الانتخابات التونسية تغري الجزائر بانتظار "قيسها"
عبد الحكيم حذاقة-الجزائر
صدى
ولم يتخلّف أساتذة جامعيون يطمحون لدخول قصر المرادية عن التفاعل مع هذه الفكرة، الأستاذ الجامعي في الاقتصاد فارس مسدور يقول، "إذا كان الجو غير ضبابي يمكن أن يترشح، أمّا ما دام لم يتبيّن الخيط الأبيض من الخيط الأسود فلا".
أما أستاذ المالية بجامعة الجزائر بريش عبد القادر ومنسق المبادرة الوطنية من أجل التغيير السلمي فاستهوته الفكرة وكتب معجبا بها وسائلا عن فرص تكرارها في بلاده يقول، "مرور قيس سعيّد أستاذ القانون الدستوري إلى الدور الثاني في الانتخابات الرئاسية التونسية، جعلني أفكر في خوض تجربة الترشح، فهل يمكن أن تكون تجربة مماثلة في الجزائر؟".
ولم يتردد أستاذ القانون محمد الصالح روان في تدشين المنافسة فكتب، "لأني أومن أن التغيير لا يكون إلا بالرجال والأفكار، وأن الجزائر تسع جميع الجزائريين، أعلن رغبتي في الترشح لرئاسيات 2019".
فرص الاستنساخ
وعن مدى إمكانية تكرار السيناريو التونسي في البيئة الجزائرية، يعتقد أستاذ علم الاجتماع السياسي ناصر جابي أنه "من الصعب الاستشراف في وضع الجزائر، لأنها يمكن أن تدخل حالة اضطراب بمناسبة هذه الانتخابات، التي تبدو للوهلة الأولى ألا توافق حولها، ولا على شروط إجرائها على الأقل في الوقت الحالي".
ولم يستبعد جابي تقليد التجربة التونسية، وقال "لا ننسى حالة تشرذم الطبقة السياسية -نظرا لضعف الظاهرة الحزبية، وحالة الرأي العام المعادية للأحزاب بما فيها المعارضة- التي يمكن أن تؤثر في الانتخابات وتؤدي إلى بروز شخصيات حاضرة على مستوى الساحة السياسية".
وربط جابي في حديثه للجزيرة نت، التوقعات بالسيناريوهات التي يمكن أن تسير نحوها الحالة السياسية والأمنية، "في ظل التشنج الحاصل حول الذهاب إلى الانتخابات من عدمه".
ويشاطر جابي الرأي زميله نور الدين بكيس، مؤكدا صعوبة استنساخ الحالة في المشهد الجزائري، "لأن تونس أسّست لعملية التداول الفعلي على السلطة، بينما الانتخابات في الجزائر ليست بالضرورة ذات مصداقية".
وقال بكيس للجزيرة نت، "الحالة الجزائرية لم تبلغ معادلة اختيار الأشخاص، بل نحن في مرحلة قرار النظام، مما يُحجّم الكثيرين عن فكرة الولوج إلى رئاسة الجمهورية، خاصة أن المنصب يكتسي أهمية بالغة مقارنة بتونس ذات النظام البرلماني".
وأضاف "الموقف مرتبط بحجم الرهان على الانتخابات، وهو صعب التحقق، لتبقى فقط فرص الإشباع الفردي، مثل التموقع والشهرة وحتى الطموح الجنوني".
ومع ذلك، يعتقد بكيس أن جاذبية الفكرة في حد ذاتها تشجع على المشاركة والانخراط السياسي، وقد تكون مفيدة، بوصفتها محطة نحو المستقبل، في إنتاج نخب سياسية جديدة، وليس للظفر بالرئاسة.