نيويورك تايمز: الديمقراطية تهزم بوريس جونسون

نشرت صحيفة نيويورك تايمز مقالا للكاتب الصحفي البريطاني جيمس باتلر قال فيه إن مشروع القانون -الذي أجازه مجلس العموم البريطاني ويمنع الخروج من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق ويجبر رئيس الوزراء على التفاوض مجددا مع الأوروبيين- يمثل انتصارا للديمقراطية بالمملكة المتحدة ويعكس انهيار الثقة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية.
ويرى الكاتب أن مشروع القانون -الذي صوت لصالحه برلمانيون من حزب رئيس الوزراء- يمثل هزيمة لجونسون في معركته مع البرلمان الذي كان قد تعهد سابقا بالعمل على إعادة سلطته إلى سابق عهدها.
وأشار إلى أن مشروع القانون قلب المعادلة، حيث بات جونسون معزولا وهو الذي حاول تغييب البرلمان من خلال قرار بتعليق عمله مدة طويلة (خمسة أسابيع). وقال إن ذلك القرار قوبل بالرفض من قبل النواب البرلمانيين ومن قبل الشارع حيث خرجت مظاهرات تندد به وتعتبره انقلابا على الديمقراطية، ووصف رئيس مجلس العموم تلك المظاهرات "بالغضب الدستوري".
الأرض المحروقة
وقارن الكاتب بين ردة فعل رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي التي قال إنها اعترفت بالهزيمة وقدمت استقالتها إثر مشروع قانون شبيه وردة فعل خلفها جونسون على القانون الحالي الذي ردّ بطرح مذكرة تدعو لانتخابات عامة مبكرة منتصف الشهر المقبل.
وقال إن جونسون الغاضب بسبب مشروع القانون سينتهج سياسة الأرض المحروقة في معركته مع البرلمان، ويستخدم كل الوسائل المتاحة لإحباط مشروع القانون الجديد، بما في ذلك السعي لتعطيل إقراره في مجلس اللوردات غير المنتخب.
وأشار إلى أن الأزمة الحالية الناجمة عن سعي رئيس الوزراء فرض الخروج من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق ألقت بظلالها على التجربة الديمقراطية بالمملكة المتحدة، وخلقت توترات عميقة بين جونسون والبرلمان من جهة وبين الشعب وسياسات الحكومة التي من المفترض أنها تمثلهم.
وصوّت مجلس العموم الأربعاء لصالح مشروع قانون يقضي بعدم الخروج من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق، ويجبر جونسون على التفاوض مجددا مع الأوروبيين بحثا عن اتفاق نهاية الشهر الجاري، أو تأجيل البريكست إلى نهاية يناير/كانون الثاني القادم.