أصحاب الثراء الفاحش لديهم تأثير هائل بالسياسة الأميركية

كتب توم أودال -وهو سيناتور أميركي من نيو مكسيكو- أن أصحاب الثراء الفاحش لديهم تأثير هائل بالسياسة الأميركية.
وأشار -في مقاله بمجلة تايم- إلى أن أكبر عشرة أشخاص مانحين حوّلوا أكثر من 436 مليون دولار إلى لجان الإنفاق على العمل السياسي بالانتخابات، في أغلى انتخابات منتصف المدة على الإطلاق في عام 2018.
وأضاف أن هذه الأموال الضخمة اجتاحت العملية السياسة، مما منح المصالح الخاصة للأثرياء الآن قوة أكبر من أي وقت مضى في التاريخ الأميركي الحديث.
واستشهد بقضية بارزة في عام 2010 منعت فيها قرارات المحكمة العليا وقرارات محاكم أخرى الكونغرس والولايات دستوريا من وضع قيود على جمع الأموال وإنفاقها في الانتخابات، مما أطلق العنان لفيضان من دولارات الشركات في الانتخابات الأميركية وفتح الباب لفاحشي الثراء لدعم مصالحهم الخاصة في حكومة البلاد على حساب الأميركيين العاديين.
عندما يكون لدى الشركات وفاحشي الثراء القدرة على إنفاق مبلغ غير محدود، فإنهم لا يستطيعون فقط التأثير على الانتخابات ولكن أيضا وضع الأجندة السياسية |
وعلق أودال بأنه على الرغم من أن هذا التوجه استغرق عقودا ليتشكل، فإن هذه القرارات أدت إلى مزيد من تفكيك قوانين تمويل الحملات الانتخابية.
وأضاف أنه عندما يكون لدى الشركات وفاحشي الثراء القدرة على إنفاق مبلغ غير محدود فإنهم لا يستطيعون فقط التأثير على الانتخابات ولكن أيضا وضع الأجندة السياسية.
وقد سمحت مساهمات الحملات غير المحدودة باستخدام ملايين الدولارات للتأثير بشكل واسع النطاق وخبيث وسري على السياسة العامة.
ونتيجة لهذا النوع من الإنفاق يفقد الشعب الأميركي ثقته بالنظام السياسي، ولهذا أيضا يدعم الأميركيون بأغلبية ساحقة وجود قيود على الإنفاق في الحملات الانتخابية.
ويرى أودال أن الخطوة الأولى في إصلاح نظام تمويل الحملات الانتخابية المعطوب، هو أن تعالج المحكمة العليا أصل المشكلة بطريقة مستدامة.
واعتبر أن اللحظة الحالية من أهم اللحظات في تاريخ أميركا، لأن تركيز الإنفاق غير المحدود بأيدي عدد قليل سيستمر في التفاقم حتى يخرج عن السيطرة مما يشوه أصوات المواطنين بشكل مستمر ويعرض أساس ديمقراطية أميركا للخطر.
وأضاف أنه إذا أردنا إحراز تقدم بشأن المشاكل الحقيقية التي يواجهها الأميركيون، فعلينا أن نخلق ديمقراطية عادلة ومنفتحة للجميع. وحث الأميركيين في كل مكان على الاتصال بممثلي الولايات والممثلين الفدراليين ومطالبتهم بدعم تعديل الديمقراطية للجميع.
وختم بأن هذا التعديل سيسترجع القوة من المصالح الخاصة للأثرياء وإعادتها إلى مكانها الصحيح، في أيدي الشعب الأميركي.