كورونا.. أوروبا وأميركا تستعدان لحملات تلقيح ضد الفيروس وأردوغان يعلن إجراءات جديدة
تستعد دول في أوروبا والولايات المتحدة لحملات تلقيح ضد فيروس كورونا، بعد النتائج المشجعة للتجارب النهائية للقاحيْن اثنين على الأقل، وفي حين يتواصل تسجيل إصابات قياسية بدول عدة، فرضت تركيا إجراءات جديدة لاحتواء تفشي الوباء.
وانتعشت الآمال في التوصل إلى علاج للمرض الذي يسببه فيروس كوفيد-19، عقب إعلان شركة "مودرنا" (Moderna) الأميركية الاثنين عن لقاح فعال بنسبة 94.5%، وذلك بعد أيام من إعلان شركتي "فايزر" (Pfizer) الأميركية و"بيونتيك" (BioNTech) الألمانية عن لقاح فعال بنسبة 90%.
ولقي الإعلان عن فعالية اللقاحيْن ترحيبا من مسؤولين في منظمة الصحة العالمية ومدير المعهد الأميركي للأمراض المعدية أنتوني فاوتشي، الذي وصف الأخبار الجديدة بالرائعة.
وقد يحصل لقاح "مودرنا" واللقاح المشترك لكل من "فايزر" و"بيونتيك" على ترخيص من الوكالة الأميركية للأغذية والعقاقير في النصف الأول من ديسمبر/كانون الأول المقبل، وفق ما قاله منصف السلاوي المسؤول العلمي عن عملية "وارب سبيد"، التي شكلها الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب لمتابعة تلقيح المواطنين الأميركيين ضد فيورس كورونا.
وقال المتحدث باسم الحكومة الفرنسية الثلاثاء إن بلاده في الخطوط الأولى لبدء توزيع لقاح ضد الفيروس اعتبارا من يناير/كانون الثاني المقبل، بعد الحصول على التصاريح اللازمة، مشيرا إلى أنه تم تخصيص 1.5 مليار يورو لعمليات التلقيح خلال العام المقبل.
وفي بلجيكا، أعلنت الحكومة نيتها تلقيح 70% من السكان على الأقل، أي 8 ملايين شخص، وضمان مجانيته لكل مواطن.
وحذر رئيس شركة "مودرنا" الفرنسي ستيفان بانتسيل (48 عاما) الدول الأوروبية من أن تمديد مفاوضات شراء كميات من اللقاح الذي طورته شركته سيبطئ عمليات التسليم، وكان تحدث سابقا عن مناقشات متقدمة مع المفوضية الأوروبية لشراء 80 مليون جرعة من اللقاح.
وفي أغسطس/آب الماضي، وعدت شركة "مودرنا" بتزويد الولايات المتحدة بـ100 مليون جرعة، ووقعت الشركة اتفاقا مع دول -بينها قطر وكندا واليابان وبريطانيا- لتزويدها بملايين الجرعات من لقاحها المرتقب.
أما شركة فايزر فأطلقت برنامجا لتوزيع لقاحها المرتقب في أربع ولايات أميركية بينها تينيسي وتكساس، في وقت يعد المسؤولون في إدارة الرئيس دونالد ترامب ببدء حملات التلقيح فور توفر اللقاحات.
وفي موسكو، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء إن الهند والصين قد تبدآن إنتاج اللقاح الروسي "سبوتنيك-في" (Sputnik V)، داعيا دول مجموعة "بريكس" للدول النائية لإنتاج اللقاحين اللذين قالت موسكو إنها طورتهما.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن 42 لقاحا مرشحا تخضع لتجارب سريرية حالية.
تحليل سلبي
في الأثناء، أُعلن الثلاثاء أن نتائج التحاليل التي خضع لها رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أظهرت عدم إصابته بفيروس كورونا.
ومع ذلك سيمضي جونسون 14 يوما في العزل الذاتي الذي دخله عقب مخالطته مصابا بالفيروس.
وكان جونسون أصيب في مارس/آذار الماضي بكورونا، وعانى حينها من أعراض شديدة.
تفشي الوباء
وسجلت روسيا الثلاثاء حصيلة قياسية من الوفيات اليومية جراء الفيروس، بواقع 442 وفاة جديدة، في حين يزداد الوضع الصحي سوءا في المناطق التي استنفدت فيها طاقات المستشفيات والمشارح.
وفي إيطاليا، أحصت السلطات الثلاثاء أكثر من 32 ألف إصابة و731 وفاة، وحصيلة الوفيات الجديدة هي الأعلى منذ مايو/أيار الماضي.
