بعد مضايقتها سفنا أميركية.. هل تدشن إيران قواعد اشتباك جديدة؟

البحرية الإيرانية تقوم بتسيير سفن في المياه الخليجية (الصحافة الإيرانية)
قطعة من البحرية الإيرانية في المياه الخليجية (الصحافة الإيرانية)
الجزيرة نت-طهران
 
رأى مسؤول إيراني رفيع أن مضايقة زوارق الحرس الثوري للسفن الأميركية تنسجم مع إستراتيجية بلاده الجديدة لطرد القوات الأميركية من المنطقة، في حين توقع مراقبون أن تشهد الفترة المقبلة احتكاكات مشابهة ترفع احتمالات الصراع.
 
وكانت إيران نفت -على لسان وزير دفاعها العميد أمير حاتمي- مضايقة زوارقها السريعة للسفن الأميركية بالمياه الخليجية، متهما واشنطن بزعزعة أمن المنطقة عبر التهديد وفرض العقوبات.
 
وجاء النفي الإيراني عقب إعلان الجيش الأميركي أن 11 من الزوارق السريعة التابعة للحرس الثوري اقتربت -الأربعاء الماضي- على نحو خطير وبسرعة عالية من ست سفن حربية أميركية كانت تقوم بدوريات شمالي الخليج.
 
سياسيا، أثارت طهران موضوع الحضور العسكري الأميركي في المياه الخليجية على بعد سبعة آلاف ميل من حدود الولايات المتحدة، واعتبرته السبب الرئيسي لإثارة التوتر في الشرق الأوسط.
 
وأعاد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف نشر تغريدته التي كتبها في 3 أغسطس/آب 2018، ليرد على أحداث الخليج بالقول إن "قوات البحرية الأميركية لا يمكنها أن تجد طريقها في مياهنا، ربما لأنهم لا يعرفون اسمها"، وعلّق الوزير الإيراني على تغريدته السابقة بأنه "تذكير سنوي". 
إعلان
 
قواعد اشتباك جديدة
ويرى مستشار رئاسة البرلمان الإيراني منصور حقيقت بور أن بلاده لم تكن البادئة في ما حدث مؤخرا في المياه الخليجية، وإنما تحركت وفق مهمتها الدفاعية، متهما القوات الأميركية بعدم أخذ الدروس من مؤامراتها ضد إيران، على حد تعبيره.
‪مروحية تابعة للبحرية الإيرانية‬  (الصحافة الإيرانية)
‪مروحية تابعة للبحرية الإيرانية‬  (الصحافة الإيرانية)
ويقول حقيقت بور في حديثه للجزيرة نت إنه لا مكان للقوات الأميركية في المنطقة بعد اغتيال قائد فيلق القدس بالحرس الثوري اللواء قاسم سليماني بضربة أميركية قرب مطار بغداد، مضيفا أن قوات بلاده ستتعامل مع نظيرتها الأميركية وفق إستراتيجية مواجهة الحضور الأميركي بالمنطقة برمتها.
 
ويشدد على أن التحرك الإيراني ينسجم تماما مع المرحلة الجديدة، التي تمتاز بقواعد اشتباك جديدة في التعاطي مع الولايات المتحدة، مشيرا إلى أنه "لا بد من إنهاء الوجود العسكري الأميركي في المنطقة الذي لم يجلب سوى عدم الاستقرار لشعوبها".
 
توتر متصاعد
ويقول حقيقت بور إن المنطقة أمام مرحلة جديدة في ما يخص الحضور الأميركي، لا سيما أن البرلمان الإيراني صادق على قانون يصنف وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) منظمة إرهابية، ردا على مقتل سليماني. محذرا من أن "العالم لا يعرف سوى القليل عن القدرات الإيرانية، وأن الجانب الأعظم منها خفي، ولن يكشف عنه إلا عند الضرورة القصوى".
 
ويضيف أن "شعوب المنطقة وقياداتها أولى بضمان أمنها، ولم تعد حاجة لبقاء القوات الأميركية في الشرق الأوسط". موضحا أن الحادث الأخير يؤكد من جديد أن القوات الأميركية في المياه الخليجية أضحت هدفا سهلا للقوات الإيرانية.
‪مروحية تقلع من على قطعة بحرية إيرانية في مياه الخليج‬ (الصحافة الإيرانية)
‪مروحية تقلع من على قطعة بحرية إيرانية في مياه الخليج‬ (الصحافة الإيرانية)
من جهته، اعتبر رئيس مؤسسة "راهبرد بجوهان جهان معاصر" للدراسات الإستراتيجية شعيب بهمن أن الاحتكاك الجديد بين القوات الإيرانية والأميركية يأتي في سياق التوتر المتصاعد منذ نحو عام بين واشنطن وطهران.
إعلان
 
ويضيف بهمن في حديثه للجزيرة نت أن "الزوارق الإيرانية لم تقترب من أي سفينة أجنبية إلا عندما تراها تقترب من مياهها الإقليمية". نافيا أي علاقة بين الإصرار الأميركي على إبقاء العقوبات على إيران في الظروف الراهنة والاحتكاك بالسفن الأميركية في هذا التوقيت.
 
احتكاكات مشابهة 
ويوضح أنه رغم تفادي إيران الانخراط في أي حرب مع الولايات المتحدة الأميركية، فإن الأخيرة تسعى لتوريط طهران في ضوء تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
 
ولدى إشارته إلى ديمومة عوامل التوتر بين واشنطن وطهران، يتوقع أن تشهد المرحلة المقبلة احتكاكات مشابهة بين القوات الأميركية والإيرانية في الشرق الأوسط.
 
وردا على سؤال بشأن كيفية إدارة الطرفين الإيراني والأميركي منسوب التوتر القائم بينهما وتفادي الوقوع في دوامة حرب لا تحمد عقباها؛ يقول بهمن إن "الطرفين الإيراني والأميركي لا يرغبان في خوض الحرب، لكن الإدارة الأميركية -لا سيما بعد قتلها قاسم سليماني- ترى الخيار العسكري المحدود لكسر هيمنة طهران يصب في صالحها".
 
ويخلص إلى أن "أي تحرك عسكري ضد المصالح الإيرانية سيقابل برد إيراني؛ مما يرفع احتمالات الحرب بين إيران والولايات المتحدة خلال المرحلة المقبلة".
 
وتعليقا على التصريحات الأميركية عن الحادثة الجديدة في الخليج، قالت مصادر إيرانية للجزيرة نت إن ما جرى مع البحرية الأميركية في منطقة شمالي الخليج هو رد على محاولة مقاتلة أميركية تجاوز المجال الجوي الإيراني قبل أيام، وإن المقاتلة الأميركية تلقت تحذيرات من المضادات الإيرانية قبل أن تغير مسارها.
المصدر : الجزيرة

إعلان