قطر والشيخ صباح.. مواقف خالدة في الوجدان

لقاء أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وأمير الكويت
لقاء أمير دولة قطر الشيخ تميم (يمين) وأمير الكويت الراحل الشيخ صباح (الجزيرة)

لا ينظر الشعب القطري إلى أمير الكويت الراحل صباح الأحمد الجابر الصباح كونه مجرد حاكم لإحدى الدول الشقيقة؛ لكن المكانة التي وصلها الأمير الراحل لدى الشعب القطري لم يصلها من قبل أي حاكم لدولة مجاورة.

مواقف عدة كانت شاهدة على عمق العلاقات بين أمير الكويت الراحل وقطر شعبا وأميرا، فلم تمر مناسبة إلا حملت دليلا ظاهرا على تلك العلاقة المتينة والمتجذرة بين الجانبين، ولعل آخرها حالة الصدمة والحزن الحالية لدى عموم الشعب القطري، التي تبرهن على الأيادي البيضاء الدائمة للأمير صباح.

محبة الشعب القطري لأمير الكويت ممتدة منذ عقود؛ إلا أن أزمة الحصار الأخيرة فجرت تلك العواطف بين الجانبين، فسعى أمير الكويت منذ اليوم الأول من الحصار إلى بذل كل الجهد الممكن للتخفيف من حدة الأزمة، ولا سيما إيقاف الخيار العسكري الذي كان مطروحا في بداية الأزمة، والذي كشف عنه الشيخ صباح الراحل خلال مؤتمر صحفي مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

تفقد العلم

ولفت أمير الكويت الراحل الأنظار من خلال قيامه بتفقد علم قطر قبل التقاط الصورة التذكارية لرؤساء وفود القمة الخليجية، التي أقيمت بالعاصمة السعودية الرياض، وغاب عنها أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

فعند اصطفاف قادة الدول لأخذ الصورة التذكارية، أمسك الشيخ صباح بعلم قطر لتفقد ما إن كان ظاهرا في الصورة أم لا، وبعدها جاء سلطان المريخي رئيس وفد قطر، نيابة عن الشيخ تميم؛ ليقبل رأس الشيخ صباح بعد تفقده علم قطر، وعقب انتشار تلك اللقطات عمت حالة من الإشادة على وسائل التواصل الاجتماعي من قبل الشعب القطري، الذي قدر قيام الشيخ صباح بهذه اللفتة في ظل حصار بلدهم وغياب أميرهم عن هذه القمة.

وفي موقف أخوي مماثل يبرز مدى حب وتقدير أمير الكويت الراحل لقطر وشعبها، خص ممثل قطر في مؤتمر الكويت الدولي "النزاهة من أجل التنمية" السيد حمد بن ناصر المسند، رئيس هيئة الرقابة الإدارية والشفافية، بسلام ومصافحة خاصين دون بقية المسؤولين والوفود، التي اصطفت للسلام عليه في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر.

وأظهرت الكاميرات أمير الكويت، خلال افتتاح فعاليات المؤتمر، حيث مر أمام وفود الدول والجهات المشاركة رافعا يده لتحيتهم؛ لكن ما لفت الأنظار حينها، توقف الشيخ صباح أمام المسند، ومصافحته بشكل خاص، ثم استكمال طريقه إلى موقعه في المؤتمر دون مصافحة أحد سواه.

ولم ينس الشعب القطري تفاصيل الأيام الصعبة التي عاشتها البلاد إبان 5 يونيو/حزيران 2017 بعد فرض الحصار عليها من قبل كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، وهم يشاهدون أمير الكويت، وهو يتنقل من دولة إلى أخرى في ظل ظروفه الصحية الصعبة حينها، بهدف حلحلة الأزمة ومحاولة إيجاد حل سياسي خليجي لها، ورغم الصعوبات التي واجهته في سبيل حل هذه الأزمة؛ إلا أنه ظل حتى وفاته يعمل من أجل ترميم البيت الخليجي من أي خلاف.

محطات المحبة لم تكن من جانب واحد، فقطر أيضا كانت تبادل المحبة بالمحبة والوفاء بالإخلاص، فما من مسؤول قطري يتحدث عن الأزمة الخليجية إلا يثمن الجهود والمواقف، التي يتخذها أمير الكويت رحمه الله لحل الأزمة الخليجية ومواقفه الداعمة للدولة في كافة المجالات، الأمر الذي أوصل الشراكة بين البلدين خلال السنوات 3 الصعبة الماضية إلى أوجها.

ومنذ الحصار المفروض على قطر لم يحضر أمير قطر أي قمة خليجية باستثناء القمة الخليجية التي عقدت في الكويت، وكان حريصا على الحضور شخصيا، تقديرا منه لجهود أمير الكويت، في وقت تراجع فيه قادة دول الحصار عن الحضور، رغم وعودهم المسبقة.

اسم سيعيش

علاقة أمير الكويت بقطر وشعبها امتدت إلى البنية التحتية، التي تقيمها قطر استعدادا لكاس العالم 2022، حيث أطلقت قطر اسم صباح الأحمد على أهم محاور البنية التحتية في البلاد، والذي يعد بمثابة "رئة الدوحة"، ويعتبر حلقة وصل رئيسية تربط نحو 15 طريقا رئيسيا، ويسهل الوصول إلى معظم ملاعب بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022.

فتزامنا مع احتفال الكويت بعيدها الوطني 58 يوم 24 فبراير/شباط 2019، دشنت قطر طريقا حمل اسم "محور صباح الأحمد"، أمير الكويت، وذلك تقديرا لجهوده المتواصلة للمحافظة على أمن واستقرار المنطقة.

المصدر : الجزيرة