بعدما خاطبوا قيادات الإخوان.. معتقلون مصريون ينشدون وساطة شيخ الأزهر

3/9/2019
بعد نحو أسبوعين من رسالتهم الأولى التي وجّهوها بشكل أساسي لقيادات جماعة الإخوان المسلمين، وجّه عدد من شباب المعتقلين في مصر رسالة ناشدوا فيها شيخ الأزهر التوسط بين النظام والشباب في السجون لوضع خارطة لإنهاء هذه الأزمة ووقف أضرارها على الوطن وأبنائه.
وحسب رسالة وصلت إلى الجزيرة نت نسخة منها (نورد صورتها أدناه)، فإن هذه الخارطة المنشودة تتضمن طريقا للشباب للخروج من مأزقهم وتفتح لهم بابا للخروج من "بوتقة معارضة النظام"، وكذلك الخروج من سياق الإخوان وركبهم، مع وضع ضمانات على الشباب بذلك.
وكانت رسالة سابقة خرجت من داخل سجن طرة الواقع جنوب القاهرة، وتحدثت عن تصاعد معاناة المعتقلين السياسيين في مصر، واستهدفت بالخصوص قيادات جماعة الإخوان المسلمين، حيث طالبتهم بالتحرك لحل الأزمة مع السلطة في مصر و"ألا يترددوا في أخذ خطوة للوراء تحفظ لهم ما تبقى من بقايا جماعة، وتحفظ عليهم القليل مما تبقى من شبابهم".
جدل كبير
وأثارت الرسالة السابقة جدلا كبيرا ما بين مرحب ومعارض ومتشكك، لكن أكثر الجدل جاء بعدما خرج إبراهيم منير نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين المقيم في لندن ليقول إن الجماعة لم تجبر أحدا على الانضمام إليها، كما أنها لم تدخل أحدا السجن.
وأثارت الرسالة السابقة جدلا كبيرا ما بين مرحب ومعارض ومتشكك، لكن أكثر الجدل جاء بعدما خرج إبراهيم منير نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين المقيم في لندن ليقول إن الجماعة لم تجبر أحدا على الانضمام إليها، كما أنها لم تدخل أحدا السجن.
إعلان
ويبدو أن ذلك هو ما دفع المعتقلين لاستفتاح رسالتهم الثانية بتعقيب جاء فيه "صُدِمنَا من كمية التخوين والتكذيب من القيادات، ولكن صدمة من هم من بيننا من شباب الإخوان من حديث القيادات عن ترك الجماعة والانشقاق كانت أكبر.. إذا كان عنصر الشباب لا يهمكم ولا يعنيكم إلى هذه الدرجة التي تدعوكم للحديث عن الانشقاق وترك الجماعة لمن يريد الخروج من السجن لمجرد مخالفته لكم الرأي، وكأنكم تتعايشون مع فكرة السجون، وتُصِرّون على فكرة امتلاك الجماعة، تُدخِلُون فيها من شئتم وتُخرِجُون من كرهتم، فلمن ستورثون دعوتكم وفكرتكم أنتم معشر الشيوخ والكبار؟ وحينما يفنى عمركم من سيرث تلك الدعوة؟".
وتطرق المعتقلون في رسالتهم إلى الوضع داخل السجون المصرية حيث قالوا إنها "باتت مصنعًا للسلوك غير المعتدل، ومقبرة للسلوك المعتدل، ومصدرًا ومنبعا للأفكار الأكثر ضررًا من تلك التي سُجِنَ الشباب لأجلها"، كما تحدثوا عن انعدام الأمل وضياع الأحلام، مؤكدين أن "جسامة العقاب قد تجاوزت جسامة الجرم المرتكب".
وكان لافتا أن الرسالة تطرقت إلى ترحّم المعتقلين على "شهداء الوطن أجمع، من المتظاهرين والثوار ومن أفراد القوات المسلحة والشرطة"، كما تضمنت إقرارا من أصحابها بأن "أمورا كثيرة التبست عليهم من بعد ثورة 25 يناير (كانون الثاني 2011) وحتى الآن"، وأنهم أخطؤوا التقدير حيث اعتقدوا أنهم يستطيعون "الوقوف أمام دولة ومؤسساتها".
ردود أفعال
وعن ردود الأفعال داخل السجن على مبادرتهم، قال أصحاب الرسالة إن كثيرا من الشباب يؤيدونها ولو في صمت، لأن مجرد التوقيع يلصق بصاحبه تهمة الخيانة داخل وسط المعتقلين ويعرضه للتهم والتعنت من "قلة متحكمة داخل السجن"، في حين أن الأمن يحاول فقط أن يجعل من أصحاب المبادرات مرشدين له داخل السجن، وهو ما يجعل الكثيرين يفضلون الصمت.
وعن ردود الأفعال داخل السجن على مبادرتهم، قال أصحاب الرسالة إن كثيرا من الشباب يؤيدونها ولو في صمت، لأن مجرد التوقيع يلصق بصاحبه تهمة الخيانة داخل وسط المعتقلين ويعرضه للتهم والتعنت من "قلة متحكمة داخل السجن"، في حين أن الأمن يحاول فقط أن يجعل من أصحاب المبادرات مرشدين له داخل السجن، وهو ما يجعل الكثيرين يفضلون الصمت.
إعلان
من جهة أخرى، أوضح شباب المعتقلين أن رسائلهم تمثل "أغلبية عظمى" من جموع المعتقلين، علما بأن الرسالة الأولى كانت قد تحدثت عن مشاركة 350 معتقلا في إعدادها والإقرار بها صياغة ومضمونا، وتحدثت مصادر للجزيرة عن أن أصحاب الرسالة هم من شباب المعتقلين المنتمين للتيار الإسلامي، الذي يشمل الإخوان المسلمين والسلفيين والجماعة الإسلامية فضلا عن شباب مستقل، لكن السلطات وجهت له التهمة التي شاعت في السنوات الأخيرة وهي "الانتماء إلى جماعة إرهابية".
وخاطب المعتقلون منتقدي مبادرتهم متسائلين "ولكن.. ماذا تريدون؟ أترغبون في استمرار المشهد المتأزم في مصر بين الدولة وشبابها؟ أم أنكم راضون عن مشهد تُعاقب فيه الدولة شبابها بالسجن على عمل لا يمنع تكراره السجن أبدًا؟ ماذا يجني الوطن من سجن الشباب سوى زيادة كرههم لوطنهم واتساع الفجوة بين الشباب والوطن؟ اتقوا الله في وطنكم وقدموا المصلحة العامة على مصالحكم الشخصية وآرائكم..!!".
نص الرسالة





المصدر : الجزيرة