الجزائر.. الحراك يكرر مطالبه والحوار الوطني يواجه تعقيدات

وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية باعتقال عشرة أشخاص قرب مبنى البريد المركزي، في حين ذكر موقع إخباري أن من بين المعتقلين عضو جمعية شبابية يدعى جلال مقراني.
وفي الجزائر والمدن الأخرى، تمسك المتظاهرون بالشعارات التي رفعوها سابقا، لكن وللمرة الأولى منذ بدء الحراك صدرت دعوات من وسط الحشود إلى العصيان المدني.
ومن أبرز الشعارات التي ترددت بقوة رحيل رموز نظام بوتفليقة، وفي مقدمتهم الرئيس المؤقت عبد القادر بن صالح ورئيس الوزراء نور الدين بدوي، وهو مطلب يرفضه قائد الأركان الفريق أحمد قايد صالح، الذي تعرض مجددا للانتقاد من بعض المتظاهرين.
كما ترددت خلال المسيرات شعارات تؤكد على دولة مدنية تحترم القانون، وتطالب بتطبيق المادتين 7 و8 من الدستور المتعلقتين بسيادة الشعب، وترفض الحوار الذي اقترحه الرئيس المؤقت.
ورُفعت لافات كتب عليها "لا حوار مع العصابة"، و"الشعب لا يريد هذا الحوار.. الشعب يريد الاستقلال الحقيقي"، و"لا حوار إلا مع السلطة الفعلية للوصول إلى دولة مدنية".
وقال الصحفي والناشط محمد علال للجزيرة إن وجود أعداد كبيرة من قوات الأمن في الشوارع ربما يزيد في الشكوك برغبة السلطة في التغيير، مشيرا في نفس الوقت إلى أن المتظاهرين كانوا اليوم في العاصمة بأعداد كبيرة متحدين ارتفاع الحرارة والانتشار الأمني الكثيف.

الحوار الوطني
وتأتي مظاهرات اليوم في وقت تواجه الصعوبات هيئة شكلتها الرئاسة لتنسيق الحوار الوطني المرتقب، في ظل اعتراض بعض أطياف الحراك الشعبي على تركيبتها والتشكيك في استقلاليتها عن السلطة.
وتشكلت الهيئة قبل أسبوع، وتضم ستة أعضاء ويقودها رئيس البرلمان الأسبق كريم يونس، ودعت 21 شخصا للانضمام إليها لكن العديد منهم رفض دعوتها، مما يضع الحوار الوطني أمام تعقيدات إضافية.
وسعيا لتسهيل عملها، طلبت الهيئة من السلطات تنفيذ إجراءات للتهدئة لتهيئة أجواء مناسبة للحوار الوطني عبر إطلاق معتقلي الحراك الشعبي وتخفيف إجراءات الأمن المشددة التي تحيط بالمظاهرات.
بيد أن قائد الأركان رفض في كلمة ألقاها الثلاثاء الماضي تلك المطالب بوصفها شروطا مسبقة للحوار الوطني وإملاءات لا يمكن للسلطة أن تقبل بها.
وفي مواجهة هذا الموقف، استقال عضوان من الهيئة هما عز الدين بن عيسى وإسماعيل لالماس، في حين أفادت أنباء بأن رئيسها (يونس) قدم بدوره استقالته لكن الهيئة رفضتها.
ورغم هذه الاستقالات والمواقف المشككة فيها، أعلنت هيئة تنسيق الحوار الوطني أمس أنها ستشرع فورا في عملها.