دبلوماسيون: ضغوط أميركية وراء إعفاء مندوب تونس بمجلس الأمن

وأشارت الوكالة إلى أن تونس استدعت مندوبها الأممي على نحو مفاجئ، ولم يشارك أول أمس الخميس في اجتماع لمجلس الأمن حضره عراب خطتها للسلام جاريد كوشنر (مستشار وصهر الرئيس).
الرواية الرسمية
بالمقابل، قالت الخارجية التونسية إن قرار إعفاء السفير يعود لاعتبارات مهنية بحتة، تتعلق بضعف الأداء وغياب التنسيق والتفاعل مع الوزارة.
وأضاف بيان للوزارة أن عضوية تونس غير الدائمة بمجلس الأمن تقتضي التشاور الدائم والتنسيق المسبق مع الوزارة، بما ينسجم مع المواقف المبدئية ويحفظ مصالح البلاد.
|
وأعلنت الرئاسة التونسية أمس في بيان عن اعتزامها تقديم مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي بصفتها عضو غير دائم في مجلس الأمن في الفترة بين عامي 2020 و2021.
وأضافت الرئاسة في بيان -عقب مكالمة هاتفية بين الرئيس قيس سعيد ونظيره الفلسطيني محمود عباس- أن تونس ستقدم مشروع القرار بعد التشاور مع الدول العربية والدول الداعمة للقضية الفلسطينية.
ثلاثة دبلوماسيين
ونقلت مجلة فورين بوليسي الأميركية عن ثلاثة دبلوماسيين أن تونس أعفت مندوبها بشكل مفاجئ بعدما قاد تحركات دبلوماسية لتقديم مشروع قرار لمجلس الأمن يعتبر خطة إدارة ترامب لسلام الشرق الأوسط انتهاكا للقانون الدولي.
وكشف اثنان من الدبلوماسيين المذكورين للمجلة الأميركية أن الرئيس التونسي أقال البعتي -الذي لم يمض على توليه المنصب سوى خمسة أشهر- عقب شكوى من واشنطن، وأضافت فورين بوليسي أن قرار الرئيس التونسي محاولة منه لتفادي ضربة كبيرة في علاقة بلاده مع الولايات المتحدة في بداية فترته الرئاسية.
وذكر دبلوماسي في الأمم المتحدة للمجلة أن مندوب تونس بمجلس الأمن شارك صباح الخميس في اجتماع للمجلس، وقال للحاضرين إنه سيرجع لتونس قبل نهاية اليوم نفسه، وأشار الدبلوماسي الأممي إلى أن الجميع أصيب بالصدمة لأن البعتي كان من أكثر الدبلوماسيين الذين يحظوا بالاحترام داخل المنظمة الدولية وداخل حكومته.

مزحة وصدمة
وأضاف المتحدث نفسه أن القول إن إعفاء البعتي كان بسبب عدم مهنيته "مجرد مزحة" واعتبر أن قرار الإعفاء يضرب مصداقية تونس.
وأعرب مندوب بلجيكا الأممي مارك بكستين -الذي تترأس بلاده مجلس الأمن هذا الشهر- عن صدمته الشديدة إزاء إعفاء البعتي من مهامه.
وتأتي هذه التطورات في سياق حراك دبلوماسي كبير داخل أروقة الأمم المتحدة، استعدادا لاجتماع لمجلس الأمن سيشارك فيه الرئيس الفلسطيني، والذي يتوقع أن يدين خطة السلام الأميركية ويقدم بديلا عنها.
وأشارت فورين بوليسي إلى أنه من المرتقب أن يرافق عباس في زيارته لنيويورك الرئيس الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت الذي عبر عن اعتراضه على خطة السلام الأميركية التي أيدتها تل أبيب.
يُشار إلى أن ترامب أعلن في 28 يناير/كانون الثاني الماضي خطته للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وتضمنت إقامة دولة فلسطينية في صورة أرخبيل تربطه جسور وأنفاق تتحكم فيها إسرائيل، وعاصمتها تقام على أجزاء من القدس الشرقية، مع جعل مدينة القدس المحتلة عاصمة موحدة لإسرائيل.