خيارات باكستان لإدارة الأزمة في كشمير

الإعلان الهندي المفاجئ شكل صدمة في باكستان وصفت بالأعنف منذ 72 عاما، وسادت حالة من التأهب القصوى على الجبهة الدبلوماسية والسياسية والعسكرية والبرلمانية في البلاد.
حراك دبلوماسي
وعقدت الحكومة الباكستانية جلسة مشتركة للبرلمان حضرها كامل نواب الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ، حيث أكد وزير الخارجية أن باكستان ستعيد النظر في كل الاتفاقيات والمعاهدات مع الهند، بما فيها اتفاقية شملا واتفاقية لاهور بشأن كشمير.
ويقلل شاه من احتمالية اندلاع صراع عسكري، لأن المعركة الآن قضائية ودبلوماسية، رغم أن مجلس الأمن القومي الذي يضم القيادات العسكرية والسياسية في البلاد عقد اجتماعا طارئا، كما عقدت القيادة العسكرية اجتماعا آخر لكافة قادة الفيالق تمخض عن قرار طرد السفير الهندي، وإيقاف التجارة المشتركة وإغلاق الحدود بين البلدين.
معركة قضائية
لذلك يرى الحقوقي الدولي شعيب خان أن المعركة الآن معركة قضائية بالدرجة الأولى، حيث يمكن دعم مجموعة من الحقوقيين في الهند وكشمير من المعارضين لقرار الحكومة للطعن به لدى المحكمة الدستورية العليا في الهند، لأنه مخالف للدستور. وقد تتمكن الحكومة من تمرير القرار في البرلمان الهندي بأغلبية ضئيلة، فالمعارضة الهندية والشعب الكشميري يعارضونه بشدة.
كما يشير الحقوقي الباكستاني إلى اعتزام باكستان تدويل القضية ونقلها إلى محكمة العدل الدولية للبت فيها، "وهو ما تحاول الهند أن تتفاداه دائما، لأنها تعرف أن القضية لن تكون في صالحها لو أعطي الشعب الكشميري حق تقرير المصير".
ويرى شعيب خان أن "هذا الحل سيكون مجديا أكثر من اللجوء للهيئات السياسية الدولية التي لن تكون قراراتها ملزمة للهند". ويؤكد أن وساطة ترامب التي كانت خيارا متاحا منذ أيام قد "تحولت إلى ضرورة ملحة بناء على المعطيات على الأرض".

غليان شعبي
في المقابل، ردت باكستان بالإفراج عن حافظ سعيد، الذي يعتبر قياديا له شعبية كبيرة لدى أهل كشمير، وكان قد اعتقل قرب لاهور منذ أسبوعين على خلفية اتهامات بتمويل الإرهاب.
ويرى رئيس برلمان الشباب في باكستان السيد حنان عباسي أن "الشباب الكشميري ينتفض بالحماس والثورة ويحاول أن يقتدي بثورات الربيع العربي". ويضيف "أن ما نراه من الصمود والتحدي لدى الشباب الكشميري رغم قطع كل وسائل الاتصالات يثبت أن القضية لو مرت في المحافل الدولية فلن تمر على شعب كشمير، الذي ضحى على مدى 72 عاما ليحصل على حق تقرير المصير ونسفت أحلامه بجرة قلم".
ويقول عباسي في حديثه للجزيرة نت إن "رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي أصر على تحقيق وعوده الانتخابية التي ترضي النزعة المتطرفة لدى الأغلبية الهندوسية وتدعم توجهات حزبه (بهارتيا جاناتا)، رغم أن هذه الخطوة فارغة من أي منفعة اقتصادية أو سياسية للهند، وتضع المنطقة المزدحمة بالقوى النووية على شفا حرب مدمرة تطحن رحاها الاقتصادات والشعوب الفقيرة في كلا البلدين".
يتفق معظم المحللين في باكستان على أن المعركة ستزداد ضراوة على الصعيد الدبلوماسي والقضائي والحراك الشعبي، ويستبعدون أن تنحى منحى عسكريا، إلا إذا قامت الهند باستفزاز عسكري غير محسوب، فقد هدد الناطق باسم الجيش الباكستاني أن بلاده مستعدة للذهاب إلى أقصى مدى للدفاع عن حقوق الشعب الكشميري وقضاياه.