بالفيديو.. وقفة احتجاجية أمام برلمان فرنسا.. الملف الحقوقي يطارد السيسي بباريس
رغم اختيار فرنسا تجاهل الانتهاكات الحقوقية في مصر وتغليب لغة المصالح، فإن الوضع الحقوقي لاحق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال زيارته فرنسا عبر وسائل عدة كان منها وقفة احتجاجية نظمها نشطاء مصريون وفرنسيون مساء الاثنين أمام مقر البرلمان الفرنسي.
وشارك في تنظيم الوقفة "ائتلاف الدفاع عن الديمقراطية في مصر، وجمعية حقوق وعدالة بلا حدود، وائتلاف نساء من أجل حقوق الإنسان، ومنظمة صوت حر، والأكاديمية الدولية للحقوق والتنمية، والجمعية المسيحية لمناهضة التعذيب، والاتحاد اليهودي الفرنسي من أجل السلام"، وتزامنت مع اجتماع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع ضيفه المصري في قصر الإليزيه بباريس.
ورفع المشاركون، وبعضهم من أبناء الجالية المصرية في فرنسا، أعلام مصر ولافتات تحمل عبارات رافضة لزيارة السيسي لباريس وأخرى منددة بانتهاكات حقوق الإنسان في مصر، مرددين الهتافات الرافضة لحكم السيسي وفاضحة للانتهاكات التي يرتكبها النظام بحق المعتقلين في السجون ومنددة بمظاهر الإفقار والإذلال لكافة أبناء الشعب المصري.
وكان السيسي وصل إلى باريس مساء الأحد والتقى ماكرون في اليوم التالي، حيث قال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية إن اللقاء تناول سبل تعزيز أطر التعاون الثنائية بين البلدين على مختلف الأصعدة، بما فيها جهود تعزيز التعاون العسكري والتسليح والتدريب وتبادل الخبرات الفنية وإجراء المناورات المشتركة، بالإضافة إلى جذب السياحة الفرنسية إلى المقاصد المصرية، وزيادة التبادل التجاري بين مصر وفرنسا.
زيارة مرفوضة
وعلى هامش الوقفة، أكد المتحدث الإعلامي باسم ائتلاف الدفاع عن الديمقراطية بفرنسا زناتي أبو حسين أن الوقفة جاءت تعبيرًا عن الرفض لزيارة السيسي لفرنسا.
وشدد في تصريحات خاصة للجزيرة نت، على رفض مئات الشخصيات السياسية والحقوقية لهذه الزيارة، وتنديدها بهذا "التواطؤ الفرنسي مع الانقلابي عبد الفتاح السيسي"، على حد وصفه.
وأضاف "ستظل الجمعيات الحقوقية والمؤسسات الداعمة للحريات رافضة لهذا الانقلاب، وستعمل من أجل ملاحقته ومحاكمته لما اقترفه بحق المصريين".
فخ لماكرون
من جانبه اعتبر الناشط الحقوقي الفرنسي فرنسوا ديروش، خلال مشاركته في الوقفة الاحتجاجية، أن زيارة السيسي تعد فخًا للرئيس الفرنسي ماكرون، الذي يظن أنه طلب من رئيس دولة عربية إسلامية كبيرة القدوم حتى يخرجه من مأزقه عندما تكلم بعنصرية ضد الإسلام.
وأضاف ديروش: يظن ماكرون أن السيسي سينجيه لكنه وقع في فخ كبير لأن السيسي إنسان يكرهه المواطن المصري والفرنسي كذلك، والجميع يعلم أنه مجرم سيعاقبه التاريخ ويحاكمه إذا لم تحاكمه المحاكم الدولية.
قيم فرنسا
من جانبه، قال الناشط الحقوقي التونسي حسن العكرمي للجزيرة نت "نحن نندد بأن تكون حقوق الإنسان مجرد ذراع وشعارات لتحقيق مصالح الدول العظمى فقط، نحن ضد أن ترفع حقوق الإنسان في فرنسا بطريقة وظيفية، ونذكر ماكرون بأنها مقدسة ولا تناقش".
وشدد العكرمي على أن استقبال ماكرون للسيسي مناقض لمبادئ الجمهورية الفرنسية ومناقض للحرية والعدالة، وبذلك اختار ماكرون أن يكون في صف الدكتاتورية والقمع، ولم يكن في صف الشعب المصري وقضاياه العادلة.
جرائم السيسي لا تمحى
أما الناشط السياسي وعضو الائتلاف الفرنسي إبراهيم القاضي فأكد أن زيارة السيسي مرفوضة جملة وتفصيلا، فالجرائم التي ارتكبها السيسي لا يمكن لها أن تمحى لأنها جرائم ضد الإنسانية.
وفي حديثه للجزيرة نت، شدد القاضي على أنه من الصعب على ماكرون تبييض صفحة السيسي لأن ما قام به يعتبر جرائم ستظل تطارده.
تحركات شعبية
بدوره، أكد منسق الائتلاف العالمي للمصريين بالخارج مصطفى إبراهيم أن الوقفة الاحتجاجية أمام مقر البرلمان الفرنسي تأتي في إطار التحركات الشعبية ومؤسسات المجتمع المدني لرفض زيارة السيسي لفرنسا.
وأضاف إبراهيم، في حديثه للجزيرة نت، أن الوقفة سبقها تقديم أكثر من 20 خطابا مباشرا إلى مكتب رئيس البرلمان الفرنسي ولجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان ورؤساء الكتل البرلمانية الممثلة بالبرلمان، تناولت ما أكدته تقارير حقوقية دولية بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في مصر، وأن "النظام القضائي المصري ما هو إلا أداة يستخدمها السيسي للتنكيل بمعارضيه"، مما أدى لارتفاع أعداد المعتقلين لأكثر من 60 ألف معتقل، بحسب رصد منظمات حقوقية.
كما أوضحت الرسالة لنواب البرلمان الفرنسي أن التقارير الحقوقية رصدت وفاة أكثر من 760 معتقلا نتيجة الإهمال الطبي داخل السجون ومراكز الاحتجاز المصرية، وغيرها من الانتهاكات التي ارتكبها النظام بحق المصريين.
هذا وأعلنت نحو 20 منظمة غير حكومية تنظيم مظاهرة أخرى اليوم الثلاثاء أمام البرلمان الفرنسي للتنديد "بالشراكة الإستراتيجية" بين مصر وفرنسا تحت شعار "مكافحة الإرهاب".
وقال أنطوان مادلين المسؤول في الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان -إحدى المنظمات الداعية إلى المظاهرة- "إننا مذهولون لرؤية فرنسا تمدّ البساط الأحمر لدكتاتور، في حين أن هناك اليوم أكثر من 60 ألف معتقل رأي في مصر".