صحف فرنسية: فجر جديد بالسودان.. الثورة انتصرت دون بنادق

وهذا هو أيضا ما أكدته صحيفة لوفيغارو التي لفتت إلى أن اتفاق المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية والتغيير بشأن الانتقال إلى السلطة المدنية في السودان لم يكن اتفاقا سهلا بل جاء تتويجا لمفاوضات طويلة وشاقة ومحادثات معقدة.
وحسب ما نقلته لوفيغارو عن المستشار بمنظمة كفاية الأميركية سليمان بلدو، فإنه لم يكن أمام الطرفين خيار آخر، فضباط الجيش السوداني أدركوا أنه لم يعد بإمكانهم الاستحواذ على السلطة بشكل كامل لأن ذلك سيعرضهم لعقوبات من جانب الاتحاد الأفريقي والمجتمع الدولي، كما تبين للمدنيين أن الجيش مع امتلاكه للقوة، يسيطر أيضا على أجزاء كبيرة جدا من الاقتصاد، وهو ما دفع الطرفين إلى التفاهم.
ولعدم الانجرار لأي من الخيارين -تقول لوموند- إن السودانيين اختاروا طريقا مختلفا يقوم بكل بساطة على تحضير مشروع سياسي كامل حتى قبل أن ينزل المحتج الأول إلى الشارع، في ديسمبر/كانون الأول 2018، لقد فكروا في كل شيء، في العقبات والطموحات، وفي الاستعداد لتقديم تنازلات للغريم، لاحتلال مكانة على رقعة الشطرنج والمضي قدما في إنجاز المشروع.
والواقع -وفقا للصحيفة- أنه لم تكن لدى المتظاهرين السودانيين وممثليهم بنادق نارية، بل عدة أسلحة أخرى، إذ أدركوا قبل غيرهم كم هو أجوف هذا البناء الذي يريدون تشييده، ولكن لا العنف كسر شوكتهم ولا التهديد أثناهم عن تعزيز أركان "ثورتهم"، ليضربوا بذلك مثالا لشجاعة سودانية تستحق الاقتداء بها.