بعد إقراره بالمسؤولية عن مقتل خاشقجي.. أميركيون يوجهون أسئلة لابن سلمان
محمد المنشاوي–واشنطن
فقد قال مارتن إنديك المسؤول والسفير السابق والخبير بمجلس العلاقات الخارجية؛ إن ولي العهد السعودي كان عليه قول ثلاث كلمات بسيطة ومباشرة هي: "أنا أتحمل المسؤولية".
وجاء تصريح إنديك أثناء ندوة بالمجلس بحضور وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير بعد أيام من اعتراف محمد بن سلمان بمسؤوليته السياسية عن مقتل خاشقجي، حيث دافع الجبير بشدة عما قامت به حكومته منذ عملية القتل وحتى الآن قائلا "لقد قمنا بمراجعة شاملة للإجراءات والسياسات الخاصة بأجهزة الأمن السعودية، ووضعنا آليات لمنع وقوع مثل هذه الجريمة في المستقبل".
لماذا لا تعتذر؟
من جهتها، غردت تامارا ويتس المسؤولة السابقة بوزارة الخارجية والباحثة بمعهد بروكينغز قائلة "لو قبل محمد بن سلمان المسؤولية عن هذه الجريمة كعمل قام به أشخاص ينتمون للحكومة السعودية، فلماذا يرفض تقرير الأمم المتحدة الذي توصل للنتيجة نفسها؟"
وأضافت تامارا موجهة حديثها لولي العهد السعودي "بما أنك تحملت المسؤولية، لماذا لا تعتذر علنا لأسرة خاشقجي عن قتل جمال؟ وتعتذر للحكومة التركية لانتهاك الحصانة الدبلوماسية داخل أراضيها؟ وتعتذر للولايات المتحدة على قتل أحد المقيمين الشرعيين فيها؟"
وتابعت الباحثة "بما أنك تتحمل المسؤولية، كيف ترى الأفعال التي يقوم بها المسؤولون الحكوميون وتتعلق بمراقبة وتهديد واستهداف المواطنين السعوديين الذي ينتقدون الحكومة؟
عدم التكرار
وأخيرا -والسؤال لتامارا- "ماذا ستفعل لتُظهر للعالم أنك تعلمت الدرس؟ وماذا تغير في السياسات والأشخاص والممارسات بما يضمن عدم تكرار هذه الجريمة؟
وكان تقرير للأمم المتحدة خلص إلى أن استمرار السلطات السعودية في حملات القمع والقبض على نشطاء وكتاب وأكاديميين وزعماء دينيين يعد فشلا لالتزام السعودية بعدم تكرار جرائمها.
وفي المقابل، اعتبرت سارا لي واتسن مديرة برنامج الشرق الأوسط بمؤسسة هيومن رايتس وتش، في تغريدة لها، "أن الإفراج عن المعتقلين يعد دليلا على وجود تغيير في السياسات السعودية".
أما كريس ميرفي السيناتور بمجلس الشيوخ عن ولاية كونيكتيت فكتب قائلا "بعض حلفائنا من الدول التي نتعامل معها يوميا يكذبون علينا عيانا، "ألا يثير ذلك شكوكا حول مصداقية السعودية ورغبتها في أن تصبح شريكا مخلصا للولايات المتحدة؟"
وبشأن السؤال الذي طُرح عدة مرات عن مكان جثة خاشقجي، وتغيرت الردود السعودية بشأنه عدة مرات؛ يعتقد السفير السابق والخبير بمعهد الشرق الأوسط بواشنطن ديفيد ماك أن السلطات السعودية "ربما تعلم مكان الجثة، ربما أيضا تكون قامت بتكليف أحد الأشخاص أو الجهات بالتخلص منها وعدم ترك أي آثار لها. وربما أعطتها لأحد المتعهدين الأتراك وطلبت منه التخلص منها دون أن تعرف ماذا جرى للجثة".
تغيير البيئة
بدوره، يسأل ناشط سعودي يقيم في واشنطن -وطلب عدم ذكر اسمه- عما قام به ولي العهد السعودي من أجل تغيير المناخ العام الذي سمح بوقوع جريمة قتل خاشقجي.
وقال الناشط للجزيرة نت "لقد أدت سياسات ومواقف محمد بن سلمان تجاه المعارضين والنشطاء والمخالفين في الرأي إلى أن يقوم 15 رجلا ينتمون للنظام السعودي بعملية قتل جمال خاشقجي، كما جاء في الرواية السعودية الرسمية؛ فماذا فعل لتغيير وإصلاح المجال العام؟"
وطرح الناشط كذلك أسئلة تتعلق بطبيعة الإجراءات المستقبلية التي من شأنها ألا تسمح بتكرار ما جرى، وهل سيتم إخلاء السجون من معتقلي ومعتقلات الرأي؟
كما تتساءل بعض وسائل الإعلام الأميركية بلا توقف عن مكان وجود سعود القحطاني، المستشار المقرب من ولي العهد، الذي يُعتقد على نطاق واسع أنه من أشرف وأدار عملية قتل جمال خاشقجي، وسبق أن كشفت صحيفة وول ستريت جورنال عن أن "سي آي أي" رصدت عشر رسائل وجهها ولي العهد السعودي له في الساعات التي سبقت وتلت العملية.