قداس بكنيسة صهيون.. الفنان كمال بلاطة يوارى الثرى بالقدس

أسيل جندي-القدس المحتلة
ووري جثمان المؤرخ والأديب والفنان التشكيلي المقدسي كمال بُلّاطة الثرى اليوم في القدس المحتلة، بعد 16 يوما من وفاته في مدينة برلين الألمانية.
وأقيم قداس في كنيسة صهيون داخل أسوار البلدة القديمة على روحه ترأسه المطران عطا الله حنا، وحضره عدد من أقاربه وزوجته اللبنانية ليلى فرهود التي ارتبط بها قبل أربعة عقود وصممت على تنفيذ وصيته بدفنه في مدينة القدس التي حرم منها منذ احتلالها عام 1967.
ولد بُلّاطة في مدينة القدس عام 1942 وترعرع بها وغادرها عام 1967 إلى بيروت لافتتاح أحد معارضه الفنية ولم يتمكن من العودة لها بعد احتلالها.

تجربة كبيرة
تعلم بلاطة الرسم والتصوير في مرسم خليل حلبي بحي باب الخليل بالقدس، والتحق بأكاديمية الفنون الجميلة في روما وأكمل دراسته لاحقا في متحف الفنون الجميلة بواشنطن.
عاش في الولايات المتحدة وفرنسا والمغرب ولبنان، وحصل على منحة تفرغ لدراسة الفن الإسلامي بالمغرب من مؤسسة فولبرايت عام 1993.
زارها كغريب
زار القدس كسائح لأول مرة منذ منعه من دخولها بُعيد الحرب عام 1984، وقالت ابنة عمه تيري بلاطة التي حضرت مراسم الدفن إنه كان من المؤلم أن يزور كمال مدينته كغريب، وأثرت تلك الزيارة في نفسه بشكل عميق ولم يتمكن من العودة للقدس إلا بعد مرور عشرين عاما إذ كانت آخر زياراته لها عام 2003.

وفي كلمة ألقاها قبيل الدفن، قال المطران عطا الله حنا إنه التقى بالفنان الراحل في دول عدة، وكان أول سؤال يطرحه عليه كيف حال القدس؟ وتطرق المطران لحياة بُلاطة الغنية بالتجارب الثقافية المشرفة لكل فلسطيني.
في مقبرة صهيون المجاورة للكنيسة فُتح تابوت الفنان الراحل ورش رجال الدين وزوجته على جسده حفنات من تراب القدس، ثم أنزل التابوت في القبر الذي دُفنت فيه قبله جدته وابنة عمه، وغادر الجميع المقبرة وصوت تيري بُلاطة يتردد على مسامع من حولها قائلة "كمال سينام في حضن جدته هذه الليلة".