شاهد بالفيديو.. هكذا احتفلت بيت لحم بأعياد الميلاد في ظل كورونا

"بيت لحم مهد المسيح عليه السلام حزينة هذا العام".. بهذه الكلمات بدأت الناشطة النسوية أحلام الوحش وصف حال المدينة الفلسطينية جنوب الضفة الغربية المحتلة، والتي تتجه أنظار العالم إليها في احتفالات أعياد الميلاد للطوائف المسيحية التي تسير حسب التقويم الغربي.

ووصفت أحلام التي كانت ترتدي كِمامة عليها نقش للغترة الفلسطينية المشهد بالمؤلم وسط انتشار جائحة كورونا، وما تسببت من إغلاق تام في بيت لحم ومنع للتنقل مما حال بين الفلسطينيين من المحافظات الأخرى المشاركة في احتفالية العيد، والتي تبرز فيها دخول الفرق الكشفية ومرورها عبر الأزقة القديمة لشوارع بيت لحم العتيقة، وعزفها الألحان الوطنية والكشفية التي تجذب الزائر.

فرقة كشفية شاركت هذا العام من أصل 32 شاركت العام الماضي بسبب جائحة كورونا.
فرقة كشفية محدودة شاركت هذا العام من أصل 32 شاركت العام الماضي بسبب جائحة كورونا (الجزيرة)

حضور محدود

اتخذت بلدية بيت لحم، وبالشراكة مع الجهات الطبية والرسمية، مجموعة من الإجراءات منذ اللحظة الأولى للاحتفالات، ويقول داود صلاحات- عضو مجلس بلدي بيت لحم للجزيرة نت- إن الإجراءات تمثلت بإضاءة شجرة الميلاد نهاية الشهر الماضي وسط ساحة كنيسة المهد، بحضور بعض الشخصيات الرسمية ودون جماهير، والتي كان يشارك فيها آلاف من الفلسطينيين والزوار من مختلف دول العالم، وبث ذلك عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة.

وكذلك محاولة إضفاء جو من الفرح والبهجة، وفق بروتوكولات صحية معينة، وليس منعها بالكامل، كي يتسنى للناس المشاركة بالحد الأدنى وتخفيف الضغوطات النفسية عليهم التي رافقت الحَجْر والإغلاق الذي ما زال الجميع يعيشه في ظل الجائحة.

ويتابع صلاحات بأن "أعداد المحتفلين بالعيد كانت محدودة هذا العام، وقد اعتدنا أن تكون بالآلاف لحظة وصول غبطة البطريرك إلى بلاط كنيسة المهد ظهر الخميس 24 ديسمبر/كانون الأول، قادما من مدينة القدس، والذي تسبقه مسيرة الفرق الكشفية".

ولكن هذا العام تم إقرار مشاركة (11) فرقة من أصل (32) فرقة كشفية، واقتصاره على الفرق تلحمية المنشأ، وللأسف لم يشارك أحد من خارج المدينة، رغم انتظارهم هذا الموسم للاحتفال بالعيد، حسب صلاحات.

لحظة وصول غبطة البطريرك إلى بلاط كنيسة المهد استعدادا لقداس منتصف الليل داخل الكنيسة واحتفال الطوائف المسيحية التي تسير حسب التقويم الغربي بعيد الميلاد المجيد/ بيت لحم/ جنوب الضفة الغربية المحتلة.
لحظة وصول غبطة البطريرك إلى بلاط كنيسة المهد استعدادا لقداس منتصف الليل داخل الكنيسة (الجزيرة نت)

خسائر سياحية

كان من المتوقع أن يكون عام 2020 عاما مميزا بالنسبة للسياحة والقادمين للمدينة، ولكن الجائحة قلبت الأمور رأسا على عقب، فوزيرة السياحة رولا معايعة، التي ارتدت الكِمامة، تقول للجزيرة نت، "إن الاحتفال هذا العام مختلف تماما، سواء بالمشاركة المحلية من الفلسطينيين خارج بيت لحم، أو السياح والحجاج القادمين إلى فلسطين والذين وصل عددهم نهاية العام الماضي قرابة (3.5) ملايين سائح، وكانت توقعات هذا العام أن تكون الأعداد أكثر".

وصفت معايعة أجواء العيد في مدينة بيت لحم هذا العام كأنها تحتفل وحدها، إذ ليس هناك حجاج ولا سياح من خارج البلاد أو من داخلها.

عدا عن أن القطاع السياحي الفلسطيني كان طوال السنوات الماضية يتطور عاما بعد عام، سواء في أعداد السياح أو العاملين في هذا القطاع، وأيضا نسب الإقامة في الفنادق. ولكن خسائر هذا العام، والتي بدأت منذ اللحظة الأولى للإغلاق الذي تم في فلسطين بداية مارس/آذار الماضي، وصلت إلى (1.5) مليار دولار أميركي، وإذا ما استمرت هذه الجائحة حتى العام المقبل فإن هذه الخسائر ستتضاعف بشكل كبير.

صورة لشجرة الميلاد وساحة كنيسة المهد تبدو بأعداد محدودة مقارنة مع الأعوام السابقة
صورة لشجرة الميلاد وساحة كنيسة المهد تبدو بأعداد محدودة مقارنة مع الأعوام السابقة (الجزيرة نت)

أملٌ بغدٍ أفضل

هذا وكان يشارك كل عام الرئيس الفلسطيني شخصيا في قداس منتصف الليل الذي يتم في كنيسة المهد، ولكن هذا العام قررت الرئاسة الفلسطينية تسجيل كلمة للرئيس ستبث عبر وسائل الإعلام، كما تم الاتفاق بين الجهات الرسمية والصحية مع الكنائس المحتفلة بالعيد، أن تقتصر القداديس على رجال الدين فقط وبأعداد محدودة، ووفق بروتوكولات السلامة والوقاية، لمنع تفشي فيروس كورونا أكثر في فلسطين، الذي ما زال يسجل معدلات يومية مرتفعة سواء في الوفيات أو الإصابات.

وعانت بيت لحم -مهد المسيح عليه السلام- أشكالًا مختلفة من المآسي والويلات، وما زال الاحتلال الإسرائيلي يحاصرها ويقضم أراضيها، وتنهش كورونا من أجساد مواطنيها من الداخل، ورغم كل ذلك تجد في عيون الفلسطينيين المحتفلين بعيد الميلاد المجيد في بيت لحم، الأمل بغد أفضل.

المصدر : الجزيرة

إعلان