انفراج محتمل.. هكذا ينظر إيرانيون للوساطة مع أميركا

الجزيرة نت-طهران
على وقع هجوم الرئيس الأميركي على إيران والوساطات الأوروبية بين واشنطن وطهران، توقع دبلوماسي إيراني سابق حصول انفراج خلال اليومين المقبلين، في حين رأى سياسي آخر أن التطورات تسير نحو نشوب حرب إذا انتخب ترامب رئيسا لولاية ثانية.
وكشف الدبلوماسي الإيراني السابق أمير موسوي عن نقل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى نظيره الإيراني حسن روحاني طلب الجانب الأميركي عقد لقاء أميركي إيراني على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وفي حديثه للجزيرة نت، وصف موقف الرئيس الأميركي بشأن عدم تخويله ماكرون للتوسط مع روحاني بأنه "غير صادق"، كما نقل عن مصادره أن ماكرون نقل لروحاني موافقة ترامب على رفع العقوبات والعودة إلى الاتفاق النووي شريطة ذهاب الرئيس الإيراني إلى واشنطن للقاء نظيره الأميركي في البيت الأبيض، وذلك في لقاء متمم يعقب اللقاء الأول في نيويورك، وهو ما رفضه روحاني.
شروط إيرانية
وأضاف أن "روحاني اشترط رفعا كاملا وشاملا لجميع العقوبات الأميركية على إيران وعودة ترامب إلى الاتفاق النووي، قبل أي لقاء أميركي إيراني"، مضيفا أن رد الرئيس روحاني كان صريحا وشفافا بمطالبة ترامب "برفع العقوبات أمام شاشات التلفزة العالمية كما وقعها أمام وسائل الإعلام عند فرضها على إيران".

وقال موسوي إن إيران لا ترفض عقد لقاء مباشر بين الرئيس روحاني ونظيره الأميركي شريطة رفع العقوبات والعودة للاتفاق النووي "بضمانات من الكونغرس الأميركي وأطراف دولية وازنة".
وأشار إلی أن هناك مساعي حثيثة لا تزال تبذل على هامش اجتماعات الأمم المتحدة من قبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي ووزير الدولة العماني للشؤون الخارجية يوسف بن علوي، لإيجاد حل للأزمة القائمة بين واشنطن وطهران.
وكشف مدير مرکز الدراسات الإستراتيجية والعلاقات الدولية في طهران عن مباحثات تجري حاليا بين أطراف دولية مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ومساعده عباس عراقجي في نيويورك لإيجاد مخرج للأزمة القائمة بين واشنطن وطهران، وتوقع حصول انفراج في الملف خلال اليومين المقبلين.

حرب في الأفق
وعلى النقيض من موسوي، يرى الأمين العام لحزب "سبز" الإيراني حسين كنعاني مقدم أن حظوظ عقد لقاء بين الرئيس روحاني ونظيره الأميركي شبه معدومة، عازيا سبب المحاولات الأوروبية لتقريب وجهات النظر بين إيران وواشنطن هو تفادي التوتر بالمياه الخليجية الذي من شأنه عرقلة تدفق البترول إلى القارة العجوز.
وقال في حديث للجزيرة نت إن مواقف ترامب في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة قضت على جميع الآمال بحصول تقارب أميركي إيراني في الوقت الراهن، مشيرا إلى أن "التطورات بين واشنطن وطهران تسير نحو نشوب حرب".
وكان الرئيس الأميركي اتهم إيران "بالتعطش للدم"، وقال إن العقوبات على طهران لن ترفع وسيتم تشديدها ما دامت تواصل سلوكها الذي ينطوي على تهديدات، داعيا الدول الأخرى للانضمام إلى بلاده للضغط على إيران.
وأوضح السياسي الإيراني أن واشنطن تسعى لإصدار قرار في مجلس الأمن الدولي على غرار القرار 598 الذي دعا إلى وقف فوري لإطلاق النار بين إيران والعراق عام 1987 حيث لم يبق خيارا أمام إيران سوى القبول به.
وتوقع كنعاني مقدم أن تستمر إدارة الرئيس ترامب بسياسة أقصى الضغوط على إيران حتى الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2020، بموازاة سعيها افتعال الأزمات بالمنطقة والحفاظ على التوتر قائما فيها، تمهيدا لشن حرب على إيران في حال فوز ترامب بولاية رئاسية ثانية.
واعتبر الاتهامات الأميركية بوقوف طهران وراء استهداف منشأتي أرامكو السعودية تندرج في إطار المساعي الأميركية للحصول على ترخيص أممي ودولي للتآمر على إيران.
تعطيل الاتفاق
وحذر في الوقت نفسه من أن إي حرب ستشن على إيران لن تقتصر على جبهة واحدة، وإنما ستأخذ بعدا إقليميا تحدد جبهة المقاومة سعته وزخمه، ولن يكون بإمكان المعتدي إنهاؤه، مستدركا أن الحرب مستبعدة حاليا نظرا إلى خفض إنتاج النفط في السعودية، مما يجعل عملية "حلب البقرة" صعبة بالنسبة لترامب، على حد قوله.
ورأى أن إيران مستمرة في خطوات خفض تعهداتها في الاتفاق النووي بسبب الخروج الأميركي منه وعدم قدرة الجانب الأوروبي على الوفاء بتعهداته فيه، موضحا أنه ليس ببعيد ألا ترغب إيران في البقاء في الاتفاق النووي بعد انتهاء المهلة الثالثة، وهذا خيار مرجح.

من جهته، اعتبر رئيس المركز العربي للدراسات الإيرانية محمد صالح صدقيان في تغريدة على تويتر، أن الـ48 ساعة المقبلة مهمة بالنسبة لإيران وأميركا، مؤكدا أن الهجوم على أرامكو غيّر المعادلة في المنطقة.
وخلافا لما يعتقده كنعاني مقدم، فإن صدقيان يرى أن كلمة الرئيس ترامب "تميّزت بالمصالحة"، مستدلا بعدم اتهامه إيران بالهجوم على أرامكو السعودية وعدم التطرق إلى الأمن الخليجي والتحالف البحري فيه، مؤكدا أن ترامب "لم يتحدث عن الحرب وإنما تحدث عن الصداقة".
وفي تغريدة أخرى، رأى أن الحرب بين طهران وواشنطن مستبعدة، وأكد أنه ليس من المنتظر لقاء الرئيسين الأميركي والإيراني استنادا إلى موقف المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، "اللهم إلا إذا استجدت ظروف معينة".