الانتخابات التونسية تغري الجزائر بانتظار "قيسها"

Demonstrators shout slogans and carry banners during a protest demanding the removal of the ruling elite in Algiers, Algeria September 10, 2019. REUTERS/Abdelaziz Boumzar
جانب من الشعارات التي يرفعها الجزائريون في حراكهم (رويترز)

عبد الحكيم حذاقة-الجزائر

لم يمر الصعود المفاجئ للمرشح المستقل قيس سعيّد إلى الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية في تونس مرور الكرام على الجزائريين، خاصة أنه تزامن مع الاستعدادات للانتخابات الرئاسية في الجزائر التي حدد لها موعد 12 ديسمبر/كانون الأول المقبل.
 
وتخطى صدى الانتخابات التونسية داخل الجارة الغربية حدود الإعجاب، إلى دعوة ناشطين عبر مواقع التواصل الاجتماعي للعمل من أجل استنساخها، وصناعة نموذج جزائري لقيس سعيّد.
 
وكتب فيصل عثمان، منسق "حركة عزم"، على صفحته بموقع فيسبوك "قيس سعيّد أستاذ جامعي ومثقف مستقل، خاض الحملة الانتخابية بتقشف، لا أموال ولا مهرجانات، فتصدر الفائزين في رئاسيات تونس، لم لا نكرر التجربة في بلادنا؟".
 
ورد الاعلامي حسان زهار بالقول، "وبدأ البحث عن قيس سعيّد الجزائري، رشّحوا لنا أسماء بالكفاءة ذاتها، عندها يمكن أن نلتف حولها".
 
فيما غرّد الناشط عفيف بوغليم، "قيس سعيّد سيكون ملهما للكثير من الجامعيين عندنا للترشح، أما عبد الفتاح مورو فسيكون ملهما للإسلاميين بعدم خوض غمار الرئاسيات".
 
وظهر طارق شيروف وهو ناشط بالمهجر، يقول "في المرحلة القادمة سيحسم الشعب خياراته في شخصية وطنية خارج منظومة العفن الحزبي، وخارج الشخصيات القديمة العاجزة، حيث سيكون رئيس الجمهورية من النخبة غير المتحزبة عقابا للجميع".
‪بكيس: يصعب استنساخ التجربة التونسية في الجزائر‬ (الجزيرة)
‪بكيس: يصعب استنساخ التجربة التونسية في الجزائر‬ (الجزيرة)

صدى
ولم يتخلّف أساتذة جامعيون يطمحون لدخول قصر المرادية عن التفاعل مع هذه الفكرة، الأستاذ الجامعي في الاقتصاد فارس مسدور يقول، "إذا كان الجو غير ضبابي يمكن أن يترشح، أمّا ما دام لم يتبيّن الخيط الأبيض من الخيط الأسود فلا".

أما أستاذ المالية بجامعة الجزائر بريش عبد القادر ومنسق المبادرة الوطنية من أجل التغيير السلمي فاستهوته الفكرة وكتب معجبا بها وسائلا عن فرص تكرارها في بلاده يقول، "مرور قيس سعيّد أستاذ القانون الدستوري إلى الدور الثاني في الانتخابات الرئاسية التونسية، جعلني أفكر في خوض تجربة الترشح، فهل يمكن أن تكون تجربة مماثلة في الجزائر؟".

ولم يتردد أستاذ القانون محمد الصالح روان في تدشين المنافسة فكتب، "لأني أومن أن التغيير لا يكون إلا بالرجال والأفكار، وأن الجزائر تسع جميع الجزائريين، أعلن رغبتي في الترشح لرئاسيات 2019".

‪جابي: تشرذم الأحزاب قد يؤدي إلى بروز شخصيات مستقلة‬  (الجزيرة
‪جابي: تشرذم الأحزاب قد يؤدي إلى بروز شخصيات مستقلة‬ (الجزيرة

فرص الاستنساخ
وعن مدى إمكانية تكرار السيناريو التونسي في البيئة الجزائرية، يعتقد أستاذ علم الاجتماع السياسي ناصر جابي أنه "من الصعب الاستشراف في وضع الجزائر، لأنها يمكن أن تدخل حالة اضطراب بمناسبة هذه الانتخابات، التي تبدو للوهلة الأولى ألا توافق حولها، ولا على شروط إجرائها على الأقل في الوقت الحالي".

ولم يستبعد جابي تقليد التجربة التونسية، وقال "لا ننسى حالة تشرذم الطبقة السياسية -نظرا لضعف الظاهرة الحزبية، وحالة الرأي العام المعادية للأحزاب بما فيها المعارضة- التي يمكن أن تؤثر في الانتخابات وتؤدي إلى بروز شخصيات حاضرة على مستوى الساحة السياسية".

وربط جابي في حديثه للجزيرة نت، التوقعات بالسيناريوهات التي يمكن أن تسير نحوها الحالة السياسية والأمنية، "في ظل التشنج الحاصل حول الذهاب إلى الانتخابات من عدمه".

ويشاطر جابي الرأي زميله نور الدين بكيس، مؤكدا صعوبة استنساخ الحالة في المشهد الجزائري، "لأن تونس أسّست لعملية التداول الفعلي على السلطة، بينما الانتخابات في الجزائر ليست بالضرورة ذات مصداقية".

وقال بكيس للجزيرة نت، "الحالة الجزائرية لم تبلغ معادلة اختيار الأشخاص، بل نحن في مرحلة قرار النظام، مما يُحجّم الكثيرين عن فكرة الولوج إلى رئاسة الجمهورية، خاصة أن المنصب يكتسي أهمية بالغة مقارنة بتونس ذات النظام البرلماني".

وأضاف "الموقف مرتبط بحجم الرهان على الانتخابات، وهو صعب التحقق، لتبقى فقط فرص الإشباع الفردي، مثل التموقع والشهرة وحتى الطموح الجنوني".

ومع ذلك، يعتقد بكيس أن جاذبية الفكرة في حد ذاتها تشجع على المشاركة والانخراط السياسي، وقد تكون مفيدة، بوصفتها محطة نحو المستقبل، في إنتاج نخب سياسية جديدة، وليس للظفر بالرئاسة.

المصدر : الجزيرة

إعلان