الكارثة لا تزال في بدايتها.. حرائق أستراليا تتفاقم والقادم قد يكون أسوأ
تأججت حرائق الغابات في جنوب أستراليا اليوم الخميس وسط موجة حر تنذر بتفاقم الأزمة، فيما حذر المسؤولون من أن بعض المناطق قد تكون "لا تزال في بداية" الكارثة المدمرة.
ونبهت السلطات إلى احتمال ارتفاع العدد مع تجدد الحرائق في ولايتي فيكتوريا ونيو ساوث ويلز، واحتمال استمرارها في الأشهر القليلة المقبلة.
وصدرت أوامر بإخلاء المناطق في جنوب البلاد وشرقها، بينما أعلنت وزارة المالية الأسترالية تخصيص مليار دولار لتعزيز البنية التحتية في المناطق المتضررة.
من جانبها، مددت ولاية فيكتوريا -التي دمرت حرائق الغابات أجزاء واسعة منها- حالة الكوارث قبل نشاط متوقع خلال اليومين المقبلين لحرائق كبيرة، مطالبة السكان في مناطق الحرائق بالمغادرة.
ظروف خطيرة
وقال رئيس حكومة ولاية فيكتوريا دانيال آندروز إن السلطات تتوقع ظروفا شديدة الخطورة، ومن المحتمل أن يكون هناك نشاط كبير للحرائق التي بلغ عددها 23 حريقا في أنحاء الولاية.
وقال مفوض إدارة الإطفاء في الولاية أندرو كريسب "نواجه وضعا خطيرا جدا في الساعات الـ12 والـ24 والـ36 القادمة".
ودمرت حرائق الغابات أكثر من ألفي منزل وأتت على نحو ثمانية ملايين هكتار (80 ألف كلم مربع) من الأراضي، وهي مساحة توازي مساحة جزيرة إيرلندا.
ويقول العلماء إن الحرائق التي يؤججها الجفاف يغذّيها التغير المناخي الذي بدوره يفاقم الحرائق.
ودعا رئيس حكومة فيكتوريا المواطنين إلى الاستعداد لمواجهة المزيد من الدمار في الأزمة المستمرة منذ أشهر، وقال "لسنا سوى في بداية ما سيكون صيفا صعبا جدا".
ورغم انخفاض درجات الحرارة وتساقط المطر في بعض المناطق المتضررة بالحرائق هذا الأسبوع، لا يزال 150 حريقا يشتعل في ولايتي نيو ساوث ويلز وفكتوريا، الأكثر اكتظاظا في القارة الشاسعة.
وتواجه بعض المساحات في ولاية فكتوريا الجمعة خطر اندلاع حرائق "شديدة"، فيما يتوقع أن تشهد بعض المناطق ظروفا مناخية "قاسية".
وفي بعض المناطق التي أتت عليها النيران، يعيد الأهالي بإعادة بناء منازلهم ويرجعون لحياتهم الطبيعية في عملية يتوقع أن تستغرق سنوات.
خسائر وأضرار
وأعلنت ولاية نيو ساوث ويلز الخميس تخصيص 1.2 مليار دولار أسترالي (680 مليون دولار أميركي) لأعمال البنية التحتية في المناطق المدمرة، ويضاف هذا إلى مبلغ ملياري دولار أسترالي (1.4 مليار دولار أميركي) لصندوق إغاثة مخصص للمجتمعات المتضررة.
وإضافة إلى الخسائر البشرية، تسببت الحرائق بأضرار بيئية واسعة، وقدّر العلماء في جامعة سيدني أن يكون مليار حيوان قد نفق في الحرائق، ويشمل هذا الحيوانات الثديية والطيور والزواحف، لا الضفادع والحشرات أو اللافقاريات.
وغطى الدخان السام الناجم عن تلك الحرائق سماء مدنا رئيسية في أستراليا، مثيرا مخاوف صحية.
وعبر الدخان مسافة أكثر من 12 ألف كلم إلى البرازيل والأرجنتين، وفق وكالات الأرصاد في البلدين.
وسجلت أستراليا عام 2019 الأكثر حرارة وجفافا على الإطلاق، وبلغ معدل الحرارة القصوى في منتصف ديسمبر/كانون الأول 41.9 درجة مئوية.