتحدة انخفضت التبرعات التي تتلقاها بنسبة 75% بسبب كورونا.

 
وأشار المراسل إلى أن القس سبيل أطلق منتصف أبريل/نيسان الماضي مبادرة لجمع 1200 دولار التي دفعتها إدارة الرئيس دونالد ترامب لكل مواطن للتعامل مع الوباء الحالي، وشارك أكثر من 200 شخص في هذا التبرع كما قال سبيل نفسه، رافضا الكشف عن المبلغ الحقيقي الذي جمعه.

وفي التجمع الذي أقامه سبيل يوم 3 مايو/أيار الحالي، كانت خطبة الوعظ موجهة بعناية كتعويذة وحماية إلهية "في هذه الكنيسة عالجنا السرطان وأمراض القلب، وفي مواجهة هذا الفيروس، نحن أقوياء والله يحمينا".

ويعود أستاذ الدراسات اللاهوتية ليقول إن كينيث كوبلاند -أحد أشهر القساوسة في الولايات المتحدة- نظم جلسة علاجية يوم 19 مارس/آذار الماضي على شاشات التلفزيون.

 

عقاب الرب

إضافة إلى كل ذلك، يضع القساوسة الإنجيليون -حسب المراسل- مسحة سياسية على أصل هذا الوباء، حيث يرى القس بيري ستون أن الولايات الأكثر تأثرا به كانت ذات أغلبية ديمقراطية، وتجيز الزواج المثلي والإجهاض، مما جلب عليها عقاب الرب.

وفي نفس السياق، يعتقد كوبلاند "الواعظ المليونير" أن الكراهية ضد ترامب دمرت الحماية الإلهية المحيطة بالولايات المتحدة، في خطاب يظهر الارتباط القوي الذي يوحد الإنجيليين البيض بالرئيس الذي صوتوا له بنسبة تفوق 80% عام 2016.

ويرى غاني أن هذه كانت "المرة الأولى التي تكون فيها الإدارة الأميركية تحت تأثير الإنجيليين، وترامب يدرك أنهم يشكلون قاعدة انتخابية قوية، لذلك فهو يستمع إليهم ويلبي مطالبهم، وبالتالي فلا عجب من إصراره على إعادة فتح الولايات المتحدة بسرعة لرؤية الكنائس مليئة أيام عيد الفصح، وإن كان لم يحقق ذلك بسبب الانتشار القوي للفيروس".

يقول مدير الاتصالات بالمجلس الوطني الإنجيلي في فرنسا رومان شوازني إن الإنجيليين الفرنسيين ينظرون بريبة إلى ما يحدث عبر الأطلسي، موضحا "شجعنا أعضاءنا على احترام حظر التجمع وعلى إقامة خدمات العبادة عبر الإنترنت". 

إعلان
المصدر : ميديابارت

إعلان