مباحثات تركية أميركية جديدة لإقامة منطقة آمنة بالشمال السوري
أعلنت وزارة الدفاع التركية عن بدء الجولة الثانية من المباحثات بين مسؤولين عسكريين أميركيين وأتراك اليوم في أنقرة بشأن إقامة منطقة آمنة شمالي سوريا.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال أمس إن بلاده أخبرت أميركا وروسيا عن عزمها دخول منطقة شرق الفرات لوقف ما وصفه "الضربات الاستفزازية التي تستهدف تركيا من هناك".
وكانت جولة سابقة عقدت بين الجانبين التركي والأميركي في يوليو/تموز الماضي، وصرح حينها وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بأن الطرفين لم يتوصلا لاتفاق، لأن أنقرة لم تكن راضية على العرض الذي قدمته واشنطن.
والمنطقة الآمنة أو العازلة في الشمال السوري مطلب تسعى تركيا إلى تحقيقه لحمايتها من التهديدات الأمنية، وهو يندرج ضمن مساعٍ للتوصل لحل سياسي للأزمة السورية يبدأ بوقف الحرب وتوفير الظروف اللازمة لعودة اللاجئين.
وكانت صحيفة واشنطن بوست الأميركية كشفت أن وفدا رفيعا من وزارة الدفاع (بنتاغون) يزور العاصمة التركية أنقرة اليوم، في آخر مسعى للحيلولة دون عملية عسكرية تركية ضد وحدات حماية الشعب الكردية شمالي سوريا.
وقالت الصحيفة -نقلا عن مسؤولين أميركيين- إن الوفد سيقدم في اجتماعاته مع المسؤولين الأتراك عرضا أخيرا لمعالجة مصادر القلق التركية.
وتسيطر وحدات حماية الشعب على مدينة منبج الواقعة بريف حلب الشرقي (غرب نهر الفرات)، كما تسيطر على مساحات واسعة شرق النهر، حيث توجد قوات أميركية في تلك المناطق.
العرض الأميركي
وكشفت الصحيفة الأميركية أن العرض الأميركي سيشمل عملية عسكرية مشتركة بين الجانبين لتأمين منطقة عازلة جنوبي الحدود التركية السورية بعمق تسعة أميال (14.4 كلم)، وبطول 87 ميلا (140 كلم) سينسحب منها المقاتلون الأكراد. كما ستقوم القوات الأميركية والجيش التركي بتدمير التحصينات الكردية، وتسيير دوريات مشتركة في المنطقة.
وقالت "واشنطن بوست" إن تركيا سبق أن رفضت هذا الاقتراح، وأصرت على إقامة منطقة آمنة بعمق عشرين ميلا (32 كلم) على الأقل، مع السيطرة عليها بشكل أحادي.
وقال الرئيس التركي -في حفل افتتاح الطريق الدولي بين مدينتي بورصة وإزمير- إن بلاده "لا يمكن أن تظل صامتة مع استمرار الضربات الاستفزازية التي تأتيها من منطقة شرق الفرات"، مضيفا أن لصبر تركيا حدودا.
وأوضح أردوغان "قمنا بعمليات في عفرين وجرابلس والباب (محافظة حلب)، والآن سنقوم بعملية شرق نهر الفرات في سوريا".