ناشيونال إنترست: ما يجري بهونغ كونغ اسمه ثورة

وأشارت الصحيفة -في مقال للكاتب غوردون تشانغ- إلى أن هتافات المتظاهرين المعادية للحكم الشيوعي والمطالبة بالاستقلال الذاتي خلال الإضراب العام وأعمال الاحتجاج التي شهدتها هونغ كونغ أمس؛ تشير إلى أن الاحتجاجات أخذت منعطفا آخر، وأن مطالب المتظاهرين لم تعد تقتصر على إسقاط مشروع القانون الذي سبق أن أعلنت حكومة هونغ كونغ تعليقه تحت ضغط الاحتجاجات الشعبية.
وقال الكاتب إن الاعتقاد السائد بأن حدوث ثورة في إقليم تحكمه الصين أمر غير متوقع، لا يأخذ معطيات التاريخ في الحسبان؛ فالثورات الصينية غالبا تبدأ في الأطراف قبل أن تشق طريقها نحو المركز، كما أن الملوك الذين حكموا الصين في آخر عهدها الإمبراطوري جاؤوا من الأطراف.
تحدي الصين
لكن تشانغ يرى أن تلك المظاهرات التي أجبرت الرئيسة التنفيذية للإقليم كاري لام على تعليق مشروع القانون الذي ثار الشارع ضده يجب أن تستدعي قلق الرئيس الصيني.
وأضاف أن الحكومة الصينية توقفت عن حجب الأخبار المتعلقة بما يجري في هونغ كونغ عن الشعب نهاية الشهر الماضي، مما يعد -في ما يبدو- ردا على إصرار المتظاهرين هناك على إيصال صوتهم لبقية الأراضي الصينية من خلال تعريف السياح بما يجري في البلاد.
واعتبر الكاتب أن خروج ما يربو على عشرة آلاف متظاهر إلى الشوارع في مدينة ووهان عاصمة مقاطعة هوبي التي تقع شرق الصين بداية يوليو/تموز الماضي احتجاجا على مشروع لإنشاء محطة لحرق النفايات في المدينة؛ مؤشر هو الآخر على أن النظام السياسي الصيني الذي يعاني مشاكل جمة قد يجد نفسه مضطرا للتعامل مع سلسلة من الاضطرابات التي لا قبل له بالسيطرة عليها.
وختم الكاتب مقاله بالقول إن مفتاح نجاح مظاهرات هونغ كونغ في التحرر من حكم الصين هو استمرار أعمال الاحتجاج، وحينئذ قد يكون بمقدورهم إلهام مدن صينية أخرى.