إل سي إي: أربعة أسئلة لفهم التصعيد في إدلب
يفيد تقرير نشره موقع "إل سي إي" الفرنسي بأن النظام السوري يصب جام غضبه على سكان إدلب لاستعادة السيطرة عليها، ويطرح أسئلة لمحاولة فهم التطورات الأخيرة في المعقل الأخير للمعارضة السورية، الذي عاد إلى دائرة الاهتمام الدولي بعد مقتل أكثر من ثلاثين جنديا تركيا فيه.
وتطرح الكاتبة فيليسيا سيديريس في تقريرها بالموقع أربعة أسئلة لإلقاء الضوء على ما يجري في إدلب من قبيل: ما الذي حدث؟ ولماذا الوضع أصبح متفجرا؟
أولا: ما الذي حدث؟
ترى الكاتبة أن تسلسل الأحداث بدأ الجمعة الماضي، عندما قتل 33 جنديا تركيا في غارات جوية نسبت إلى النظام السوري، في سياق هجماته التي بدأت منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي من أجل استعادة السيطرة على آخر معقل كبير في أيدي المعارضة.
وتشير إلى أن تركيا ردت بقصف جوي وبري استهدف مواقع النظام السوري.
ثانيا: ما الدول الناشطة بسوريا؟
تضيف الكاتبة أنه لا يوجد في هذه المنطقة سوى الثوار، غير أن تركيا أقامت نقاطا فيها منذ عام 2018، من أجل "تأمين" حدودها، وهي تدعم بعض الجماعات من الثوار.
وفي مقابل تركيا، تقدم روسيا عونا ثابتا لرئيس النظام السوري بشار الأسد منذ بداية الصراع، حتى أنه يُنظر إليها على أنها السبب الوحيد لبقاء النظام. إلا أن موسكو تلعب لعبة مزدوجة؛ حيث لا يزال رئيس الدبلوماسية الروسية سيرغي لافروف على اتصال وثيق مع أنقرة التي قدم لها تعازيه، مؤكدا أنه يريد تجنب تكرار "مثل هذه المآسي".
ويشير التقرير إلى أن موسكو وأنقرة في مواجهة هناك منذ عدة سنوات، ولكنهما تتعاونان منذ عام 2016، لما تجدانه من مصلحة مشتركة في وقف القتال رغم خلافاتهما، حتى أنهما تواصلتا عبر الهاتف، وتحدث قائداهما عن "قلقهما من تصاعد التوتر".
غير أن موسكو هي وحدها التي تستطيع مطالبة الجيش السوري بوقف إطلاق النار، كما أنها هي أيضا وحدها التي تستطيع التفاوض مع الأتراك، وبالتالي فهي التي تمتلك جميع الأوراق.
ثالثا: ما الموقف في الأيام المقبلة؟
وينقل الموقع عن خبراء أن أنقرة لن تكسب الكثير من تصعيد النزاع، وأنها لن تستطيع قلب موازين القوة التي تميل لصالح النظام السوري بفضل الدعم الروسي، خاصة أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أضعف بتقاربه مع موسكو علاقاته مع أعضاء الناتو، فلم ينجح في الحصول أنظمة الدفاع الأميركية باتريوت، ولا في طلبه إقامة منطقة حظر طيران في شمال غرب سوريا.
وترى الخبيرة جانا جبور أن تركيا معزولة وتوشك أن تفقد الكثير إذا واصلت مسارها الحالي، وذلك لأنها "لا تمتلك الوسائل العسكرية ولا الموارد البشرية لمواصلة التصعيد المستمر في إدلب"، كما أنها غير قادرة على الاعتماد على الدعم الغربي الحاسم.
ولهذا، فإن الرئيس التركي يحاول الحصول على مزيد من الدعم من الاتحاد الأوروبي عبر تشغيل الإنذار عن طريق التلويح بورقة اللاجئين التي لم تثبت أهميتها.
رابعا: ما موقف الدول الغربية؟
في سياق التصعيد الحالي، أعلن رئيس دبلوماسية الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل قلق الاتحاد من "احتمال مواجهة عسكرية دولية كبرى"، وقال إن الاتحاد "سيدرس جميع التدابير اللازمة لحماية مصالحه وأمنه"، وأضاف بوريل على حسابه في تويتر أن "هناك حاجة ملحة لإنهاء التصعيد الحالي"، ودعا جميع الأطراف إلى خفض التصعيد.
وفي حين أبدت فرنسا تضامنها مع تركيا، أدانت ألمانيا "الهجمات الوحشية" على القوات التركية، ودعت إلى "إنهاء هجوم النظام السوري" على إدلب، في حين كانت لهجة لندن أقوى، حيث اتهمت دمشق "باللاوعي" و"الوحشية"، وأعلنت تأييدها لمعاقبة النظام السوري.
وأما مجلس الأمن، فترى الكاتبة أنه في حالة شلل منذ بداية النزاع السوري عام 2011، وذلك بسبب الفيتو الروسي الذي استخدم 14 مرة.