"مجلس قوي.. إيران قوية".. هكذا تحث طهران الشعب على المشاركة بالانتخابات
أحمد السباعي-طهران
ومن الإعلام المرئي إلى المطبوع، صبت معظم عناوين الصحف اليومية في خانة "غدا لأجل إيران" ووصلت حد اعتبار أن "مجلسا قويا يعني إيران قوية".
فمثلا عنوان صحيفة "إيران" المحسوبة على المحافظين كان "لا تشكُ انتخب"، في دعوة مباشرة للاقتراع والتغيير حتى تتحسن أوضاع الشعب اقتصاديا واجتماعيا.
وحتى في الشارع تكثفت الحملات الميدانية قبل الصمت الانتخابي اليوم، إذ انتشر في سوق طهران الكبيرة الأربعاء رجال دين وشباب محسوبون على المحافظين لحث الناس للمشاركة في الانتخابات، وكان لافتا وضع مجسم لقائد فيلق القدس الراحل قاسم سليماني وتوزيع كتيب يضم وصيته.
وكان السجال حاميا بين هؤلاء والناس في السوق وبين من يرى أن لا أهمية وجدوى للمشاركة في الانتخابات.
ويقول أحد رجال الدين لمن كان يجادله -بحضور الجزيرة نت- إن "سليماني (القيادي في الحرس الثوري الإيراني الذي قتلته القوات الأميركية بالعراق) رمز يحبه الشعب بمختلف أطيافه، وكان يدافع عن أمن البلاد في الميادين السياسية والعسكرية، وكان يحث الناس للمشاركة في الانتخابات لأن سليماني كان يعتبرها أحد وجوه العملية الديمقراطية".
وروى قصة عن سليماني أنه "كان يوما في سوريا وطلب العودة للمشاركة في الانتخابات لأنه كان يعدها واجبا وطنيا".
وختم رجل الدين "لأجل أمن الوطن وسليماني.. يجب المشاركة في الانتخابات".
ولكن كيف تفاعل الشباب على الأرض مع هذه الدعوات؟
في ميدان آزادي (الحرية) أشهر معالم طهران، نلتقي بعبد الله ونسأله عن تأثير هذه الحملات على توجهات الشارع، يقول إنها لا تؤثر على الناس، فمن أخذ قراره سيسير به، سواء شارك أم لم يشارك، أو اختار هذا المرشح أم ذاك.
أما عارف، فيرى أن التأثير محدود ويطال شريحة الفقراء وغير المثقفين وسكان المدن الصغيرة والنائية الذين يختارون بفطرتهم دون خلفيات سياسية.
لكن داوود كان رأيه يجمع بين ما جاء بكلام عبد الله وعارف وزاد عليهما أن "الانتخابات تخاض في اليوم ذاته والحملات التي تسبق الانتخابات سواء كانت مع أو ضد يكون تأثيرها محدودا، العمل يوم الانتخاب يكون هو الحاسم".
عوامل تأثير
وعن هذه الحملات، يقول الدبلوماسي السابق هادي أفقهي إن "الإعلام التقليدي ومواقع التواصل الاجتماعي دورهما مؤثر جدا في الرأي العام، وهناك نوعان من الإعلام، سلبي وإيجابي، الأخير يحث الناس على الاقتراع والأول هو الإعلام الأجنبي الذي يحرض الناس على عدم المشاركة وينشر شائعات عن أن نتائج الانتخابات معلومة سابقا ويضخمون خطر فيروس كورونا وأن النواب لا سلطة لديهم للتغيير، وهدفهم واحد هو عدم ذهاب الناس لممارسة حقهم الديمقراطي".
وتابع أن "الشعب الإيراني يد واحدة ويقف خلف نظامه، واغتيال سليماني خلق جوا مناسبا للمشاركة في الانتخابات، وأعتقد أن المشاركة ستكون واسعة وكثيفة".
وختم بأن "نسبة الاقتراع غدا ستكشف من الذي أثر أكثر في الشعب، الإعلام الإيراني أم الأجنبي؟ الشعب يعلم من على صواب".
بدوره يرى الباحث الإستراتيجي الدكتور شعيب بهمن أن "الإعلام في كل دول العالم يؤثر في الرأي العام وكذا في إيران، فقد لعب دورا حاسما في حث الناس على المشاركة بالانتخابات الماضية وسيؤثر في انتخابات غدا الجمعة".
وأضاف "منذ الأسبوع الماضي تكثفت الحملات الإعلامية الداعية للمشاركة في الانتخابات سواء في التلفزيون أو الإذاعة أو الصحافة المكتوبة".