وفي فرنسا التي تجاوزت الثلاثاء عتبة مليوني إصابة، و46 ألف وفاة، قال وزير الصحة أوليفييه فيران إن تفشي الوباء بدأ يتراجع بعد أسبوعين من فرض إغلاق شامل، لكن الحكومة حذرت من أنه من السابق لأوانه الإعلان عن دحر الفيروس.
وفي حين قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن الوضع الوبائي في بلادها لا يزال خطيرا للغاية، بدأت النمسا الثلاثاء إغلاقا جديدا مع فشل القيود الحالية في وقف تفشي الوباء.
وفي الولايات المتحدة -التي تجاوزت الإصابات فيها 11.5 مليونا- استمر تفشي الوباء بوتيرة مرتفعة، حيث سجلت خلال 24 ساعة الماضية 151 ألف إصابة، ونحو 800 وفاة، ويأتي ذلك في وقت تتخذ فيه ولايات عدة إجراءات مختلفة لاحتواء الوباء.
وكان الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن حذر الاثنين من أن رفض إدارة ترامب تسهيل انتقال السلطة سيضر جهود مواجهة الوباء، ويؤدي إلى مزيد من الوفيات.
وفي مناطق أخرى من العالم، أعلنت الهند أن الإصابات بكورونا انخفضت لأدنى مستوى منذ منتصف يوليو/تموز الماضي، إذ سجلت 29 ألف إصابة فقط خلال 24 ساعة الماضية، ليرتفع الإجمالي إلى 8.87 ملايين إصابة.
إجراءات تركية
وفي تركيا، أعلن الرئيس رجب طيب أردوغان الثلاثاء إجراءات للحد من تزايد الإصابات والوفيات جراء الفيروس.
جاء ذلك في خطاب وجهه إلى الشعب التركي، عقب ترؤسه اجتماعا للحكومة في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة.
وأوضح أردوغان أنه تقرر فرض حظر تجول جزئي نهاية الأسبوع في عموم تركيا، من الساعة 8 مساء إلى 10 من صباح اليوم التالي بالتوقيت المحلي.
وأضاف أن كافة المنافسات الرياضية ستتواصل من دون جماهير، في حين سيتم تعليق أنشطة الملاعب الشعبية، مشيرا إلى أن ساعات عمل مراكز التسوق والمحلات التجارية والمطاعم وصالونات الحلاقة ستكون بين 10 صباحا و8 مساء.
ولفت إلى أن حظر التجول الجزئي المفروض على المسنين فوق 65 عاما سيشمل الشباب دون سن 20، باستثناء العاملين منهم. كما أكد أن دور السينما ستظل مغلقة حتى نهاية العام، في حين ستقدم المطاعم والمقاهي خدمة الطلبات الخارجية فقط.
ويأتي ذلك فيما تشهد تركيا تزايدا في أعداد الإصابات والوفيات جراء كورونا، حيث أحصت السلطات الثلاثاء نحو 4 آلاف إصابة جديدة، و103 وفيات إضافية.
وفي إيران، تواصل اليوم النسق التصاعدي للإصابات، حيث سجلت نحو 500 وفاة جديدة، في حين حذر وزير الصحة الإيراني سعيد نمكي من تفاقم عدد الوفيات في بلاده في حال لم يتم الالتزام بالتدابير المتخذة للوقاية من الفيروس.
الدول العربية
على مستوى العالم العربي، سجل الأردن الثلاثاء حصيلة قياسية جديدة من الإصابات بكورونا، بواقع نحو 6500 إصابة، بالإضافة إلى 66 وفاة إضافية.
كما شهد المغرب حصيلة مرتفعة بأكثر من 5400 إصابة و82 حالة وفاة.
وفي المغرب أيضا، نقلت وكالة الأناضول للأنباء عن مصادر مطلعة تأكيدها إصابة وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان والعلاقات مع البرلمان مصطفى الرميد بفيروس كورونا رفقة زوجته، ليصبح بذلك ثالث وزير تتأكد إصابته بالمرض.
وسجل العراق نحو 3 آلاف إصابة جديدة، و40 وفاة إضافية.
وفي منطقة الخليج، أحصت السعودية أكثر من 300 إصابة و16 وفاة، في حين سُجلت 6 وفيات في الكويت، وأكثر من 500 إصابة جديدة.
وأعلنت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة تسجيل 1158 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد و11 وفاة خلال 24 ساعة الماضية.
وفي الإمارات، استقرت الإصابات فوق الألف، بالإضافة إلى 4 وفيات، في حين سجلت قطر 194 إصابة بالفيروس.
بدورها، أحصت تونس الثلاثاء أكثر من 1300 إصابة جديدة، و28 حالة وفاة إضافية.
وفي ليبيا، توفي 16 شخصا جراء المرض، في حين كشفت الفحوص إصابة أكثر من 600 آخرين.