ردا على ترامب.. البنتاغون: تنظيم الدولة يعاود الظهور بسوريا ويعزز قوته بالعراق

محمد المنشاوي-واشنطن
قبل نهاية العام المنصرم أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب استعداده لسحب القوات الأميركية من سوريا بعد انتهاء الحملة "الناجحة" ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
وانتقد الكثير من الخبراء العسكريين الإعلان، واعتبروا أنه من المبكر الحديث عن هزيمة التنظيم، وأدت الخطوة لاحتجاج واستقالة وزير الدفاع جيمس ماتيس بعدها بأيام.
وبعد تسعة أشهر من إعلان الرئيس الأميركي وتكراره مقولة القضاء على تنظيم الدولة في مناسبات عدة، صدر تقرير أشرف عليه المفتش العام لوزارة الدفاع (البنتاغون) وبالتعاون مع وزارة الخارجية والوكالة الأميركية للتعاون الدولي يعرض نتائج مخالفة تماما لما يدعيه ترامب.
عاد من جديد
خلص التقرير إلى أن تنظيم الدولة "يُعاود الظهور" في سوريا مع سحب الولايات المتحدة قواتها من البلاد، مؤكدا أن التنظيم كذلك "عزز قدراته" في العراق.
في حين أشار بوضوح إلى وجود تهديدات مستمرة من أتباع التنظيم ممن يعتقد الخبراء الأميركيون أن أعدادهم تصل إلى 15 ألف شخص، في حين لم يشر التقرير إلى أعداد القوات الأميركية الموجودة في سوريا الآن، التي كان قوامها قبل عام أكثر من ألفي شخص.
وذكر التقرير أن تنظيم الدولة يستغل التوتر داخل العراق بين الشيعة والسنة من ناحية وبين الحكومة المركزية في بغداد وبين حكومة إقليم كردستان، وأكد أن الأطراف المتنازعة لا تتعاون معا لمواجهة أنشطة التنظيم.
تعقيبا على التقرير
غرد مبعوث البيت الأبيض السابق لمكافحة تنظيم الدولة بريت ماجورك بالقول "التقرير خلص إلى أن أمر ترامب بسحب القوات جاء في أسوأ وقت ممكن إذ قلل الموارد الضرورية لاستكمال المهمة". وكان ماجورك قد استقال من إدارة ترامب في ديسمبر/كانون الأول الماضي عقب قرار الانسحاب.
وتحدث خبير بالسياسة الخارجية الأميركية بأحد مراكز الأبحاث بواشنطن للجزيرة نت قائلا "إن التقرير روتيني وليس به أي جديد، لقد كشف ووثق ما تدركه كل الدوائر المهتمة بظاهرة الإرهاب في الشرق الأوسط، يستحيل القضاء التام على تنظيم مسلح كما ادعى الرئيس ترامب".
ويؤكد الخبير الأميركي أن سوريا لم تكن قضية تخدم مصالح واشنطن وذلك رغم لعب روسيا وإيران دورا هامة في الصراع السوري بقوله "الهدف كان احتواء إسرائيل للمليشيات الإيرانية داخل سوريا وتحجيم قدرتها على الحركة".
القوات بسوريا
ورغم العطلة الصيفية وعطلة الكونغرس السنوية، عاد النقاش حول الوجود العسكري لواشنطن في سوريا في الوقت الذي تزامن فيه صدور التقرير مع إعلان كل من أنقرة وواشنطن إنشاء مركز للعمليات المشتركة تمهيدا للاتفاق حول المنطقة الآمنة شمال سوريا.
وعلق وزير الخارجية مايك بومبيو على التقرير بالقول "إدارة ترامب مدركة بشدة النجاح الذي حققته في حربها ضد تنظيم الدولة"، وأضاف "أنا متأكد أن هناك جيوبا للتنظيم، لكن أستطيع التأكيد أنهم أصبحوا أكثر ضعفا"، وأقر بعدم قراءته للتقرير.
يذكر أن ترامب كان قد تعهد خلال حملته الانتخابية بالانسحاب العسكري لبلاده من قضايا الشرق الأوسط التي لا تخدم بصورة مباشرة مصالح واشنطن، ومع بدء موسم الحملات الانتخابية لعام 2020 يريد ترامب أن يؤكد لقواعده الشعبية تنفيذه لوعوده السابقة.