الاتفاق النووي.. دول أوروبية تتهم إيران بالإخلال وتقرر تفعيل آلية حل النزاع وطهران ترد

قررت فرنسا وبريطانيا وألمانيا تفعيل آلية حل الخلافات المتعلقة بالاتفاق النووي مع إيران بسبب عدم احترام طهران التزاماتها بموجب الاتفاق النووي المبرم، بحسب بيان مشترك للدول الثلاث. وقد ثمن المبعوث الأميركي لإيران براين هوك القرار، وقال إنه يمثل توافقا أميركيا بريطانيا في هذا الملف، بينما وصفت الخارجية الإيرانية القرار بالخطوة الانفعالية وبالخطأ الإستراتيجي، وقالت إنه ليس له أساس قانوني.
ويمكن أن يتيح تفعيل هذه الآلية متعددة المراحل في النهاية للدول الأطراف في الاتفاق التوقف عن الالتزام به، مما سيعني إعادة فرض العقوبات على طهران وإخطار مجلس الأمن الدولي بذلك.
وكان جرى التوصل إلى الاتفاق، الذي يسمي رسميا بـ"خطة العمل المشتركة الشاملة"، في عام 2015 بين إيران والقوى الكبرى. إلا أن الانسحاب الأميركي أحادي الجانب منه عام 2018 جعل الاتفاق في خطر كبير.
وأعلنت إيران الأسبوع الماضي أنها لن تفي بأي التزامات بموجب الاتفاق، وذلك بعد اغتيال الولايات المتحدة قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني.

ردود فعل
وفي السياق طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الثلاثاء إيران بالتنفيذ الكامل لالتزاماتها المنصوص عليها في الاتفاق النووي الموقع بين طهران ومجموعة "5+1" المكونة من الدول الكبرى.
وعرض المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في مؤتمر صحفي بنيويورك موقف غوتيريش من إعلان قادة بريطانيا وفرنسا وألمانيا، في وقت سابق، تفعيلهم آلية فض النزاع المدرجة ضمن الاتفاق النووي مع إيران.
وقال دوجاريك للصحفيين "نحن على دراية بما أعلن اليوم، والسيد غوتيريش لم يغير موقفه من الاتفاق، ويطالب طهران بالتنفيذ الكامل لالتزاماتها بموجب هذا الاتفاق".
من جانبه قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إن بريطانيا لا تريد صراعا عسكريا بين الغرب وإيران. وشدد على ضرورة منع طهران من حيازة سلاح نووي. واستبعد جونسون أي توتر جديد في المنطقة بسبب إيران، داعيا إلى التهدئة. وأضاف أنه يجب التفكير في بديل للاتفاق النووي في حال التخلي عنه.
وفي الإطار ذاته قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الثلاثاء إن إسرائيل لن تسمح لإيران بحيازة أسلحة نووية، ودعا الدول الغربية إلى فرض آلية "العقوبات التلقائية" على طهران.
وقال نتنياهو في بيان مصور "نعرف على وجه الدقة ما يحدث في البرنامج النووي الإيراني. إيران تعتقد أن بإمكانها حيازة أسلحة نووية. أؤكد أن إسرائيل لن تسمح لإيران بامتلاك أسلحة نووية". وأضاف "أدعو أيضا كل الدول الغريبة إلى فرض آلية العقوبات التلقائية بالأمم المتحدة الآن" بعد أن أعلنت فرنسا وبريطانيا وألمانيا تفعيل آلية فض النزاع في اتفاقها النووي مع إيران.
لكن موسكو دانت قرار الدول الأوروبية، وحذرت من أنه قد يقود إلى "تصعيد جديد". وقالت وزارة الخارجية الروسية "لا نستبعد أن تؤدي تصرفات الأوروبيين اللاعقلانية إلى تصعيد جديد بشأن الاتفاق النووي الإيراني".
وذكرت الخارجية الروسية أن "أسباب صعوبة تطبيق الاتفاق معروفة على نطاق واسع وليست مرتبطة بإيران"، بل بانسحاب الولايات المتحدة الأحادي من الاتفاق النووي في 2018 مما أدى إلى فرض عقوبات جديدة على طهران، بحسب موسكو.
وأشارت الوزارة إلى أن برنامج إيران النووي "لا يزال تحت السيطرة المستمرة للوكالة الدولية للطاقة الذرية"، وأن مستوى الإشراف "غير مسبوق" من حيث نطاقه. وأضافت أنه "رغم كل التحديات، فإن الاتفاق النووي الإيراني لم يفقد معناه".

رد إيراني
في المقابل اعتبرت الخارجية الإيرانية قرار الثلاثي الأوروبي تفعيل "آلية فض النزاعات" خطوة انفعالية وناجمة عن الضعف، محذرة الأوروبيين من سوء استخدام هذه الآلية خلال اللجنة المشتركة للاتفاق النووي بأنهم سيواجهون تداعيات ذلك.
قالت الخارجية الإيرانية الثلاثاء إنه يتعين على بريطانيا وألمانيا وفرنسا تحمل عواقب تفعيل آلية فض النزاع النووي مع طهران.
واتهم المتحدث باسم الخارجية عباس موسوي في بيان الدول الأوروبية الثلاث بعدم الوفاء بالتزاماتها في الاتفاق النووي، مضيفا أن إيران سترد بجدية وحزم على أي إجراء غير بناء من قبل الدول الثلاث.
وأضاف موسوي أن طهران بدأت تفعيل الآلية، وأبلغت منسق اللجنة المشتركة بذلك، مشيرا إلى أنه على ضوء ذلك لا يمثل الإجراء الأوروبي شيئا جديدا، وأنه بعد تفعيل طهران الآلية، لم تقم الأطراف الأوروبية باتخاذ خطوة ملموسة وجادة لتنفيذ تعهداتها، لافتا إلى أن ذلك دفع بلاده إلى تقليص تعهداتها على مراحل، وفقا للبندين 26 و36.