واشنطن تهدد بشن ضربات استباقية ضد فصائل عراقية موالية لإيران
توقع وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر مزيدا من الهجمات على قوات بلاده في العراق، وهدد بشن ضربات استباقية ضد فصائل عراقية موالية لإيران.
وقال إسبر في تصريحات للصحفيين في واشنطن اليوم الخميس إن لدى الولايات المتحدة مؤشرات على تخطيط إيران أو قوات مدعومة منها لشن هجمات أخرى على القوات الأميركية في العراق.
وأنذر الوزير الأميركي كتائب حزب الله العراقي، وهو فصيل رئيسي في الحشد الشعبي، وقال إنها ستندم إذا نفذت عملا استفزازيا آخر.
وقال إن واشنطن مستعدة لشن ضربات استباقية ضد أي فصيل عراقي يخطط لشن هجمات على القوات أو المصالح الأميركية.
وكانت واشنطن حمّلت كتائب حزب الله مسؤولية هجوم استهدف أخيرا قاعدة عسكرية في كركوك (شمال بغداد) قتل فيه متعاقد أميركي وأصيب آخرون.
وقصفت طائرات أميركية مساء الأحد الماضي خمسة مواقع لحزب الله العراقي في العراق وسوريا، مما أسفر عن مقتل نحو 30 من مسلحيه، وأثارت الضربات العسكرية الأميركية غضب فصائل الحشد الشعبي، وتطور الأمر إلى حد مهاجمة السفارة الأميركية في بغداد.
وفي التصريحات ذاتها التي أدلى بها في واشنطن، قال وزير الدفاع الأميركي إنه لم يلمس تحركا كافيا من العراق لمواجهة الجماعات المدعومة من إيران، مضيفا أن عليه محاسبة الضالعين في هجمات على قوات أميركية.
وذكر إسبر أنه لم يتلق أي طلب من العراق لتقليص عدد القوات الأميركية في البلاد.
وبعد هجوم متظاهرين على مقر السفارة الأميركية في بغداد الثلاثاء، أرسلت الولايات المتحدة تعزيزات لتشديد إجراءات الأمن حول المقر الواقع بالمنطقة الخضراء.
وأُرسلت التعزيزات بعد أن أعطى الرئيس دونالد ترامب توجيهاته بتعزيز الموظفين العسكريين في السفارة، في حين أعلن وزير الدفاع مارك إسبر عن نشر نحو 750 جنديا بشكل فوري في الشرق الأوسط.
وفي حين تحدث مصدر أمني عراقي عن إنزال قوات من المشاة البحرية الأميركية (المارينز) من الجو فجر اليوم داخل مقر السفارة، قال رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية مارك ميلي إن من المستبعد جدا اقتحامها، مشيرا إلى وجود قوات مقاتلة كافية بها.
وقد نشر البنتاغون صورا لعملية نشر قوات أميركية في منطقة عمليات القيادة الوسطى على خلفية تزايد مستوى التهديد للموظفين والمنشآت الأميركية، وفق تعبير خدمةِ بث الأخبار المتعلقة بالجيش الأميركي.
اعتصام الحشد
في الأثناء، يواصل أفراد من الحشد الشعبي ومناصرون له اعتصامهم في الضفة الأخرى من نهر دجلة المواجهة للسفارة الأميركية في بغداد، وذلك للمطالبة بتشريع قانون يتم بموجبه إخراج القوات الأميركية من العراق.
وكان مئات من المحتجين من أفراد الحشد قد انسحبوا من أمام السفارة الأميركية داخل المنطقة الخضراء المحصنة وسط بغداد تنفيذا لتوجيهات رئيس حكومة تصريف الأعمال عادل عبد المهدي، ونقلوا اعتصامهم إلى شارع أبي نواس المقابل للسفارة.
وقال مراسل الجزيرة إن الطائرات المروحية الأميركية تواصل تحليقها في سماء المنطقة الخضراء ومحيطها لتأمين المنطقة بعد الأحداث التي شهدتها السفارة.
وكانت قيادة العمليات المشتركة في العراق قد أعلنت أمس إعادة تأمين محيط السفارة الأميركية بالكامل بعد انسحاب المحتجين.
وفي حين أعلنت السفارة أمس تعليق كافة العمليات القنصلية حتى إشعار آخر، حذرت الخارجية الأميركية مواطنيها من السفر إلى العراق بسبب ما وصفته بالإرهاب والخطف والنزاع المسلح.
وقالت الوزارة في بيان إن عددا ممن سمتها الجماعات الإرهابية والمتمردة تنشط في العراق وتهاجم بانتظام قوات الأمن العراقية والمدنيين، واعتبرت أن ما وصفتها بالمليشيات الطائفية المعادية للولايات المتحدة قد تهدد المواطنين الأميركيين والشركات الغربية في جميع أنحاء العراق.