ترامب يهاتف السيسي بشأن سد النهضة.. إثيوبيا: الماء لنا ولا نخشى أحدا
قال وزير الخارجية الإثيوبي جودو اندار جايتشو إنه لا توجد قوة تمنع بلاده من استكمال بناء سد النهضة، من جانبها أعلنت واشنطن عن خيبة أمل شديدة لغياب أديس أبابا عن الاجتماع الأخير بشأن السد مؤكدة مواصلة الجهود للتوصل إلى اتفاق.
وأضاف "الأرض أرضنا والمياه مياهنا والمال الذي يبنى به سد النهضة مالنا ولا قوة يمكنها منعنا من بنائه". وتابع "سوف نبدأ في التعبئة الأولية لخزان سد النهضة بعد أربعة شهور من الآن".
وأشار الوزير إلى أن بيان وزارة الخزانة الأميركية بشأن عدم تعبئة سد النهضة مرفوض من جانب أديس أبابا.
ونقل مراسل الجزيرة نت أحمد عبد الله عن جايتشو قوله "إثيوبيا لديها الحقوق الكاملة في انتشال مواطنيها من مستنقعات الفقر باستخدام مواردها الطبيعية".
وأشار إلى أن بناء السد تجري بطريقة مدروسة بحيث لا تسبب ضررا كبيرا لدول المصب.
وأوضح الوزير أنه في أعقاب المحادثات التي عقدت في واشنطن، توصلت إثيوبيا والسودان ومصر إلى اتفاقات بشأن عدد من القضايا، إلا أن هناك قضايا تقنية وقانونية لم يتم الاتفاق عليها بعد.
وقال أيضا إن إثيوبيا تعتقد أن هذه القضايا سيتم حلها من خلال الحوار، وبعضها يحتاج أيضا لمزيد من الوقت للتشاور لأننا "نريد أن يحافظ التفاوض على مصلحة إثيوبيا".
تشكيك
وعاد وزير الخارجية الإثيوبي ليشكك في دور الولايات المتحدة والبنك الدولي في عملية التفاوض. ودعا إلى أن يتم تحديد المواقف وحلها بوضوح.
وأكد جايتشو أن التفاوض هو الوسيلة الوحيدة للتوصل إلى اتفاق، متهما مصر بأن "لها مصلحة في السيطرة على النيل".
وقال كذلك إن إثيوبيا تريد من الولايات المتحدة أن تلعب دورا بناء في دفع الدول الثلاث للتوصل إلى اتفاق بمفردها، مشيرا إلى أن أي دور يتجاوز هذا لن يفيد الجميع.
بدوره، قال وزير المياه والطاقة سيليشي بقلي إن سد النهضة أصبح في مراحله الأخيرة. وأضاف أن ملء السد سيبدأ في يوليو/تموز المقبل، ومن المتوقع أن يحتفظ بـ 4.9 مليارات متر مكعب من المياه بنهاية الشهر.
وأوضح بقلي أن السد سيبدأ توليد الطاقة في فبراير/شباط من العام المقبل.
جهد أميركي
من ناحية أخرى، قالت الرئاسة المصرية إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أبلغ الرئيس عبد الفتاح السيسي -في اتصال هاتفي اليوم الثلاثاء- بأن واشنطن ستواصل "الجهود الدؤوبة" للتوصل إلى اتفاق بين الدول الثلاث بشأن سد النهضة الإثيوبي.
وصرح بسام راضي المتحدث باسم الرئاسة بأن "الرئيس الأميركي أعرب عن تقديره لقيام مصر بالتوقيع بالأحرف الأولى على الاتفاق الذي أسفرت عنه جولات المفاوضات حول سد النهضة بواشنطن خلال الأشهر الماضية، باعتباره اتفاقا شاملا وعادلا ومتوازنا، مؤكدا أن ذلك يدل على حسن النية وتوفر الإرادة السياسية الصادقة والبناءة لدى مصر".
ومن جانبه أعرب الرئيس المصري عن "بالغ التقدير للدور الذي تقوم به الإدارة الأميركية في رعاية المفاوضات والاهتمام الكبير الذي يوليه الرئيس ترامب في هذا الصدد" مؤكدا استمرار القاهرة في إيلاء هذا الموضوع أقصى درجات الاهتمام في إطار "الدفاع عن مصالح الشعب المصري ومقدراته ومستقبله".
وفي السياق، أكد وزير الخزانة الأميركي ستيفن مِنوتشين أن واشنطن أصيبت بخيبة أمل شديدة لغياب إثيوبيا عن اجتماع بشأن سد النهضة في العاصمة واشنطن.
وأشار مِنوتشين إلى أن سد النهضة يمكن أن يكون مصدرا للطاقة، وكذلك مصدر قلق كبير بشأن السلامة وتوفير المياه.
وشدد الوزير بالقول "نتفق مع مصر والسودان بأنه يجب على إثيوبيا عدم تعبئة سد النهضة حتى يكون هناك اتفاق".
وأضاف أنه لم يحرز أي تقدم في مفاوضات سد النهضة على مدى ثماني سنوات، لكن واشنطن أحرزت تقدما كبيرا.
وكان من المنتظر أن توقع الدول الثلاث على اتفاق في واشنطن الأسبوع الماضي بشأن ملء وتشغيل سد النهضة -الذي تبلغ تكلفته أربعة مليارات دولار- لكن أديس أبابا تخلفت عن الاجتماع ووقعت القاهرة فقط عليه بالأحرف الأولى.