أوريان 21: متلازمة بن سلمان تعصف بدمشق
هل بدأت متلازمة بن سلمان تخيّم على دمشق؟ سؤال، قال الصحفي الفرنسي هنري مامارباشي إنه على شفاه الكل في سوريا اليوم وهم يتساءلون عن مصير الرجل الثري رامي مخلوف وعدد آخر من أثرياء سوريا.
وأشار مامارباشي -في مقال له بموقع "أوريان 21" الفرنسي- إلى أن مخلوف هو ابن خال الرئيس بشار الأسد، ويعتبر أحد المقربين منه، وأحد الداعمين الأوفياء لنظامه الذين بذلوا الغالي والنفيس من أجله، لكن يبدو أن الأسد بدأ يضع ثروة مخلوف وأثرياء سوريين آخرين نصب عينيه، تماما كما فعل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عام 2018 مع أثرياء السعودية.
الصحفي لفت إلى أن المقارنة قد يبدو مبالغا فيها للغاية، إذ إن السعودية الغنية بالنفط والمؤيدة للغرب ليس لها أي شيء مشترك مع سوريا "الاشتراكية" لبشار الأسد، القريبة من طهران وموسكو والتي خربتها حاليا حرب أهلية قاسية استمرت ثماني سنوات.
لكن العامل المشترك بين البلدين -حسب الكاتب- هو الاستبداد والرغبة المتأصلة للتعتيم والسرية التي هي نهج الدكتاتوريات والتي تجعل من فهم ما يحدث في واقع الأمر لغزا محيرا.
وهذا هو بالذات الحال في سوريا حيث يبدو أن أحداثا مزعجة ما فتئت تحدث دون أي تفسير من السلطات حتى الآن، وهي تطال مركز القوى المالية، مما يعد أمرا لم يسبق له مثيل منذ بداية النزاع المسلح في سوريا عام 2011، وحتى قبل ذلك، وفقا للكاتب.
ويقول مامارباشي إن العديد من المواقع المعارضة والمؤيدة للنظام السوري كشفت أن رامي مخلوف -وهو صاحب أكبر شركة للاتصالات في سوريا- سيريتل، موضوع الآن تحت الإقامة الجبرية هو وبعض إخوانه، كما أن 29 رجل أعمال آخرين يوجدون قيد الاعتقال.
سبب الاعتقال
وينقل الكاتب عن مصدر خاص أن الأسد عين مسؤولا من الأمن الرئاسي مديرا لسوريتل، كما طالت إجراءات أخرى مصالح لمخلوف من بينها المنظمة غير الحكومية "البستان" التي تمول مليشيات تابعة للنظام، ناهيك عن مؤسسات أخرى.
ويضيف مامارباشي أن ثمة من يُرجع هذه الاعتقالات إلى طلب وجهته روسيا للأسد بدفع ملياري دولار، وهو ما طلب من ابن عمه توفيره له الأمر الذي رفضه، فكان سببا في الأزمة الحالية.
لكن الكاتب يحذر من تبسيط الأمور لهذا الحد، قائلا إن مخلوف محسوب على إيران بينما يحاول الأسد تقليم أظافر المليشيات التابعة لدول خارجية، وذلك بدمجها داخل الجيش وإحكام قبضته على الوضع.
وربط الكاتب في نهاية مقاله، بين هذه الأحداث وبين تعطش نظام الأسد للاستقرار، قائلا إن هذا النظام حقق دون شك نجاحًا على أرض الواقع، إلا أن استقراره لا يزال بعيد المنال.